الإثنين، 25 نوفمبر 2024

08:04 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

نزيف خسائر مستمر..

«طوفان الأقصى» يستنزف الاقتصاد والسياحة الاسرائيلية.. وانهيار للعملة

أرشيفية

أرشيفية

منار عبد العظيم

A A

شهدت  أسعار الأسهم والسندات الإسرائيلية انخفاضا بنحو 7 %، إضافة إلى إنهاء مؤشرات الأسهم الرئيسة في تل أبيب TA125 TA35)) على انخفاض 9% في أسهم البنوك بتداولات بلغت 2.2 مليار شيكل (573 مليون دولار)، بحسب «رويترز»، وانخفضت أسعار السندات الحكومية إلى 3  أشهر، إضافة إلى أن سوق الصرف الأجنبي كان مغلقاً يوم أمس الأحد، هو بالفعل عند أضعف مستوى له هذا العام.

وأغلقت عديد من الشركات أبوابها أمس الأحد، وتعرض قطاع السياحة لخسائر فادحة تزامنا مع إغلاق مطار تل أبيب، إضافة إلى إعلان عدد من شركات الطيران الأجنبية تعليق رحلاتها إلى إسرائيل في ظل احتدام وتيرة المواجهات بعد من قيام الفصائل الفلسطينية في غزة وأسر عدد من الجنود الإسرائيليين، وبعد إعلان إسرائيل الحرب على القطاع وإغلاق معظم المعابر وقطع الكهرباء والماء عن غزة.

ويواجه القطاع خسائر ضخمة تزامنا مع إغلاق المعابر وقصف إسرائيل المستمر الأبراج السكنية وتوجيه ضربات للبنية التحتية وقطع للكهرباء والمياه، إضافة إلى أن حقول الغاز الطبيعي قبالة الساحل الإسرائيلي الآن نحو 70 في المئة من توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، مما يقلل من استخدام الفحم الملوث، وساعد الغاز إسرائيل على تخفيف اعتمادها الكبير على واردات الطاقة.

ومن الواضح  أن يؤدي القتال العنيف إلى إبطاء وتيرة الاستثمار في حقول الغاز في المنطقة، إضافة إلى إلحاق خسائر «فادحة» ويمكن أن يعوق جهود إسرائيل لجذب مزيد من شركات الطاقة العالمية للتنقيب عن الغاز، بعدما كان الأمل أن يؤدي وصول «شيفرون» إلى فتح الطريق أمام شركات الطاقة الدولية الكبرى الأخرى للاستثمار في إسرائيل

خسائر فادحة للبورصة الإسرائيلي

قال الدكتور أشرف خضر، الخبير الاقتصادي، إن الحروب والصراعات العسكرية لها تأثير كبيرعلى الاقتصادات، وقد يكون لها تأثير ملحوظ على اقتصاد إسرائيل خاصة الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة ،إضافة إلى إلحاق خسائر فادحة للبورصة الإسرائيلي ،وذلك بسبب عدم وجود مخاوف من استمرار الحرب وهروب المستثمرين.

تراجع الاستثمارات الوطنية الأجنبية

وأكد «خضر» في تصريحات لـ «الجمهور» أن عدم وجود الاستقرار الأمني الداخلي، إضافة إلى التأثيرعلى الاستثمار والأعمال حيث الحروب والصراعات العسكرية قد تؤدي إلى تراجع الاستثمارات الوطنية والأجنبية في إسرائيل، إضافة إلى تردد المستثمرون في ضخ رأس المال في بيئة غير مستقرة، مما يؤثر على نمو الأعمال وإنتاجية الشركات إضافة إلى التأثير على السياحة حيث قد تؤدي إلى تراجع حركة السياحة إلى إسرائيل.

تقليل حجم الصادرات والواردات

وأشار إلى أن السياحة تعتبر مصدرا هاما للإيرادات وتوفر فرص عمل للعديد من القطاعات الاقتصادية، وتراجع السياحة يمكن أن يؤثر سلبا على القطاع السياحي والشركات المتعلقة به ،إضافة إلى أنها تؤثر على التجارة الخارجية وقد يتم فرض عقوبات على البلاد أو تقييد حركة البضائع عبر الحدود، مما يؤدي إلى تقليل حجم الصادرات والواردات وتعرض الشركات لتحديات تجارية، تأثير على الموارد البشرية.

