ما حكم دفع الزكاة في شكل مواد تموينية؟.. علي جمعة يجيب

أوضح الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الديار المصرية السابق، حكم دفع الزكاة في شكل مواد تموينية، وذلك لأن العديد من الأشخاص يتساءلون حول جواز هذا الأمر.

وأجاب «جمعة» عن إحدى الأسئلة التي وردت إليه، ويقول فيها السائل: هل يجوز إخراج جزء من الزكاة على هيئة مواد تموينية يحتاجها أي بيت، كالأرز والسكر والزيت وخلافه؟.

أكد مفتي الديار المصرية السابق أنه يجوز إخراج جزء من الزكاة في صورة مواد تموينية، على أن تكون مناسبة لاحتياج الفقراء والمساكين.

واستشهد على ذلك بما ورد عن مُعَاذًا رضي الله عنه حين قال لأهْلِ اليمن وهو يجمع منهم الزكاة: "ائْتُونِي بِعَرْضٍ: ثِيَابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ في الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ، أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، وَخَيْرٌ لأصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم بِالْمَدِينَة" رواه البخاري.

وأوضح أن الأصل في الزكاة أن تكون من جنس المال الذي تجب فيه، فقد روى أبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن: «خُذِ الْحَبَّ مِنَ الْحَبِّ، وَالشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ، وَالْبَعِيرَ مِنَ الإِبِلِ، وَالْبَقَرَةَ مِنَ الْبَقَرِ».

وأشار «جمعة» إلى أن فقهاء الحنفية وغيرهم أجازوا إخراج القيمة بدلًا عن العين، وأن تعيين الأجناس في الزكاة إنما كان تسهيلًا على أرباب الأموال حيث يسهل على صاحب المال إخراج زكاته من جنس ماله، لا أن ذلك إلزام بأخذ الزكاة من جنس المال.

وتابع مفتي الديار المصرية السابق: «إن المقصود الأعظم من الزكاة هو سد حاجة الفقراء والمحتاجين، وكلما كان جنس المخرج من الزكاة أوفق لحاجة المساكين وأنفع لهم كان ذلك أقرب إلى تحقيق مقصود الزكاة في الإسلام».

مصارف الزكاة 

يكون إخراج الزكاة إلى مصارف الزكاة، وهي تلك الجهات التي حددها الله تعالى في القرآن الكريم والتي يجب ان يخرج الفرد الزكاة إليها، ومصارف الزكاة ثمانية كما ورد في قول الله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة:60].