الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:02 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

جريمة مستشفى المعمداني تحيي في الذاكرة حادثة بحر البقر

بحر البقر

بحر البقر

أيمن عبدالمنعم

A A

منذ سويعات معدودة، نفذ الاحتلال الإسرائيلي غارات تسببت في تدمير مستشفى المعمدان، الواقعة وسط قطاع غزة، ما تسبب في سقوط العديد من الشهداء والمصابين، ممن كانوا في المستشفى، إما لحفظهم بعد أن لقوا حتفهم نتيجة القصف الذي يمكن أن يكون أشبه بالأمطار، تسقط كل يوم بصورة عشوائية دون أن يعرف ملقيها أو متلقيها إلى أين ستذهب، أو من ستختار ليلقى حتفه أو يصاب بإصابات علاجه منها أشبه بمعجزة.

فمجزرة جديدة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، ضد إحدى المستشفيات التي كانت تضم مدنيين فلسطينيين، ممن كانوا ينتظرون تلقي العلاج، من أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين عُزل لا حول ولا قوة.

مستشفى المعمداني التي تسبب قصفها في استشهاد ما يزيد عن 810 كإحصاءات أولية قابلة للزيادة خلال الساعات القادمة، أعادت إحياء حادثة بحر البقر التي كانت مجزرة نفذتها نفس القوة المحتلة، ضد أطفال أبرياء كانوا بصدد تلقي عدد من الدروس داخل مدرسة، كل منهم محملًا بآمال وأهداف.

حادثة بحر البقر

يوم في ظل أعقاب حرب الاستنزاف المصرية التي شنتها مصر في الفترة من 1967 وحتى 1973، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء بغرض إرهاق الاحتلال الإسرائيلي في سيناء.

وفي يوم دراسي تقليدي حيث يذهب طلاب قرية بحر البقر إلى المدرسة الصغيرة في القرية المصرية الواقعة بالحسينية في محافظة الشرقية، لتلقي الدروس من أجل تحقيق مجموعة من الأحلام الصغيرة في تناولها والكبيرة بداخل نفوس هؤلاء الأطفال، ليأتي ما لم يكن متوقع، في صباح يوم الثامن من أكتوبر عام 1970، مجموعة من الطائرات التابعة للقوات الجوية الخاضعة لقوات الاحتلال لتلقي بغارة على مدرسة بحر البقر، باستخدام طائرات إف-4 فانتوم، ما تسبب بدوره في استشهاد 30 طفلًا، وتستشهد معهم أحلامهم الصغيرة التي كانوا يطمحون من اجل الوصول له في يوم من الأيام.

مبررات لمذابح لم تختلف منذ 1970

وعقب عملية قصف بحر البقر في محافظة الشرقية، خرجت قوات الاحتلال في محاولة لتبرير تلك العملية الغادرة أو المذبحة البشعة، بقولهم، أنهم كانوا يستهدفون أهدافًا عسكرية، وأن مدرسة بحر البقر التي يتعلم فيها أطفالًا، هي مؤسسة عسكرية مخفية تستخدمها الدفاع المصرية كدرع خفي.

نتنياهو رأى في الوقت نفسه خلال العديد من اللقاءات والمؤتمرات الصحفية أن الهجوم على قطاع غزة، وما يخلفه من خسائر في أرواح النساء والأطفال والمدنيين العزل، ليس إلا للقضاء على الإرهاب، وأن مطالبة سكان القطاع بالتوجه إلى الجنوب ما هى إلا محاولات منه لإبعاد المدنيين عن عمليات القتال لتجنب الإصابة بأي أضرار قد تلحق بهم.

ما يظهر أن المبررات التي يستخدمها الاحتلال على مدار عقود، ثابتة المعنى، حتى لو تغيرت طريقة اصطلاحها أو صياغتها.

search