أذربيجان تنتصر وتنهي حلم جمهورية كاراباخ المستقلة
أرمينيا وأذربيجان
أيمن عبدالمنعم
سعت أرمينيا منذ عشرينيات القرن الماضي، ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها رئيس الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين، عن ضم منطقة إقليم ناجورنو كاراباخ إلى السلطة الأذرية، فى محاولة استعادة تلك المنطقة، وتعد الغالبية العظمى من سكان تلك المنطقة إن لم يكن جميع سكانها من الأرمن، تلك المجموعة التي تعتبر أقلية داخل الأراضي الأذرية.
حلم تأسيس جمهورية أرتساخ المستقلة
كان لدى سكان إقليم ناجورنو كاراباخ من الأرمن، حلم بتأسيس جمهورية مستقلة تنفصل بشكل كامل عن الأراضي الأذرية، حيث ظلت كاراباخ منذ ضمها إلى أذربيجان، منطقة معترف بها دوليا تحت سيادة أذرية كاملة.
ما دفع مجموعة من سكان المنطقة إلى إعلان تأسيس جمهورية كاراباخ المستقلة عقب استفتاء عام تم إجراؤه في 10 ديسمبر من عام 1991، وافق فيه سكان كاراباخ من الأرمن الانفصاليين، على تأسيس دولة مستقلة تحمل اسم أرتساخ، تتخذ من منطقة كاراباخ كموطن لها.
إلا أن أذربيجان اعتبرت تلك الخطوة غير قانونية حسب الاعتراف الدولي، لتقوم مباشرة بالاصطدام مع الأرمن في تلك المنطقة مع الأرمن في كاراباخ خلال حرب المرتفعات الأولى، والتي انتهت دون منتصر واضح، عن طريق اتفاقية لوقف إطلاق النيران، ثم جاءت حرب المرتفعات الثانية في 2020 والتي انتهت إلى نفس المصير عن طريق عملية لوقف إطلاق النيران بوساطة روسية جديدة.
عملية التطهير وتمهيد لإنهاء حلم أرتساخ
وفي ظل هدوء الإقليم الموضوع تحت وطأة النزاع، خرجت باكو لتوقف هذا الهدوء السائد عن طريق عملية أسمتها عملية تطهير للإرهاب ضد الانفصاليين الأرمن، والتي استمرت لمدة 24 ساعة متواصلة، سقط خلالها العديد من الضحايا والمصابين في المنطقة من المدنيين وقوات حفظ السلام الروسية الموجودة داخل الإقليم الأذري.
وعقب 24 ساعة أوقف القوات الأذرية عملية التطهير العسكرية، داخل كاراباخ، بعد أن وافق الأرمن على الشروط الأذرية، وعقب عقد جلسة مباحثات أولى بين أذربيجان وممثلي أرمن كاراباخ جاءت النتائج عكس ما توقعه العالم.
نزوح السكان وانتهاء الدولة
عقب انعقاد لجنة المباحثات السلمية الأولى بين أرمن كاراباخ ومسئولي أذربيجان، والتي أكدت اللجنة خلالها أن سكان أرمن كاراباخ يملكون نفس الحقوق التي يتمتع بها سكان أذربيجان العاديون، وأن السلطات الأذرية على استعداد كامل لدمج هؤلاء السكان مع المجتمع الأذري، ليساهموا في تشكل مجتمع واحد مترابط، دون تفرقة بين أي من أعضائه.
تلك التصريحات جاءت عكس النتائج المتوقعة، فعقب الجلسة الأولى شهدت كاراباخ نزوح ما يقرب من 95 ألف مواطن أرميني من سكان كاراباخ من أصل ما يقرب من 146 ألف نسمة، من سكان تلك المنطقة، إلى جانب إعلان السلطة الفاعلة في أرتساخ «كاراباخ»، عن حل جميع أجهزة الدولة التي لم تعترف بها أي منظمة أو دولة حول العالم، بدءًا من يناير 2024.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً