إيمي طلعت زكريا: الإخوان حاولوا قتل والدي.. وصُرف على علاجه الملايين |حوار
طلعت زكريا وابنته إيمي
ندى يوسف
-الإخوان حاولوا قتل والدي
-حسني مبارك لم يتكفل بعلاجه
-أشرف زكي لم يقصر في علاجه وصرف على مرضه الملايين
-والدي كان منطويًا جدًا ويفضل العزلة في آخر أيامه
-حالته النفسية كانت سيئة بسبب تدهور صحته
-اشتغل لآخر نفس عنده وتحمس لـ «أولاد حريم كريم»
-محمد لطفي وأحمد رزق عملا جروب «واتساب» وأضافا والدي
-اعتبر «حاحا وتفاحة» ابنه الكبير
-نصحني بعدم التصنع والتكلف
-سمير غانم أكثر فنان أضحكه في التمثيل والحقيقة
-عنده جرأة كبيرة ولم يخش أحدًا
-رفض الواسطة ووافق على دخولي التمثيل لأنه عارف تربيتي
«من بخيت وعديلة إلى طباخ الريس».. بطل حوارنا كان يملك قلبا جريئا ولم يخش من أي أحد، وكان يعبر عن رأيه بحرية مطلقة دون الخوف من عواقب حديثه، فهو من أزاح الستار عن الفساد الذي شهدته مصر في عهد حسني مبارك، وكانت لكلمته ألف حساب، لأن لسانه حر طليق، وبالرغم من ذلك كان لا يحب دخول صراعات أو أذية أحد، هو فقط يمارس أبسط حقوقه ويعبر عن رأيه، هو الفنان الراحل طلعت زكريا.
ويصادف اليوم الأحد، الموافق 8 أكتوبر الجاري، ذكرى وفاة العملاق طلعت زكريا، الذي أمتعنا بكثير من الأعمال الفنية المميزة، صاحب الميراث الفني الحافل بالإنجازات.
وأجرى موقع «الجمهور» حوارًا مع ابنته إيمي طلعت زكريا، وكشفت خلاله كواليس اللحظات الأخيرة من حياته، وفجرت مفاجأة تعرض لأول مرة في مسيرة عملاق الكوميديا الراحل، ورد فعل الإخوان بعد تعاقده على فيلم «حارس الريس»، الذي كان من المفترض أن يعرض في عهد المعزول مرسي.
إلى نص الحوار:
ما كواليس اللحظات الأخيرة في حياة الراحل طلعت زكريا؟
كان منطويًا جدًا ويفضل الجلوس في المنزل والعزلة والابتعاد عن أي تجمعات حتى يعيد حساباته في أشياء كثيرة، وحالته النفسية كانت سيئة، ولكنه استطاع أن يعود إلى طبيعته بعض الشيء بعد تلقيه عدة عروض فنية، واستعداده لتصوير أكثر من عمل.
ما سبب سوء حالته النفسية في آخر أيامه
الأزمة الصحية التي تعرض خلال الفترة الأخيرة قبل وفاته، أثرت جدًا على حالته النفسية، وهو كان يشعر أن مرضه يعوقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي و«حاسس نفسه مش زي مان»، ولكن بدأت حالته النفسية في آخر فترة تتحسن إلى حد ما، ولكن قضاء ربنا كان أسرع من أي شيء.
هل كان يعاني من قلة الأعمال الفنية قبل وفاته؟
على العكس تمامًا، كانت هناك العديد من الأعمال الفنية المعروضة عليه، لكنه كان يريد أن يسترد صحته أولًا، ومن ثم يتعاقد على أعمال جديدة، حتى أنه كان حريصًا في آخر فترة على الذهاب إلى الجيم وممارسة الرياضة.
ما الأعمال التي كان يستعد لها قبل وفاته
كان يستعد للمشاركة في «أولاد حريم كريم»، وفيلم «الخوذة»، وكان متحمسًا جدًا، لأنه يحب شغله كثيرًا «ولآخر نفس فيه كان بيشتغل»، لكن القدر منعه من بدء تصوير الفيلمين، وتوفى بعدها.
