ينتقدون ويشاركون..
«الانتخابات» موسم المعارضة المعتاد لـ«ليّ» ذراع السلطة بمناجاة الخارج
انتخابات
محمد إسماعيل
الصمت يتحول إلى ضجيج فجأة، والقوائم الانتخابية المشتركة تنشق إلى معارضة تسب سلطة أدخلتها البرلمان، ومتنافسون يقفون على منصة واحدة لسب ومهاجمة منافس ثالث، كل ذلك في انتخابات رئاسية باتت موسما للمعارضة تستخدمه باعتياد لمحاولة غير مجدية لليّ ذراع السلطة بمناجاة الخارج موسميا.
منذ سويعات سطر البرلمان الأوربي بيانا كرر فيه كلمات الإدانة وكأنه يحلف يمينا مغلظا، بني على محور "طنطاوي" الذي تكرر اسمه عدة مرات، وانتهى بمطلب إعادة النظر في الشراكات الأوربية المصرية، رغم أن مصر لا تخوض انتخابات بل عدة رموز مصرية هي التي تخوض انتخابات لكن النتيجة إن تحققت فسوف تكون مدفوعة من جيوب جميع المصريين وبشكل مغلظ من جيوب الفقراء.
«أشكك في الانتخابات وأشارك في المنافسة»
المعارضة تناجي الغرب للضغط على مرشح لا ترغبه معه الأغلبية والتاريخ الماثل حاضرا في مشروعات تقلل منها ثم تطالب بوقفها، كل ذلك من أجل مرشح لا يمثل إلا شخوصهم ومرشح آخر استكمل إجراءاته ومع ذلك يشارك في رفض أسس العملية الانتخابية ويشارك في العملية الانتخابية نفسها وهو المرشح فريد زهران، وكل ذلك على مبدأ أنا مع الكل وضد الكل، وعلى مبدأ إما أن أعيش أو أن تموت أنت.
المحرك الرئيسي في الضجيج الناطق بالإنجليزية الذي سمعناه على لسان خالد داود، والضجيج المطل من القناة البريطانية ممثلا في شخص حمدين صباحي، تزامنا وتوافقا وترتيبا هو إحراج الدولة في موسم تعالي أصوات المعارضة موسمية الحضور أملا في لي ذراع السلطة، فلا المعارضة تتعلم الدرس أن القوى الخارجية غير فاعلة في الداخل، ورغم إنها معارضة في معظمها تنسب نفسها لليسار والناصرية التي تكرر دائما مقولة أن عبدالناصر أنهى عصر التدخلات الخارجية فلم يفهموا امتداد هذا المنهج للآن.
«منابر مشتركة وقلوب مختلفة»
وللغرابة أن يقف أصدقاء الخارج على منبر حزب المحافظين ينتقدون السلطة ويشككون في حيادية الانتخابات وجدية السلطة وموضعيتها ويقولون بأنها انتخابات غير حقيقية، بعض سيستكمل مشواره بعد أن استكمل أوراق ترشحه مثل فريد زهران، والآخر مثل طنطاوي صباحي قال إن الدولة التي مكنت زهران منعت الطنطاوي.
قوائم مشتركة ومواقف مختلفة
وعلى درب الغرابة تسير المعارضة فالمرشح فريد زهران الذي سيدخل سباق الرئاسة حصل على توقيعات تزكية لترشحه من نواب معارضة نجحوا على قوائم السلطة، وهو نفس المرشح الذي يشارك المعارضة الهجوم واتهام السلطة، ويشارك السلطة العملية الانتخابية والمنافسة التي يشكك فيها بأنها مسرحية، فكيف الاتفاق مع الاختلاف، والاختلاف مع الاتفاق؟ ولماذا الضجيج المتكرر في الموسم المتكرر؟.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً