الإثنين، 09 سبتمبر 2024

12:25 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

«الدرة الأبي».. 23 عامًا من الظلم والألم تتجدد باستشهاد 4 من أسرته

استشهاد اخوة جمال الدره

استشهاد اخوة جمال الدره

الزهراء علام

A A

رجل ينزوي على ابنه خوفاً من بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي في القصف على غزة، هذا المشهد لا يمكن أن يغيب من الوجدان رغم مرور 23 عامًا عليه، حيث شهد شارع صلاح الدين بجنوب غزة صباح 30 سبتمبر عام 2000، معاناة ذلك الأب الذي ظل منزويًا تحت دوي رصاص الاحتلال الغاشم في محاولة بائسة منه لحماية صغيره الذي يرى فيه السند والأمان ضد مدافع الصهاينة.

لجأ ذلك الرجل إلى حائط أسمنتي وبفطرة الأب كان يحاول أملاً إبعاد طلقات الرصاص بيديه عن طفله الصغير في مشهد خلده المصوران الفلسطيني «طلال أبو رحمة» والفرنسي «شارل إندورلان» مصور «فرانس 2».

محمد الدرة رمز انتفاضة الأقصى

 صدح صوت الأب يعلو الرصاص «لقد مات الولد»، حادث مأساوي عالق في الذاكرة وشاهد على جُرم الاحتلال وعجز الإنسانية، لا أحد ينسى الطفل «محمد الدرة» رمز انتفاضة الأقصى الأبي، مشهد احتضان والده له «جمال الدرة» لم تستطع قوة الاحتلال أن تحموا جريمتها من أذهان العالم الصامت عن جرائم الإبادة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني.

يعاني الأب «جمال الدرة» والذي عمل نجارًا بعد أن نزح إلى مدينة الرملة الفلسطينية من فقدان عائلته على يد قوات العدوان الإسرائيلي، ومع قوة إيمان هذا الرجل قص أن طفله الصغير أخبره: أنت ما تخافش.. أنت شد حيلك.. أنا قوى»، ورغم الألم والخوف فقد دعا «جمال الدرة» أن يرزقه الله بطفل آخر يسميه محمد وبالفعل استجاب الله له وأصبح هناك محمد الدرة آخر حياً يشبه أخاه الشهيد في الملامح والقوة وكأن فلسطين تجدد أبنائها رغم محاولات الإبادة الجماعية التي تشن في حقهم بلا رحمة.

 وبعد ثلاثة وعشربن عامًا عاد جرح عائلة الدرة ينزف من جديد وقدمت 4 شهداء بالأمس وهم أعمام محمد ليودع جمال الدرة، اثنين من إخوانه وزوجة أخيه وابنة أخيه في مشهد حزين، وبقلب راضٍ كان يردد: «احجزا لي مكاناً جنبكما، مع السلامة، الله يسهّل عليكم»، وظل يردد الدعاء لهم ويسأل الله أن يصبره ويرحم الشهداء جميعاً.

 جرائم الاحتلال بحق أطفال فلسطين

ووفقاً لبيانات رسمية فلسطينية، قتل الجيش الإسرائيلي 2276 طفلًا فلسطينيًا منذ استشهاد الطفل محمد الدرة، منهم 727 طفلًا إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى، بينما تم قتل 546 طفل عام 2014 برصاص قوات الاحتلال ليكن العام الأكثر عنفاً واجراماً بحق أطفال فلسطين ونحن الآن في اليوم العاشر من طوفان الأقصى الذي خلف 2750 شهيدا ونحو 11000 جريح أغلبهم من النساء والأطفال في حين أشارت التقارير الإخبارية أن حصيلة مقتل الأطفال تصل إلى 614 طفل، وما زالت الجرائم تمارس بحق الشعب المحتل وينزع من أطفالهم وعائلتهم حق الحياة وكأن المنظمات الدولة استثنت في دفاعها عن الإنسان وحقوق الطفل كل ما هو فلسطيني.