بدعة أم مستحب.. هل يجوز التلفظ بالنية عند الصلاة؟

كشف الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الديار المصرية السابق، عن حكم الجهر بالنية قبل الصلاة، وذلك لأن العديد من الأشخاص يتساءلون حول هذا الأمر وحول حكمه.

وأجاب «جمعة» عن السؤال التالي: ما حكم الجهر بالنية عند الصلاة، كأن يقول المصلي نويت أصلي صلاة الصبح فرضًا لله تعالى؟

أكد مفتي الديار المصرية السابق أن النية محلها القلب، والتلفظ بها مشروع ومستحب، خاصةً إذا كان ذلك يساعد المصلي على استحضار النية وجمع الهمة على الصلاة.

وأشار إلى أنه لا ينبغي الجهر بالنية إلا بمقدار ما يُسمع الإنسان نفسه، فلا يرفع صوته بها بطريقة تشوِّش على إخوانه وتثير البلبلة في جماعة الصلاة.

وأضاف «جمعة» أن النية هي قصد الشيء مقترنًا بفعله، والقصد عمل قلبي، فلا يشترط لها النطق باللسان، فلو اكتفى الناوي بعقد قلبه على العبادة التي ينويها من صلاة وغيرها كفى.

وأوضح مفتي الجمهورية السابق أنه يُسنُّ التلفظ باللسان لمساعدة القلب على ذلك كما قال جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، كأن يقول: نويت أن أصلي فرض الظهر.

ولفت إلى أن اللفظ يكون سابقًا على تكبيرة الإحرام، أما النية القلبية فتكون مقارنة لها، لأنها أول الصلاة، والأصل في النية مقارنتها للفعل كما سبق، وأول الصلاة تكبيرة الإحرام، وقد ورد الشرع باستحباب التلفظ بالنية في بعض المواطن كالحج وغيره.

بدعة التلفظ بالنية

يرى بعض العلماء كابن تيمية وغيره أن التلفظ بالنية مكروه أو بدعة، لأنه لم يُنقَل فعله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أصحابه، وأن التلفظ بها في الحج خصوصية له.

أما إذا لم يتمكن المكلف من استجماع النية إلا بالتلفظ بها فلا ينبغي أن يُختلَفَ أنها حينئذٍ واجبة، إذ من المقرر في أصول الفقه أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.