بعد نفي "مكي" تجسيد شخصيته… تعرف على "التوربيني" المثير للذُعر
التوربيني
أمة الله عمرو
تترك الصدمات بداخل كل إنسان قنبلة موقوتة من الممكن أن تصل به لسلوكيات صعبة للغاية، وهي التي تقوم بتحويله لشخص سفاح ويصل به الأمر أيضًا إلي أنه يُصنف بأنه من أخطر سفاحي العالم، لكن هذا ليس مبررا لأفعال هؤلاء، لأنهم مسئولون عما قاموا بارتكابه.. ومن تلك النماذج “التوربيني” الذي أثارت جرائمه في حق الأطفال الرأي العام في مصر لفترة طويلة.. وفي هذه السطور نسترجع حكايته.
حكاية "التوربيني"
"مجرم قاتل سفاح مٌتعدي" جميع تلك الكلمات تصف شخصا تجرد من جميع مشاعر الإنسانية وفعل الذي روج له الشيطان في أذهانه, فقام بارتكاب جرائمه بكل ذكاء ومهارة، وقام بتكوين عصابة هي الأشهر في تاريخ مصر, عصابة استطاعت أن تنتهك حرمة أجساد الأطفال بل وتقتلهم بكل بشاعة وبطرق مُروعة وغير مفهومة, فهي عصابة "التوربيني" التي تم تصنيفها على مستوى العالم بعد الحكم عليهم بالعصابة رقم واحد وعشرين في العالم لتصنيف الجريمة , والعصابة رقم واحد والأشهر في تلك الفترة بمصر.
وكانت البداية في عام 2006 حينما عثر عمال محطة مترو شبرا الخيمة على جثة داخل سرداب في محطة السكك الحديدية, وكانت الجثة في أصعب حالتها وأشبه بالمُتحللة, وليس لها ملامح غير أنها جثة لإنسان فقط, وعلى الفور قام العمال بإبلاغ الشرطة التي توجهت مُسرعة من أجل أن تحقق بالواقعة وتكتشف أن الجثة لصغير يٌدعى "محمد كمال" بالغ من العمر 12 عاما, وعندما بدأ رجال المباحث الوصول لطرف خيط هذه الواقعة من أجل حل لغز الجثة.. بدأ اللغز يزداد غرابة وذعرا عندما أبلغ أهالي منطقة طنطا عثورهم على جثة صغير متحللة مٌلقاه على سكك حديد طنطا, وبعد فترة زمنية قليلة تفاجأت الأجهزة الأمنية ببلاغ جديد يفيد وجود جثة صغير بسكك حديد محافظة الإسكندرية بنفس الهيئة, لكنها قاربت على التحلل وليست متحللة.
وبدأت الأجهزة الأمنية أن تربط وجود الجثث جميعها للصغار، ويوجد بينهما علاقة ترابط واحدة وهي السكك الحديدية, وبدأ الخبر ينتشر بسرعة مهولة يوما بعد يوم, تحديدًا بعد عثور المباحث على أكثر من جثة في أكثر من مكان, وبدأ الرعب يدب في قلوب الأهالي من العصابة التي تقتل الصغار، حتى وصل الأمر أن الأهالي قاموا بمنع صغارهم من الذهاب للمدرسة في تلك الفترة خوفًا عليهم.. وهذا جعل الأجهزة الامنية تتسارع للوصول لفاعل هذه الجرائم وعند ربطهم لجميع الأمور ببعضها, وجدوا أن الأطفال المٌستدل على هويتمم من الجثث دائمًا من أطفال الشوارع, وهنا بدأت المباحث تقبض على أطفال الشوارع المنتشرين في نطاق السكك الحديد, وقاموا بالتحقيق معهم من أجل الوصول لطرف الخيط.
وبعد أيام عديدة من التحقيقات المُكثفة وفترة من البحث قاموا بالقبض على شخص اسمه "أحمد سمير" شهير بـ"بوقو" كان يبلغ من العمر 18 سنة, ومع ضغط المباحث خلال التحقيقات بدأ اعترافاته بأقوال بشعة جدًا, وهي:"أنه يعمل مع عصابة يتزعمها شخص يُدعى "التوربيني", وأن تلك العصابة تقوم بتجند أطفال الشوارع لممارسة مهنة “التسول”, ثم يجمعهم التوربيني ويأخذ منهم النقود, ثم يستدرج منهم أشخاصا معينين ويأخذهم فوق القطار، من أجل أن يعتدي عليهم، ثم يلقي الضحية من فوق القطار بهدف أن يتم كسر جسده وتُزهق روحه, واعترف أيضًا انه كان يشارك التوربيني في جرائمه, وانهم كانوا يستدرجون الضحية بحجة التسول ويبدأون رحلتهم أعلى القطار من القاهرة وينطلق بهم, ثم يربطوا الضحية بالملابس الداخلية ويعتدون عليه، وبعد ذلك يلقونها من أعلى القطار كي تموت", كما قال أنه يقيم في شبرا الخيمة في عزبة رستم، وكان يعمل حدادا.
ثم بعد فترة قليلة جدا سقط عضو آخر من أفراد العصابة وهو "محمد عبدالعزيز" الشهير "بالسويسي" واعترف أنه شارك "بقو والتوربيني" في الاعتداء وقتل حوالي 8 أطفال والإلقاء بهم على سكك حديد كل من : "طنطا, دمنهور, القاهرة, القليوبية, الاسكندرية ومحافظات أخرى", وحينها سقط متهم ثالث من نفس عصابة التوربيني وهو "حمادة السيد" الشهير ب"بزازة" واعترف بنفس اعترافات الاتنين الآخرين, وبإنهاء التحقيقات قاموا برصد التوربيني في أكتر من مكان وتم القبض عليه وتم مواجهته بأقوال المتهمين الثلاثة، وحينها أقر واعترف بجميع جرائمه.