من كان أقرب فنان له من الوسط الفني؟
كان يوجد جروب على «الواتساب»، يضم مجموعة من الفنانين الأقرب لوالدي، منهم أحمد رزق، سامح عبدالعزيز، محمد لطفي، بالإضافة إلى عدد آخر من النجوم، وكانوا يتواصلون باستمرار عليه، كما أنهم كانوا يتقابلون ويخرجون من حين لآخر.
هل ما زلتي محتفظة بمقتنيات والدك؟
بالتأكيد محتفظة بكافة مقتنياته الشخصية، ماعدا بدلة «طباخ الريس» منحتها للمركز القومي للفنون الشعبية والمسرح، حتى تكون ذكرى خالدها ويراها الجمهور باستمرار، لأن هذا العمل من أشهر الأفلام الذي قدمها في مسيرته المهنية.
ما أكثر عمل فني قريب من قلبه؟
كان يحب فيلم «طباخ الريس» كثيرًا، خاصةً أن هذا العمل كان عليه لغط كبير جدًا، لأنه في البداية تم الاتفاق مع أكثر من فنان لتقديمه، منهم عادل إمام، والراحل محمود عبدالعزيز، حتى عندما خرج الفيلم للنور وعُرض على الشاشة، كان هناك عدة مشكلات، لكن «حاحا وتفاحة» هو الفيلم الأقرب لقلبه، لأنه أول بطولة مطلقة له في السينما، واطلق عليه اسم «ابني الكبير».
هل كان لديه «وسواس» الحسد؟
لم يكن والدي يركز في هذا الموضوع، ولكنه بعدما انتهى من تصوير فيلم «طباخ الريس»، وقبل عرضه في السينما، كان لديه حدس بأن هناك شيئا ما سيحدث بسبب «العين»، ولم يكن ذلك خوف من الحسد على قدر ما هو إحساس بالابتلاء، ودعا الله تعالى بأن يبعد «العين» عنا، وقال: «يارب لو فيه حاجة هتحصل ابعدها عن ولادي وهاتها فيا أنا».
هل كانت هناك صراعات أو هجوم تعرض له بسبب «طباخ الريس»؟
مطلقًا الفيلم عجب كل الناس، ولكن كان هناك بعض الغيرة الفنية من النجاح الكبير، الذي حققه «طباخ الريس» عند عرضه في السينما، ولكنه لم يركز في تلك النقطة، لأنه يعلم أن هذا نجاح في حد ذاته.
كيف استطاع أن يقدم «طباخ الريس» بالرغم من أنه كان ضد النظام الحاكم حينها؟
والدي كان يتمتع بجرأة كبيرة، ولم يخش من أي أحد، وأيدت حينها الرقابة على المصنفات الفنية حرية الرأي، ووقتها كان هناك تصالح مع النفس وحرية في التعبير، والفيلم نال إعجاب حسني مبارك كثيرًا، لدرجة أنه كان سيقدم فيلم «حارس الريس» مع نفس الشركة المنتجة لـ «طباخ الريس» في عهد المعزول مرسي، وكان حلم من أحلامه أن يقدم هذا الفيلم، لكن حالته الصحية لم تسمح بذلك، والسيناريو مازال موجودًا.
بعد تعاقده على فيلم «حارس الريس» هل تعرض للتهديد من الإخوان؟
والدي تعرض لمحاولة قتل من قبل الإخوان بسبب فيلم «حارس الريس»، فذات مرة كان يقود سيارته بالقرب من ميدان النهضة أيام معسكر الإخوان، وعندما وجدوه هاجموه وحطموا السيارة، وكادوا أن يقتلوه لولا وجود أخي بجانبه في ذلك الموقف، وعلى قدر ما كان هناك أناس مختلفة معه كثيرًا إلى أنهم بعد رحيله، صدقوا على كلامه وقالوا كان معه حق.
