"طاسة الخضة".. عادة شعبية في المجتمع المصري تعود لمصر القديمة

من العادات المشهورة قديماً في المجتمع المصري استخدام "طاسة الخضة" والتي ارتبطت بمحاربة الخوف واشتهرت بطرد الأرواح الشريرة، بعد تعرض الشخص لحالة من الفزع والخوف الشديد تؤثر على صحته النفسية، حتى أنها تداولت بين الناس واشتهرت بينهم مقولة "ده احنا نجبلك طاسة الخضة" بعد تعرض الشخص لموقف نتج عنه رد فعل من خوف شديد أو فزع.

شكل طاسة الخضة

هي عبارة عن شيء يشبه الطبق مصنوع من النحاس وهناك نوع مصنوع من الفضة، صغيرة الحجم تتراوح بحجم راحة اليد، منقوش بداخلها نصوص قرآنية وأغلبها يحتوي على آية الكرسي والمعوذتين، ومزينة بزخارف ورسومات.

طاسة الخضة للأطفال حديثي الولادة

كانت الجدات قديماً تستخدم طاسة الخضة لتحصين الرضيع من الخوف والفزع اعتقادا منهم أن الماء الذي لامس الآيات[P1]  القرآنية سيحميهم من الأصوات التي قد تفزعهم وتحصنهم من الخطر والأرواح الشهيرة، كما كانوا يستخدمونها في حفلات سبوع الأطفال.

استخدام طاسة الخضة

تقول إحدى السيدات في استخدام طاسة الخضة يتم تقطيع 7 تمرات ويمكن استبدالها بسبع حبات من الفول ويوضع كمية من اللبن أو الماء ويقرأ عليها آيات من القرآن الكريم ثم تترك في الهواء ليلة كاملة ويتم رفعها من مكانها قبل طلوع الشمس وتعطي للشخص الخائف أو المصاب بالهذيان من رعب تعرض لها لمدة 3 أيام وكل ليلة توضع طاسة الخطة في الهواء ليلاً، ومن أفضل الأيام لاستخدامها هي الليالي القمرية.

 طاسة الخضة في الأعمال الفنية

ظهرت طاسة الخضة في مسلسل "سوق الكانتو" والذي كانت أحداثه تدور في ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك عند تعرض الفنان "عبد العزيز مخيون" والذي كان يؤدي شخصية المعلم حسنين القماش حيث تعرض لحالة صحية مفاجئة، قامت ابنته في المسلسل باستخدام طاسة الخضة لعلاج والدها، مما يدل على تمسك المصريين بعاداتهم لعقود طويلة.

 طاسة الخضة في مصر الفرعونية

جاء في بعض البرديات المصرية القديمة الموجودة بالمتحف المصري رسمة للطبيب زدمر الذي اشتهر بعلاج مرضاه، كتب على أحد جوانبها “إذا كنت مريضًا ومصابًا فاقرأ النص الخاص بمرضك وعندما تجري المياه وتتجمع في تجويف القاع عند قاعدة التمثال، اشرب ما في التجويف حتى تشفى”.

ومن هنا يأتي اعتقاد توريث عادة طاسة الخضة للشفاء من مصر القديمة والتي ظلت متوارثة عبر التاريخ وحتى اليوم بين كثير من الناس سواء في الريف المصري أو في مناطق جنوب مصر .  

 [P1]