فقد أقر أنه بدأ سلسلة هذه الجرائم من حوالي سبع سنوات كاملة, وأن عدد الجرائم التي ارتكبها تتخطى ال32 طفلا وأن الجثث جميعها مٌلقاة على السكك الحديدية في محافظات مصر, ولكن الشيء الغريب أنه خلال سؤال النيابة له عن الدافع الذي جعله يفعل هذا, فأجاب التوربيني قائلًا: "كنت طفل هادي جدا أسمه رمضان عبد الرحيم منصور, ومكنتش متوقع أبدا أني هكون مجرم بالطريقة دي, كنت شغال في قهوة قريبة من السكة الحديد, بس للأسف كنت دايما بقع في ايد بلطجي اسمه "عبده التوربيني", كان دايما بيبلطج عليا وياخد مني فلوس كل شوية, لحد ما زهقت في مرة ورفضت أديله أي فلوس, وقتها غضب عبده جدا وقرر يخطفني وأخدني فوق القطر واعتدى عليا وبعدها رماني من فوق القطر, ولحُسن حظي أني مموتش وحصلي بس اعاقة في عيني اليمين عشان وقعت على حديدة في قضبان السكة الحديد, وده أتسببلي في عُقدة رهيبة خلتني أعمل زي اللي اتعمل فيا بالظبط, بدأت الجرايم دي وأنا عندي 19 سنة".
وكان الغريب في هذا الأمر أن تم القبض عليه وهو يبلغ من العمر 26 عاما ومرتكب جميع تلك الجرائم, والأغرب هنا أكثر أن شقيقه أكد ان طوال ال20 عاما التي أقامها معه, كان لا يتوقع على الإطلاق أنه بكل هذا الإجرام, خصوصًا أنه كان شخصا هادئا للغاية وليس له علاقة بأحد, كما أن الجيران اعترفوا انه كان شخصا مُهذبا ، وكان جميعهم يشفقون عليه بسبب الإعاقة التي بعينه.
وتم استكمال التحقيقات معه ليبدأ التوربيني في إرشاد رجال المباحث عن أماكن الجثث التي تخلص منها, واستطاع رجال المباحث أن تعثر على 17 جثة كاملة, وللأسف لم يستطيعوا العثور على باقي الجثث, لأنه كان من الصعب جدا بسبب تحلل بعض الجثث, وأن هناك جثثا سقطت في أماكن صعب الوصول لها, وبدأ التوربيني الاعتراف على كل أفراد العصابة التي سقطت جميعها في شباك المباحث واحدة تلو الأخرى, وكانوا متمثلين في "عزة بربش وهي فتاة التوربيني، التي تزوجها عرفيا، وكانت تعمل "قوادة", وفرج محمد شهرته "حناطة" ذراع التوربيني اليمين", وحكمت محكمة جنايات طنطا بعد الإطلاع على التحقيقات وشهادة الشهود, في هذه القضية رقم 33304 لسنة 2006 جنايات طنطا بالأتي:
- إعدام رمضان التوربيني ومساعده فرج محمد السيد الشهير بحباطة بعد موافقة المفتي بعد اتهامهم بالقتل وهتك العرض.
- وحكمت على مؤمن عبدالمنعم شحاته وشهرته الجزار بالسجن المؤبد 25 عاما.
- وحكمت بالسجن المشدد لمدة 15 عاما على كل من "محمد شعبان الشهير بالسويسي وسمير عبدالمنعم الشهير ببوقو وحمادة معروف الشهير ببزازة".
- وحكمت باحالة المتهم ابراهيم شعيشع للأحداث بسبب حداثة سنه.
وبعد هذا الحكم أيدت محكمة النقض الحكم بالإعدام على التوربيني ومساعده فرج محمود يوم 26 يناير 2009 وتم تنفيذه يوم 16 ديسمبر 2010, ومن هنا انتهت قصة أشهر قاتل في مصر بداخل غرفة الاعدام, ورغم إعدامهم لكن كان الشعب المصري في حالة من الخوف والهلع بسبب أن نتاج البلطجي "عبده التوربيني" وأفعاله, خلقت بعد موته مجرم مثل رمضان التوربيني, فمن الممكن أن يكون رمضان خلق ألف مجرم بسبب أفعاله, خصوصًا أن الأجهزة الامنية لم تستطع الوصول لباقي الجثث، ومن الممكن ظهور مجرم جديد في أي لحظة من فصيلة "التوربيني" ليصبح توربيني جديد مثل “عبده, ورمضان”..
ورغم أن هذه القصة تم إغلاق ملفها بعد صدور الحكم بها.. لكن عاودت الظهور من جديد.. ولكن هذه المرة جاءت في سياق الملف الفني بعد انتشار شائعات حول رفض النجم أحمد مكي تجسيد شخصية التوربيني.
وأوضح الكاتب الروائي "مصطفى غلاب" في تصريح لـ “الجمهور”، قائلًا: "من فترة كنت قلت أن فيلمي الروائي القصير القادم هو "إنتقام" وبالفعل الفيلم متوقف على التصوير، وبيتكلم عن "عبده التوربيني" ومكتوب وجاهز .. ومنذ عدة أيام وجدت شائعات عن أن احمد مكي تعاقد علي مسلسل عن “حياة رمضان التوربيني” انتاج NETFLIX، وطبعا عبده التوربيني االذي سأقدمه في فيلمي شخص وقصة ..أما العمل الذي نفاه "احمد مكي" فهو لشخص تاني اسمه التوربيني ايضا وهو قصة اخري علي ما أعتقد ولكن الشخصين لهما علاقة تربطهما ببعض .
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً