السبت، 06 يوليو 2024

03:10 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

الفنان حسن العدل يتحدث عن كواليس يوم العبور: 6 أكتوبر 1973 يوم ميلادى

الفنان حسن العدل

الفنان حسن العدل

محمود الجلفي

-السادات استطاع خداع إسرائيل

-لم نكن نعلم بموعد الحرب

-كنا نتمركز بالتدريج حتي عادت الأرض بالكامل

عاش الشعب المصري أجواء الحزن المصحوب بالحماس والرغبة في استرداد الأراضي المسلوبة، حيث وقف كل جندي بكامل طاقته وارادته راغبًا في تحقيق النصر للبلاد، ودخل المجند حسن العدل لتأدية الخدمة العسكرية وهو مملوء بالطاقة والنشاط وسط زملائه، وحضر كواليس حرب النصر كاملة.

وأجرى موقع الجمهور حوارا مع الفنان حسن العدل، كشف خلاله كواليس ما قدمه الجيش المصري بداية من يوم السادس من أكتوبر، وحتى أصيب وانتهت الحرب، وعن حقيقة معرفته بموعد الهجوم من العدم.

متي تم استدعاءك للتجنيد؟ 

تم استدعائي للتجنيد في 1 فبراير سنة 72، أي قبل بداية شرارة الحرب بسنة ونصف، وكنت من الجيل الذي تربي ونشأ منذ طفولته على حب جمال عبدالناصر عبد الناصر، فكان بالنسلة لنا مثال للوطنية والشرف، واستطاع أن يعزز بداخلنا ما حدث بحرب أكتوبر، وأدخل بقلوبنا الرغبة في النصر والنزعة الوطنية الشديدة.

أي سلاح كنت تتبع بعد إنضمامك؟

بعد تجنيدي ووصولي للكتيبة بمنطقة الهيكستب، حيث كنت من أبناء محافظة المنصورة، وكانت هي منطقة التجنيد التابع لها، بدأ المعسكر بتقديم مجموعة من الأنشطة، وكان هناك خطة موضوعة بين عبدالمنعم رياض وجمال عبدالناصر لإعداد الجيش المصري بعد هزيمة 67، وكان «رياض» قد قدم إقتراح بتجنيد طلاب المؤهلات العليا بالأسلحة الحديثة التي تحتاج لدراسة هندسية، وتحتاج لهذه المؤهلات، ولذلك ذهبت لأحد الأسلحة، ثم دخلنا مركز تدريب لمدة ثلاث أشهر، وذهبنا بعدها لمنطقة بني سويف لتلقي التدريب هناك، وأيضًا حصلنا على فرقة تدريب صاعقة، وإلى هذا الوقت لم نكن نعلم التوزيع الخاص بنا.

ما نوع التدريبات التي تلقيتها خلال هذه الفترة؟ 

خلال التدريب قمنا بتعلم توجيه الصواريخ المضادة للدبابات، وكان طول الصاروخ يبلغ 80 سنتيمتر، ويتكون من الرأس المدمرة، وهي رأس ملفوف عليها سلك متصل بالجهاز الذي يمسكه المجند بيده ويتحكم فيه من خلاله، وكانت كفائته تصل إلى 3 كيلو، وكانت الكتائب في ذلك الوقت لها عدد من الأسماء وهي: فهد ونمر، وكونا كتيبة أخرى عبارة عن عربية مصفحة لها فتحات من الخلف وتشبه الدبابة.  

هل كان الأمر يبدو طبيعيا بالنسبة للعدو في ذلك الوقت؟

كان السادات يداعب جيوش الإحتلال، في كل عام يقوم بمداهمة بشكل طبيعي، حتى يشعر العدو بالإطمئنان، وأننا لا نفكر في الحرب، لكن كنا نتدرب بشكل مرهق للغاية، وذلك بسبب الاستعداد للحرب والغير معلن للجميع، كنا نعمل ونحن بداخلنا الرغبة في القتال، وكان الأمر مرهق للغاية، فكنا نجري لمسافات كبيرة، ونتدرب لعدد ساعات مرهقة، وهذا يعود لأن دراسة الهزيمة الأولى جاءت بسبب التراخي.

