«دفنوه وفي العزاء اتصل بيهم».. مكالمة من متوفى تعيد شابًا للحياة في قنا

واقعة غريبة سجلتها محاضر الشرطة بمديرية أمن أسوان، وجرت وقائعها داخل مستشفى أسوان التخصصي بمنطقة الصداقة الجديدة، حيث ذهبت أسرة مريض للاطمئنان عليه داخل غرفة الرعاية المركزة فلم تجده، وحينما سألوا العاملين بالمستشفى عن والدهم، ردوا بأنه توفى وسلموا الجثمان لذويه بمحافظة قنا.

هنا كان الرد على أسرة الرجل ويدعى مصطفى محمد حسين، 75 عاما كالصاعقة، كيف تم تسليم جثمان والدهم لأشخاص أغراب، وكيف تسلم هؤلاء جثمان شخص لا يخصهم، وبالبحث تبين أن الرجل يقيم بقرية الجعافرة التابعة لمحافظة أسوان، وكان يعاني من جلطة بالمخ، وعلى أثرها دخل المستشفى للعلاج في 2 أكتوبر الماضي.

وفي أوقات الزيارة الرسمية، كان أبناؤه يذهبون للاطمئنان عليه، فكانوا يجدونه دائما على سريره، وحينما ذهبوا أول أمس لم يجدوه فأفاده طاقم قسم الرعاية بأنه توفى، واستلمته الأسرة بمحافظة قنا، فتم تحرير محضر إهمال ضد المستشفى، اتهمت فيه أسرة "مصطفى محمد حسين" كلا من المدير، ورئيس القسم، ومسؤولي الأمن الإداري بالإهمال الشديد وتسليم جثمان والدهم لأغراب.

وبمباشرة التحقيقات، تبين أن شابا مقيما بإحدى قرى مركز نقادة بمحافظة قنا، ويبلغ من العمر 57 عاما، كان يعالج بنفس المستشفى، ومنذ يومين تلقت أسرته اتصالا من أحد أطباء المستشفى بوفاته، وذهبوا لاستلام الجثمان وهناك شكوا في جثمان ابنهم، لكن إدارة المستشفى أقنعتهم بأنه جثمان ابنهم تأثر بالوفاة وانتفخ بشكل غير ملامحه فتسلمته الأسرة بالفعل.

وتقول التحقيقات، إن أسرة شاب قنا المتوفي تسلمت الجثمان بالفعل، وقامت بدفنه وأقاموا له سرادق عزاء بديوان العائلة، لتتلقى الأسرة أثناء العزاء اتصالا هاتفيا من ابنهم بأنه لم يتوفى، وأنه مازال على قيد الحياة يُعالج بالمستشفى، ليتحول العزاء إلى لحظة ذهول غريبة، لم تحدث من قبل إلا نادرا.

 بدأ الشاب يشرح لأسرته تفاصيل ما حدث معه، وأن الذي توفى شخص من أسوان وليس هو، فقطعت أسرته العزاء وانتقلت للمستشفى كي يطمئنوا عليه، بينما حضرت أسرة المتوفي "مصطفى محمد حسين" ليتسلموا جثمانه بالفعل من قنا، وبالفعل ذهبوا لاستلامه وقاموا بدفنه في أسوان.