ما حقيقة تكفل حسني مبارك بعلاجه بعد إصابته بمرض نادر؟
حسني مبارك لم يتكفل بعلاج والدي كما أشيع، ولكنه أرسل طائرة خاصة حتى تعيده من باريس إلى مصر، واعتبر والدي هذا الموقف دينا في رقبته، وحرص على مقابلته وتوجيه الشكر إليه، ولكنه لم يكن يتحدث عن حسني مبارك الحاكم، ولكنه تحدث عن مبارك الإنسان.
هل نقله من أحد المستشفيات في باريس إلى أحد الفنادق كان بسبب عدم توافر المال؟
إطلاقًا موضوع نقص المال غير صحيح، ودكتور أشرف زكي ونقابة المهن التمثيلية لم يقصرا في علاج والدي، واتصرف على مرضه ملايين، لدرجة أنه كان يوجد الكثير من المال حتى بعد تماثله الشفاء، فالحكاية كانت لها علاقة بأن الفيروس الذي أصيب به معد، والمستشفى قال حينها إنه لم يستطع استقبال حالات جديدة بسبب تخوفها من انتشار هذا الفيروس، وطلبوا مننا أن يعود مرة أخرى إلى مصر، ويشاء القدر أن يأتي إلى هنا وينجح القصر العيني في علاجه، ويتخطى أزمته الصحية.
ما كواليس فترة إصابته بمرض «جوليان براي»؟
والدي مر بفترة عصيبة، وهو كان كتوم جدًا وعندما يشعر بالتعب يصمت ولا يخبر أحدا، وفي يوم وليلة فجأة سقط من وسطنا، وأصيب بفيروس نادر يصيب واحدا من المليون حول العالم، لدرجة أن الأطباء لم يكتشفوا حينها العلاج، لأنه كان غريبًا وجديدًا، و«بابا» من أكثر الناس الذين تعبوا في حياتهم، والذي مر به لم يكن هينًا على الإطلاق وهذا بشهادة زملائه من الوسط الفني، وعلى رأسهم أشرف زكي، ونهال عنبر، وأتمنى أنه يكون في مكان أفضل عند ربنا، لأنه لم يؤذ أحدا، وعندما كنت أشتكي إليه من تعرضي للظلم من قبل بعض المنتجين، أو أنني لم أحصل على باقي أجري.. «كان بيقولي خلاص ومتعمليش مشاكل وعدي الموضوع» .
ما رد فعله عندما علم برغبتك في دخول مجال التمثيل؟.. وهل ساعدك على ذلك؟
عندما أخبرته برغبتي في دخول المجال، كان رد فعله طبيعيا، وقال لي «خلاص اللي أنتِ عاوزاه أعمليه»، وكان النجم سمير غانم هو من رشحني للمشاركة معه في مسرحية «ترا لم لم»، ووالدي وقتها وافق «لأنه عارف هو مربيني إزاي»، وهو لم يساعدني في دخول مجال التمثيل، لأنه كان ضد «الواسطة»، بدليل أنه قدم أفلامًا عديدة ولم أشارك في أي واحد منها.
ما النصيحة التى كان يوجهها إليكِ باستمرار؟
أن أكون على طبيعتي سواء في حياتي الخاصة أو التمثيل، وأن ابتعد عن التكلف والتصنع، لأنه كان لا يفضل «البهرجة»، ومبدأه هو كل ما تكون طبيعي كل ما الناس تحبك أكتر.
من أكثر فنان كان يضحكه من قلبه؟
سمير غانم أكثر فنان أضحك والدي في التمثيل والحقيقة، وعلاقتهما ببعضهما كانت قوية جدًا، وأنا استمديت هذا منه، وحافظت علاقتي بـ «غانم» حتى وفاته، ومازالت أتواصل مع دنيا وإيمي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً