باحث أثري: الجيش المصري القديم لم يدخل حربًا إلا بعد الاعتداء عليه
الجيش المصري القديم نشأته وأدوته وتكوينه
أسماء أبو شادى
قال الدكتور «مجدي شاكر»، خبير الآثار بوزارة السياحة والآثار، إن الحدود الطبيعية كان لها دور كبير في الدفاع عن مصر وأهلها، حيث كانت هي خط الدفاع الأول حتى يخرج المصريون، عن بكرة أبيهم لمواجهة أي خطر خارجي من المماليك المجاورة.
وأوضح أن الجيش المصري لم يدخل حربا إلا بعد الاعتداء عليه، أو أن يستشعر الخطر وتجهيزات العدو للهجوم عليه، وحروبنا قديما وحديثا تثبت لنا ذلك، فالخروج بالجيش فى معظم الحالات كان للدفاع وليس للحرب والهجوم على الممالك العالم القديم كما فعلت ممالك الفرس واليونانيين.
وأضاف أن جيش الدولة الحديثة تكون من قسمين رئيسيين المشاة والعربات الحربية، والمشاة هم الذين يحتلون الأراضي المفتوحة، ولم يكونوا جميعا من طراز واحد، فهناك تشكيلات المشاة العادية والقوات الخاصة، إلى جانب الفرق الأجنبية.
وتابع في حديثه: أن التجنيد فى مصر كان عن طريق حكام المقاطعات والمراكز، بينما الخدمة العسكرية فى عهد الدولة القديمة كانت عبارة عن خدمة اجبارية بطريقة التجنيد، فكانت كل مقاطعة بما فيها من المعابد وما تملكه يجند فيها الجنود ليعملوا على قطع الحجار أو القيام بغزوات فى الجهات التي تظهر فيه أي ثورة أو عصيان، أو لمحاربة الأمراء المقاطعات، ولا نعرف القاعدة التى كانت متبعة للتجنيد فى البلاد.
وواصل : كان الملك هو الكاهن الأول فى البلاد وحامى حماها، فقد كان الملك أيضا هو القائد الأعلى للجيش، ينسب إليه النصر وما يتبعه من أمجاد وعزة وتخليد وأفراح تعم البلاد، وحوائط المعابد وجدران مقابرهم لما يرسم عليها من صور الملك أثناء الحرب تارة، وهو يؤدب الأعداء تارة أخرى. كما كانت تنسب إليه أيضا الهزيمة ويلحق به وبجيشه العار إن حدث ذلك.
تكوين الجيش المصري القديم
فرقة الوطنيين
أهم فرق الجيش هى فرقة الوطنيين من رماة القوس ورجال الرمح، ويحملون الأقواس والسهام وهم أخف حملا من رماة الرمح إلا أنهم اشد خطرا فان المصريين اشتهروا بالمهارة فى الرماية، أما الآخرون فيحملون الرماح والدروع وفى بعض الأحيان الفؤوس والخناجر أو السيوف القصار.
جنود العربات
وهى مثل سلاح المركبات حاليا فى الجيش المصري الحالي، وهناك فرقة من جنود العربات وهم من المصريين، ويعتبرون أرقي درجة من المشاة، ولم تكن مهمة جندى العربة سهلة فقد كان عليه أن يحفظ توازنه وأن يصيب عدوه أثناء جري الخيل وسير العربة، ولا يخفي ما في ذلك من صعوبة وما يحتاجه من المران والثبات، وكانت خيول العربات تزين أحسن زينة.
فرق الكشافة
وهى تمثل سلاح المخابرات الآن فى الجيش مصر القديمة، وقد كانت تسبق الجميع أثناء الحروب فرق الكشافة، يستطلعون الأخبار ويتجسسون على العدو ويمدون جيوشهم بالأخبار.
المشاة
وتنقسم إلى وحدات وفرقة.
القوات الخاصة
وهى سلاح الصاعقة والعمليات الخاصة الآن فى الجيش المصري، كان أفرادها يتميزون بصغر السن، ويتلقون تدريبات معينة تؤهلهم لخوض المعارك الحاسمة.