هل كان يعلم المجندون بموعد الحرب؟

لم يكن يعلم أي أحد سوى القيادات هذا الموعد، حتى إن الدولة المصرية كانت تحدد مواعيد لإستقبال قيادات الدول يوم 8 أكتوبر، مما نزع التفكير في الحرب من عقول الجميع، وهذا هو ذكاء عبدالناصر والجيش المصري في ذلك التوقيت.

ما كواليس يوم السادس من أكتوبر؟

كنا نتمركز بموقعنا وقمنا بحفر عدد من الأنفاق لكي نختبئ بها، وكانت الكتيبة تحت أنظار العدو الإسرائيلي، وفي صباح يوم السادس من أكتوبر طلب الضباط منا أن نلعب كرة القدم، وكان هذا اليوم بمثابة ترفيه لنا أمام أعين العدو، حتي إننا لم نكن نعلم بالحرب، وبدأ قائد الكتيبة يمر ويقوم بتوزيع القصب علينا، حتى نجحنا في توصيل إحساس للعدو أنه يوم عادي للغاية، وفي الساعة الثانية عشر ظهرا بالضبط جاءت الأوامر بتجميع الكتائب، والساعة الواحدة والنصف سيطر على الكتيبة صمت رهيب.

هل كنت تعلم أنت وزملاءك بالحرب؟

لم نكن حتى هذا الوقت نعلم، ولكن عندما حلت الساعة الثانية والنصف ظهرا فوجئنا بتحليق الطائرات فوقنا وأعطائنا أوامر بالعبور، وطول خط القناة كنا نستمع إلى أصوات المدفعية، فبدأنا سريعا بالإستعداد وركوب السيارات، حتى إتجهنا نحو المعبر وعندما وصلنا المعبر، وجدت جنودنا متواجدين بشكل كثيف للغاية، وكلما كنا نقترب كنت أسمع صيحات الله أكبر الله أكبر، وفي نفس التوقيت كان هناك مجموعة من الصاعقة قد مروا وأغلقوا الأنابيب التي وضعها العدو، ليمنعنا من العبور وبالفعل مررنا وكانت خراطيم المياه على وشك الفتح، وخرجت قوات الصاعقة وتسلقت الحبال من السواتر الترابية كي يتستطيعون التعامل مع العدو، وأخذنا جميعا أماكنا على بعد واحد كيلو من البر الشرقي وبدأنا في ضرب الهدف، كانت لحظة بها تكاتف وكان الكل يعرف مايفعل جيداً.

هل انتهى الأمر بهذا التوقيت؟ 

بكل تأكيد لا، فلقد كنا ننتقل نضع أعلامنا وأقدامنا بمسافة 2 كيلو، ثم نسكن في المكان، حتى يأتي لنا الأوامر بقدوم العدو فنقتل من نقتل، ونحصل علي البقية كأسرى للحرب، واستمر الأمر والاشتباكات حتي يوم 16 أكتوبر، وفي هذا الوقت تعرضت للإصابة.

حدثنا عن إصابتك؟ 

أصبت فى الحرب ولكن قبل ذلك اليوم كنا في موقف قوة وتكاتف بين الجنود كبير جداً، وكان الكل يعرف جيداً ما عليه فعله، حتى تفاجأنا يوم 16 بإمدادات كبيرة جاءت لإسرائيل ودبابات رهيبة، فعندما كنت بالعربة الخاصة بي إذ وجدت نفسي أطير من العربة لمسافة كبيرة جدا ولم أشعر بشيء إلا وأنا بمستشفى القصاصين، وبعدها تحولت لأكثر من مستشفى وظللت بها لمدة ثلاثة أشهر. 

ما شعورك عندما علمت باسترداد الأراضي؟

لحظة الحرب والانتصار هي لحظة الميلاد بالنسبة لي، فما قبلها كنت أشعر أنني لم أكن موجودا في الدنيا، وتوقفت عند تلك اللحظة إلى الآن، ولكن اشعر بكل الفخر لهذا الإنتصار العظيم، وأحمد الله على الفرصة التي رزقني بها لأدافع عن أرضي ووطني.