تعطيل العمليات الإنتاجية

وأضاف «خضر» أن الحروب قد تؤدي إلى تشتت الموارد البشرية وتعطيل العمليات الإنتاجية، إضافة إلى تعرض العمال والموظفين للخطر ويضطرون للانتقال من مناطق الصراع، مما يؤثر على الإنتاجية والاستدامة الاقتصادية ،كذلك تؤثر على الموارد الاقتصادية إضافة إلى أن الحروب تستهلك موارد اقتصادية هائلة بسبب تكاليف الدفاع وإعادة الإعمار وتأمين السلامة العامة ،ويمكن أن تؤثر على الميزانية العامة وتزداد الديون العامة، مما يعيق النمو الاقتصادي ويجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات تقشفية وزيادة الضرائب ،تأثير على القوى العاملة الحروب تخلف آثارا سلبية على سوق العمل، حيث يزداد عدد العاطلين عن العمل ويتضرر آلاف العمال والشركات بسبب التدمير والفوضى الناجمة عن الصراعات.

الأكبر تهديدا لاقتصاد إسرائيل

ومن جانبه، أوضح  الدكتور أشرف غراب نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أنه منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الصهيوني في السابع من أكتوبر الجاري وقد تكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة، إضافة إلى أنها تعد الأكبر تهديدا لاقتصاد إسرائيل منذ حرب 1973 وفق التقارير الدولية، موضحا أن تقديرات بنك إسرائيل لتكلفة الحرب مع المقاومة الفلسطينية قدرت بما لا يقل عن 7 مليار دولار وهي تعادل 27 مليار شيكل، وقد قدرها بنك هبوعليم بأن تبلغ ما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي ما يعني زيادة في عجز الموازنة العام المقبل، إضافة إلى التعبئة العسكرية لـ 300 ألف جندي احتياط تركوا وظائفهم .

انهيار العملة الإسرائيلية

 ولفت «غراب»، إلى أن الاقتصاد الاسرائيلي انهار منذ بدء عملية طوفان الأقصى فقد تراجعت العملة الإسرائيلية الشيكل أمام الدولار والعملات الأجنبية، لأدنى مستوياتها خلال 7 سنوات منذ عام 2016، فقد وصل سعر الدولارإلى 3.98 شيكل، إضافة إلى تزايد تكلفة الشحن والنقل والتأمين، ما سيؤدي لارتفاع أسعار السلع المستوردة خلال الفترة القادمة، ما سيضطر إسرائيل لرفع سعر الفائدة مرة أخرى لتصل لـ 5%، وهذا ما دفع بنك اسرائيل لضخ ما يقارب الـ30 مليار دولار في سوق النقد الأجنبي لتقليل تقلبات الشيكل محاولا حمايته، إضافة إلى تكدب مؤشر البورصة أكبر خسائر حيث تهاوت الأسهم الاسرائيلية حيث فقدت أكثر من 16 مليار دولار من قيمتها السوقية في الأيام الأولى.

 إغلاق أغلب الشركات

 وتابع  نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية، أن تقارير الصحف الإسرائيلية والتقارير الدولية تؤكد إغلاق أغلب الشركات والمصانع الإسرائيلية، إضافة لإغلاق ميناء عسقلان ومنشأة نفط تابعة له وغلق المدارس، إضافة إلى تعليق عشرات شركات الطيران الأمريكية والكندية والأجنبية الأخرى رحلاتها إلى إسرائيل، كما قدرت صحيفة يديعوت أحرنوت خسائر اليوم الأول فقط لعملية طوفان الأقصى بتقدير 30 مليون دولار، وتضرر مئات المباني، وتوقف تدفق الغاز من حقل تمار، إضافة إلى توقف مشروع نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا خلال أنابيب البحر المتوسط الذي يعد بديلا للغاز الروسي، وقد يرفع ذلك أسعار الطاقة.

تراجع عوائد السياحة الإسرائيلية 

تابع «غراب»، أن الحرب أدت لتراجع عوائد السياحة الإسرائيلية مع توالي إلغاء الحجوزات مع شركات الطيران والفنادق، موضحا أن قطاعي السياحة والغاز هما الأكثر تضررا وأكبر القطاعات خسائر في إسرائيل، إضافة لحدوث نقص في السلع التموينية والغذائية سيزيد من استمرار الحرب، إضافة إلى تراجع معدل النمو الاقتصادي في إسرائيل، إضافة إلى أن تكلفة الصواريخ الإسرائيلية في منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الموجهة من المقاومة الفلسطينية باهظة التكلفة قد تصل لملايين الدولارات في اليوم الواحد .

search