هل يجوز دفن المرأة مع زوجها في قبر واحد؟.. علي جمعة يجيب

أوضح الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الديار المصرية السابق، حكم دفن المرأة مع الرجل في مكان واحد، وذلك لأن العديد من الأشخاص يتساءلون حول جواز هذا الأمر.

وأكد «جمعة» أنه لا يجوز دفن النساء مع الرجال في قبرٍ واحدٍ إلا لضرورة، كضيقٍ في المكان أو نحو ذلك، ويُجعل حينئذٍ بينهما حاجز من تراب، ويوضع الرجل في الأمام والمرأة في الخلف ولو كانت أمه.

وبناءًا على ذلك، فيمكن أن يتم دفن المرأة مع زوجها في مكان واحد في حالة الضرورة فقط، وبشروط معينة.

دفن السيدات مع الرجال 

أوضح مفتي الديار المصرية السابق أنه لم يختلف الفقهاء على أنه لا يجوز دفن أكثر من شخصٍ في قبرٍ واحدٍ إلا أن تكون هناك ضرورة، كضيق في المكان، أو عدم وجود من يحفر القبر الآخر، أو عدم وجود قبر آخر.

وأضاف «جمعة» أنه هكذا فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم، فكانوا لا يدفنون شخصًا مع آخر إلا لضرورة في ذلك.

وأشار إلى أنه إذا حصلت الضرورة ودُفن أكثر من واحد في قبر واحد، قُدم الأفضل منهم إلى القبلة ثم الذي يليه في الأفضلية على حسب تقديمهم في إمامة الصلاة.

واستشهد على ذلك بما روي عن جابر رضي الله عنه قال: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا الاِثْنَيْنِ وَالثَّلاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ»، قَالُوا: فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا»، قَالَ: فَكَانَ أَبِي ثَالِثَ ثَلاثَةٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. رواه البخاري وغيره.

وأكد مفتي الديار المصرية السابق أنه يجب أن يُجعل بين ميتٍ وآخر حاجز من تراب، ويُقدم الأب على الابن وإن كان أفضل منه، لحرمة الأبوة، وكذا تقدم الأم على البنت.

وتابع: «ولا يُجمع النساء مع الرجال في قبرٍ واحدٍ إلا عند تأكد الضرورة، وبشرط أن يُجعل بينهما حاجز من التراب، وأن يقدم الرجل على المرأة وإن كان ابنًا لها، بأن يكون الرجل في الأمام والمرأة في الخلف».