ماذا لو نزحت «غزة» إلى صحراء النقب؟
صحراء النقب
أيمن عبدالمنعم
خلال مؤتمر صحفي جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشار الألماني أولاف شولتس، أثار الرئيس السيسي خلال كلمته ذهول العالم حول تهجير سكان غزة، بغرض عملية الإعمار والتأهيل للقطاع، فقال خلال الكلمة، «إن كان هناك فكرة للتهجير فتوجد صحراء النقب في إسرائيل، يمكن أن يتم نقل سكان غزة إلى أن تنهي إسرائيل مهمتها المعلنة، ثم تعيدهم مرة أخرى إلى القطاع إذا شاءت».
ليخلق التصريح حالة من الذهول في الأوساط الإعلامية العالمية، والتي تعجبت من هذا المقترح الذي يعد بصورة واضحة دحضًا للرؤى الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة صوب سيناء، وتحت مبرر التخلص من الإرهاب في القطاع الفلسطيني.
التهجير الفلسطيني ويوسف حسي
العبارة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي، حول نقل المستوطنين إلى صحراء النقب، يعد ردًا على محاولات التهجير التي سعت إسرائيل لتنفيذها، والتي لم تكن بادئة يوم أو ليلة، بل إنه يعود إلى ما يزيد عن قرن تقريبًا، لمفكر يهودي يدعى يوسف حسي، والذي وضع مخططًا يفيد بتوسيع رقعة الأراضي الإسرائيلية على حساب سيناء، من خلال الامتداد داخل سيناء لتوسيع داخل قطاع غزة، المخطط الذي مات حينها، وتم إحياءه مرة أخرى، على يد نائب محافظ القدس اليهودي عقب نكسة 1967، إلا أن المخطط بدوره لاقى رفضًا موسعًا.
مقترح بعيد كل البعد عن ما طاولة النقاش الإسرائيلية
أحد المحللين السياسيين العبريين نشر تصريحًا عبر أحد المواقع الإخبارية العربية، يقول فيه، إن المقترح الذي جاء في خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنقل سكان غزة إلى النقب، لم ولن يكن في حسبان الحكومة الإسرائيلية، مبررًا ذلك النفي، بأن حكومة الاحتلال لم تطالب سكان القطاع بالتوجه خارجه أو مغادرته، ولم تحثهم في الأساس إلى التوجه لأي مكان سواء في مصر أو داخل العمق الإسرائيلي.
ما يعني من خلال تصريحات المحلل العبري، بأن إسرائيل لم توجه أي دعوات لسكان غزة لأخذ خطوة النزوح نحو مصر، بعد أن دعت الحكومة الإسرائيلية إلى هذا الأمر قبيل أسبوع تقريبًا، وما أضحت إلا أن نفته خلال سويعات من الإعلان عنه.
التوجه للنقب عودة للماضي
حالة الذهول التي ظهرت في الأوساط العبرية من مقترح الرئيس السيسي، يعد انعكاسًا لماضٍ قديم في تاريخ دولة الاحتلال، والتي سعت من خلال مخطط أطلقت عليه مخطط برافر، إلى تهجير فلسطينيين من سكان صحراء النقب منها، بعد أن أقر الكنيست هذا المخطط في صورة قانون بالتحديد في الـ 24 من يونيو 2013.
إلا أن خطة تهجير فلسطينيين النقب ليست وليدة 2013، فتعود خطة التهجير، إلى 1948، والتي سعت سلطات الاحتلال خلال تلك الفترة إلى تهجير الفلسطينيين من الصحراء بكل الطرق والسبل الممكنة، نجحت خلالها من تهجير عدد كبير منهم وتسكينهم في قرى صغيرة داخل الصحراء.
ليتجدد المخطط في 2013، ولكنه توقف فور تجدده بعد ضغط عربي شعبي ورسمي، والتي رأت أن المخطط يعد سطوًا من دولة محتلة على أراضٍ لا تخضع لشرعيتها.
تخوفات الجانب الإسرائيلي من تهجير النقب، ستفشل ما سعوا إليه خلال سنوات عديدة من تهجير الفلسطينيين من الصحراء الواقعة جنوب الأراضي المحتلة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً