في حالات معينة.. هل يجوز قطع الصلاة المفروضة؟

كشفت لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن حكم قطع صلاة الفريضة مع وجود عذر، لأن العديد يحتار حول جواز هذا الأمر ويتساءلون هل يعد من الأمور المحرمة؟

ويعد قطع الصلاة من الأمور التي تحدث عنها الفقهاء، حيث أجازوا ذلك في بعض الحالات، وحرموا ذلك في حالات أخرى.

قطع الصلاة بغير عذر شرعي 

أكدت لجنة الفتوى بدار الإفتاء أن قطع العبادة الواجبة بعد الشروع فيها بغير عذر شرعي حرام، لأنه يعد إبطال للعبادة.

واستشهدت «الإفتاء» بما قد ورد في أمر النهي عن إبطال العبادة في قول الله سبحانه وتعالى: (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).

وتابعت: «يقول الإمام النووي: إذا دخل في صلاة مفروضة في أول وقتها حرم عليه قطعها من غير عذر، وإن كان الوقت واسعًا، وهذا هو المذهب والمنصوص، وبه قطع الأصحاب، ودليل تحريم القطع قول الله تعالى: (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)».

حالات يجوز فيها قطع الصلاة

أوضحت لجنة الفتوى أن قطع الصلاة المفروضة لعذر شرعي أمر مشروع في الجملة، وأشارت إلى أن هذا العذر يدور بين الإباحة والاستحباب والوجوب.

وأضافت: «وقد عدَّ الفقهاء من الأسباب التي يشرع بسببها قطع الصلاة المفروضة ومنها قتل حية ونحوها، خوف ضياع مال له قيمة لنفسه أو لغيره».

وتابعت: «وتوجد حالات أخرى مثل إغاثة ملهوف، وتنبيه غافل أو نائم لخطر محقق لا يمكن تنبيهه بالتسبيح، وإنقاذ غريق، وخوف على صبي أو على نفسه، ونحو ذلك».

مفتي الجمهورية يحسم الجدل بشأن قطع الصلاة

أجاب الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار الجمهورية، عن السؤال التالي: ما حكم قطع صلاة الفريضة لأمر مهم؟ فإذا رن التليفون أثناء تأدية المرء إحدى الصلوات، وكان منتظرًا مكالمة مهمة جدًّا، فهل يُسمح له بقطع الصلاة في هذه الحالة؟

أكد مفتي الجمهورية أن المعيار في هذا الأمر شخصي، وتحقيق المناط فيه مرده إلى المصلي نفسه في تحديد ما هو مهم على جهة الضرورة أو الحاجة.

وأوضح أن الشخص إذا كان منتظرًا لمكالمة مهمة جدًّا لا يمكن له تدارك المصلحة التي تفوت بفواتها أو تجنب الضرر الذي يترتب على عدم الرد عليها -حسب ما يغلب على ظنه-، فإنه يجوز له شرعًا قطع الصلاة والرد عليها.

وتابع: «مع وجوب أن تقدَّر الضرورة أو الحاجة في ذلك بقدرها، وعليه بعد ذلك قضاء الصلاة وابتداؤها مرة أخرى».