أما عن الأسلحة والذخيرة ومعدات الجيش فى مصر القديمة
وهى أشبه الآن بوزارة الإنتاج الحربي، القائمة على تصنيع وتمويل الجيش بالسلاح والمعدات اللازمة للحرب، لقد كان من أهم أسلحة الجند فى فجر التاريخ هو المضرب الذى على هيئة القرص، ثم لم يلبث أن تغير شكله فأصبح في هيئة الكمثرى، ثم استخدم الخنجر والحربة المصنوعان من الصوان كسلاحين بعد ذلك، وكان فى أثناء ذلك العصر السحيق يستخدم أهل الصعيد الحربة ذات الحدين كسلاح من الأسلحة التى كانوا يعتمدون عليها فى الحروب.
وكان أقدم سلاح عرف من المعدن فى مصر ذلك النصل العريض المثلث الشكل، ثم ظهر بعدها نصل رفيعا فى وسطه خط غائر، ثم ظهرت الحربة المصنوعة من النحاس، ثم الدبوس المدبب والقوس والسهم والعصا فى مستهل عصر الأسرة الأولي، وفى عهد الأسرة الرابعة ظهر الفأس واستخدمه الجنود كسلاح فى حروبهم
ولقد كان المقلاع من الأسلحة التى استوردها المصريون من الأقطار المجاورة. وكان الجنود المصريون يتقون أسلحة الأعداء بدروع مصنوعة من الجلود السميكة.
ولم يزد تسليح الجنود فى عهد الدولة الوسطى عن ذلك كثيرا، غير أن بعض الجنود كانوا يكتفون فقط بالمقامع، وقد تغير شكل الفأس فى عصر الدولة الوسطي حتي أصبحت كالسلاح الذى تطور إلى السيف المنحني، والمعروف باسم “خبش” وهو على شكل منجل كان يحمله ملوك الدولة الحديثة، كما كانت بعض فصائل الجيش – كجنود إمارة أسيوط تتسلح بالتروس والرماح أو الحربة
كما كان تسليح الجيش فى عصر الدولة الحديثة يعتمد أساسا على أسلحة مصنوعة من البرونز وهو نفس السلاح الذى أستخدمه الهكسوس فى حربهم ضد المصريين كما ظهرت العجلات الحربية منذ عصر الدولة الحديثة وبعض الأسلحة الأخرى التى ظهرت بفضل تطور العصور.
سلاح الفرسان
لم تكن الخيول تستخدم فى الركوب الا نادرا، وإنما كانت تستخدم فى جر العربات الحربية، التى كانت تعد بالآلاف، فقد روى أنه كان فى مدينة طيبة وحدها عشرون ألف عربية حربية، ولقد كانت العربات الحربية التى تستخدمها الجيش فى المعارك الحربية فى الشام يجرها فرسان، ولعل السبب هى وعورة الأرض التى كانت مسرحا لتلك المعارك. والجدير بالذكر أن العربات الحربية لم تستخدم إلا من عصر الدولة الحديثة حيث أخذها المصريين من الهكسوس، بل طورها أيضا.
الموسيقى العسكرية
وهى سلاح الفرق الموسيقية بالجيش الآن، ويهتم بالتشريفات الرسمية، والموسيقات العسكرية. لقد كان الطبل يستخدم إيذانا للجيش أن يتقدم، كما كان يستخدم قادة الجيش النفير “البوق” لإصدار الأوامر وتوجيه سير القتال.
مؤن الجيش
الواقع لم يقوم الجيش المصري علي السلب والنهب والسخرة، بل كان حت وقت الغزوات يعتمد فى عدته وعتاده وطعامه على الإدارة الحربية، وقد قص علينا “ونى” أثناء الحملات التى كان يقودها فى نهاية الأسرة 6 أي وقت التدهور وتمزق أشلاء مصر، أن تموين الجيش كان على أحسن ما يرام حتى أنه لا يوجد جندى لم يأخذ خبزا أو نعلا، ومن ناحية أخرى نجد أنه فى خلال حملة شبة عسكرية في عهد امحوتب أحد ملوك الأسرة 6 قد وضعت إدارة الجيش تحت تصرف الجنود والعمال نحو 50 ثورا و200 من الماعز لمئونتهم.
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً