«القلق الوجودي».. لماذا يتوقع الإسرائيليون زوال دولتهم؟
إسرائيل
أسماء أبوشادى
حمية انهيار دولة إسرائيل التي أقامتها الدول الاستعمارية سنة 1948 على أرض فلسطين التاريخية، لم يكن بالأمر الجديد، بل تنبأ بذلك العديد من المفكرين والمؤرخين اليهود، خلال العقود الماضية؛ إذ توقع هؤلاء نهاية حتمية لهذه الدولة التي تم زرعها في قلب الوطن العربي، وقامت بتشريد وتهجير الملايين من أصحاب الأرض الأصليين من الشعب الفلسطيني، بل إبادتهم في كثير من الأحيان.
على مر التاريخ اليهودي، لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، والدولة العبرية الصهيونية الحالية في عقدها الثامن، وأخشى أن تنزل بها اللعنة العقد الثامن، وهذا ما قاله «إيهود باراك»، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق.
لدى العالم العديد من الصور لـ“إسرائيل”، لكن إسرائيل لديها صورة واحدة فقط لنفسها: وهي صورة شعب في طريقه إلى الزوال، لماذا يتوقع الإسرائيليون زوال دولتهم؟
المخابرات المركزية الأمريكية
سربت بعض المواقع الإلكترونية الأجنبية عام 2010 تقريراً للمخابرات المركزية الأمريكية CIA يخص «إسرائيل»، وفي هذا التقرير السري، الذي تم اختراقه، أعربت المخابرات الأمريكية عن شكوكها في بقاء إسرائيل بعد عشرين عاماً.
وتنبأ التقرير بتحول مشروع حل الدولتين غير القابل للتطبيق إلى مشروع حل الدولة الديمقراطية الواحدة التي يتمتع فيها المواطن بكامل حقوق المواطنة بالتساوي، بمعزل عن عرقه أو قوميته. ولخص التقرير أنه بدون عودة لاجئي عام 1948 و1967 فلن يكون هنالك حل دائم ومستقر في المنطقة.
ويذكر التقرير أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضى المحتلة سيتسبب فى رحيل أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الولايات المتحدة في السنوات الخمس عشرة القادمة، وأن هناك خمسمائة ألف إسرائيلي مازالوا يحتفظون بجوازات سفرهم الأمريكية، وأن من لا يملك جواز سفر أمريكي أو أوروبي، فقد تقدم بطلب للحصول عليه.
وتنبأت الدراسة أيضاً بعودة ما يزيد عن مليون ونصف إسرائيلي الى روسيا وبعض دول أوروبا، إلى جانب انخفاض نسبة الإنجاب والمواليد لدى الإسرائيليين مقارنة مع ارتفاعها لدى الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تفوّق أعداد الفلسطينيين على الإسرائيليين مع مرور الزمن.
المأزق الأسطوري
هناك دراسة أجراها الباحث الإسرائيلي “غاد بائير”، حول أسباب القلق الوجودي لدي أبناء شعبه، وجد أن التاريخ الديني وطريقة تناقله أحد أسباب الشعور بخطر زوال إسرائيل، إذا يرى الإسرائيليون العالم كله عدواً لهم.
ويشير مصطلح القلق الوجودي الإسرائيلي في الأبحاث الأنثروبولوجية إلى خالة الخوف الشديد من زوال إسرائيل بسيناريوهات كثيرة متخيلة، فهل يظن الإسرائيليون فعلاً أن دولتهم ستزول؟
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً