فى ذكرى وفاة طلعت زكريا .. حكاية «طباخ الريس» مع أطول غيبوبة
طلعت زكريا
ندى يوسف
«قول حاحا.. الواحة كلها مفيهاش غير مريم.. لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون إسكندرانيًا».. جمل مازالت خالدة في أذهاننا وتضحكنا في كل مرة تُعرض بها على الشاشة ونسترجع معها ذكرياتنا، وليس هذا فحسب بل إننا نستخدمها في مواقف حياتية مختلفة، وأصبحت «ماركة مسجلة» في عالم الإفيهات، والكوميديا، فصاحبها هو الغائب الحاضر بأعماله، فبالرغم من وفاته في مثل هذا اليوم من عام 2019، ومرور 4 سنوات على رحيله، إلى أن الجمهور لا يستطيع نسيانه ويتذكره دائمًا في كل مرة يتردد بها أحد إيفهاته الشهيرة، فهو «طباخ الريس»، وصاحب «أبو العربي»، هو الفنان طلعت زكريا.
ويصادف اليوم الأحد، الموافق 8 أكتوبر الجاري، ذكرى وفاة العملاق طلعت زكريا، الذي امتعنا بكثير من الأعمال الفنية المميزة، صاحب الميراث الفني الحافل بالإنجازات، ونرصد لكم في السطور التالية معاناته مع المرض قبل وفاته، وتفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته.
أول لقاء مع سمير غانم في السينما
ولد الفنان طلعت زكريا، يوم 18 ديسمبر من عام 1960 بمحافظة الإسكندرية، وكان يعشق الفن منذ صغره، ولمح بداخله الموهبة، لذلك كان حريصًا على ثقل موهبته بالتعلم والدراسة، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك حينها في أكثر من عرض مسرحي خلال دراسته بالمعهد، فهو أدرك أن المسرح «أبو الفنون»، واساس قوي يعتمد عليه أي فنان في بداية حياته، وكان عرض «الشخص»، أول أعماله المسرحية.
واستطاع بموهبته المتفردة في الكوميديا أن يلفت أنظار المنتجين والمخرجين إليه، ويعتبر فيلم «حادي بادي»، بطولة الفنان الراحل سمير غانم، والفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز، أول تجاربه السينمائية، وتوالت عليه بعدها الأفلام والمسلسلات والعروض المسرحية.
من «حادي بادي» إلى «طباخ الريس»
شارك طلعت زكريا في عدد من الأفلام والمسلسلات الهامة مع كبار النجوم، ومنهم فيلمي «بخيت وعديلة»، و«التجربة الدنماركية» مع الزعيم عادل إمام.
كما تعاون «زكريا» مع النجم كريم عبدالعزيز في أكثر من عمل سينمائي، وهم «ليه خلتني أحبك»، «أبو علي»، «حرامية في كي جي تو»، بالإضافة إلى مشاركته معه في مسلسل «الزيبق».
وشارك أيضًا في فيلم «حريم كريم»، بطولة مصطفى قمر، الذي حقق نجاحًا ساحقًا عند عرضه على الشاشة، وقدم فيلمين من أهم الأفلام المصرية مع الفنان هاني رمزي، وهما «أبو العربي»، و«غبي منه فيه».
ويعتبر فيلم «طباخ الريس» من أشهر أفلامه السينمائية، وحظى بمتابعة واهتمام كبير من قبل كافة الأجيال، فهو عرض ما تعرضت له مصر في عهد الرئيس الأسبق برؤية واضحة دون أن يخشى من عواقب الخروج عن الصمت.
أما عن أعماله المسرحية، فمنها «بهلول في اسطنبول»، «دو ري مي فاصوليا»، «سكر هانم»، بينما قدم في التليفزيون «النوة»، «ألف ليلة وليلة»، «حلم الجنوبي»، «مبروك جالك قلق»، و«الزيبق».
عاش أطول غيبوبة.. وطرد من أحدى المستشفيات بسبب الفلوس
تعرض الفنان طلعت زكريا قبل عدة سنوات من رحيله لوعكة مرضية شديدة، وظل المرض ينهش في جسده حتى وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2019.
وأصيب «زكريا» بمرض «جوليان براي»، الذي يدمر العظام، ويصيب عضلات القفص الصدري بشلل، كما ينتج عنه مشاكل في الجهاز التنفسي.
وكشف طلعت زكريا في مكالمة هاتفية أجراها مع إحدى القنوات الفضائية قبل وفاته، تفاصيل معاناته مع المرض، موضحًا أنه عاصر الموت وشاهد أهله المتوفيين.
وقال «زكريا» إنه عانى مما تعرض منه زميله الفنان الراحل محمد شرف، حيث تسبب المرض في أن يقوم ببيع كافة ممتلكاته من أجل الإنفاق على علاجه، وكذلك سانده بعض زملائه، حيث تسبب المرض الذي تعرض له في أزمة نفسية.
وأشار إلى أنه حينما كان في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، توقفت الأموال التي كانت تصله من مصر لينفقها على علاجه،
وبسبب ذلك قررت إدارة المستشفى نقله إلى فندق نجمة واحدة بالأجهزة التي وضع عليها، وذلك حتى يحين موعد وفاته، خاصة وأن الأطباء كانوا في حيرة من أمره ولا يعلمون طبيعة المرض الذي يعانيه، كما كان لديهم تخوف من أن ينتقل المرض الخاص به إلى بقية المرضى.
واستطرد: «دخلت أطول غيبوبة في التاريخ استمرت شهرين كاملين، لم أشعر بأي شيئًا نهائيًا، وكنت على جهاز التنفس الصناعي، وأولادي منتظرين خارج الغرفة، مستعدين لخبر وفاتي في أي لحظة».
وأردف: «وأثناء الغيبوبة عشت في حياة أخرى كنت أرى نفسي طائرًا بين السحب، ورأيت ناس من أقاربي وجوههم سوداء وعيونهم زرقاء للغاية، ورأيت أبنائي وكأني معهم ولم أكن أحلم على الإطلاق فكنت ميتًا موت مؤقت، وفقدت من وزني أكثر من 50 كيلو».
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً