من الاستفتاء إلى الاقتراع.. محطات الانتخابات الرئاسية فى مصر

ودعت مصر الملكية منذ أكثر من 70 عاما، وبدأت الجمهورية، وعرف المصريون الانتخابات الرئاسية، التى تطورت من الاستفتاء إلى الانتخابات عن طريق الاختيار من مرشحين متعددين، وبدأت الانتخابات الرئاسية بعد ثورة 1952 على شكل استفتاء وفاز بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بحصوله على 99.9% من الأصوات، وكان يتم الاستفتاء في هذه الفترة من خلال اختيار أعضاء مجلس الشعب لمرشح بعينه، ويطرح اسمه في استفتاء شعبي يصوّت من خلاله الشعب بـ"نعم" أو "لا"، وإذا خسر يطرحون مرشحًا آخر، و استمر هذا النظام حتى عام 2005.

ونرصد في هذا التقرير أهم محطات الانتخابات الرئاسية في مصر من 1952 حتى عام 2018.

نظام الاستفتاء

كان نظام الاستفتاء على عدة خطوات أولها : يرشح مجلس الشعب رئيس الجمهورية، ويعرض الترشيح على المواطنين لاستفتائهم فيه. ويتم الترشيح في مجلس الشعب لمنصب رئيس الجمهورية بناء على اقتراح ثلث أعضائه على الأقل.

ثانيا: يعرض المرشح الحاصل على أغلبية ثلثي أعضاء المجلس على المواطنين لاستفتائهم فيه، فإذا لم يحصل على الأغلبية المشار إليها أعيد الترشيح مرة أخرى بعد يومين من تاريخ نتيجة التصويت الأول، ويعرض المرشح الحاصل على الأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس على المواطنين لاستفتائهم فيه.

ويعتبر المرشح رئيساً للجمهورية بحصوله على الأغلبية المطلقة لعدد من أعطوا أصواتهم في الاستفتاء، فإن لم يحصل المرشح على هذه الأغلبية رشح المجلس غيره. وتتبع في شأن ترشيحه وانتخابه الإجراءات ذاتها".

ونصت المادة 77 على: "مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى غير محددة.

وظل هذا الوضع مستمرًا  حتى عام 2005 حين تم تعديل دستور 71 وتحويل نظام شغل منصب الرئاسة من الاستفتاء إلى الانتخاب وشروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

أول انتخابات تعددية في مصر

وتمت أول انتخابات تعددية لرئاسة الجمهورية في سبتمبر 2005 برئاسة المستشار محمود مرعي رئيس المحكمة الدستورية العليا، وحددت أسبوعا لتلقي طلبات الترشيح  وحددت الفترة من 17 أغسطس وحتى 4 سبتمبر للدعاية، وقررت لجنة الانتخابات إنشاء ما يسمى بـ"مراكز الاقتراع" ليضم كل مركز 3 صناديق في مكان واحد ويشرف على المركز قاضٍ بجانب رؤساء اللجان الفرعية والذي يشرف كل منهم على صندوق واحد مباشر.

الانتخابات الرئاسية عقب 2011

تعتبر الانتخابات الرئاسية بعد ثورة يناير هي ثاني انتخابات رئاسية تعددية تمت في مصر، وأول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، و أقيمت الجولة الأولى من الانتخابات يومي 23 و24 مايو من عام 2012، ونتج عنها إعادة بين الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان، وأقيمت الجولة الثانية يومي 16 و17 يونيو. وقد تم تحديد مواعيد الانتخابات طبقًا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات، وأسفرت جولة الإعادة في الانتخابات عن فوز مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي بنسبة 51.73% على منافسه السياسي المستقل أحمد شفيق الحاصل على نسبة 48.27%، والذي تم عزله بعد خروج المصرين في ثورة 30 يونيو، رافضاً سياسة جماعة الإخوان.

الانتخابات الرئاسية عقب ثورة يونيو  2014

تعتبر الانتخابات الرئاسية عقب ثورة 30 هي ثالث انتخابات رئاسية تعددية مصر وثاني انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير،  وتم تحديد مواعيد الانتخابات طبقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات، و تنفيذا لخارطة الطريق التي أعلنت عقب قيام ثورة يونيو والمطالبة برحيل محمد مرسي، القضاء النهائي على حكم جماعة الإخوان الإرهابية بمصر، وبلغ عدد من يحق لهم التصويت 53 مليون و909 آلاف و306 ناخبين، أدلى 318 ألف و33 ناخباً بأصواتهم في الخارج، بينما بلغ عدد من أدلوا بأصواتهم في اللجان الانتخابية بمحافظات الجمهورية، 25 مليونا و260 ألفا و190 ناخباً، وفاز خلال تلك الانتخابات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

الانتخابات الرئاسية 2018

هي رابع انتخابات رئاسية تعددية في مصر، وثالث انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، وبدأت أولى إجراءاتها بتلقي طلبات الترشح في 20 يناير 2018. وبعد غلق باب الترشح وانتهاء فترة التظلمات تبقى مرشحين فقط هما الرئيس عبد الفتاح السيسي وموسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد، و انتهت بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانتخابات بنسبة 97٪ بحسب النتائج الرسمية.