التنافس الأمريكي على هدنة غزة بين بايدن وترامب، من حقق النجاح؟
شهدت الساحة السياسية الأمريكية في الآونة الأخيرة منافسة مثيرة بين الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، وخلفه المنتخب دونالد ترامب، حيث تنافسا في إظهار الفضل في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
في هذا السياق، أعلن كل منهما عن دوره البارز في التوصل إلى هذا الاتفاق، مما يعكس التحديات السياسية والتنافس الحزبي بين الإدارتين في الولايات المتحدة.
تبادل الفضل بين بايدن وترامب
وعلى إثر ذلك، تصاعد التنافس بين الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب حول الفضل في إتمام "صفقة غزة".
بينما أعلن ترامب عن نفسه كالقوة المحركة وراء الاتفاق، أكد «بايدن» أن الفضل يعود إلى خطته التي وضعها في مايو 2024، والتي مهدت الطريق للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة عن نجاح جهود الوساطة المشتركة بين الدول الثلاث، التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مع صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، هذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد القادم الموافق 19 يناير 2025، وسيتم تنفيذه على ثلاث مراحل.
إدارة بايدن تحت الضغط
من جانبه، أشار الخبراء إلى أن الإدارة الحالية بقيادة بايدن لم تتمكن من إحراز تقدم ملموس في المفاوضات خلال الـ15 شهرًا الماضية، حيث كان هناك تجميد في المفاوضات بسبب تعنت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يعتبر عقبة أساسية أمام أي اتفاق، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية.
ومع ذلك، يعزو المحللون التقدم الأخير إلى جهود ترامب، الذي دخل البيت الأبيض في وقت لاحق وكان له تأثير أكبر في الضغط على إسرائيل لتحقيق وقف إطلاق النار.
تقييمات الخبراء حول دور ترامب في الاتفاق
في تعليقه على الأحداث، قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إن إدارة بايدن فشلت في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف العدوان على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن "الإرادة السياسية" كانت غائبة في هذا السياق.
من جهة أخرى، يُرجع العديد من المحللين التقدم الذي تم إحرازه إلى تأثير ترامب وسياسته الحاسمة في التعامل مع الملف الفلسطيني والإسرائيلي.
السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الثنائية الحزبية
وفي وقت يتسم بتزايد الانقسام الحزبي في الولايات المتحدة، فإن اتفاق غزة يُظهر القوة والقدرة على التأثير التي تتمتع بها السياسة الخارجية الأمريكية عندما تكون هناك مشاركة من كلا الحزبين.
وفقًا لمدير مبادرة "سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي"، جوناثان بانيكوف، فإن كلا من إدارة بايدن وإدارة ترامب تستحقان الثناء على جهودهما المشتركة، إذ أن الاتفاق كان من غير المحتمل أن يتحقق لولا الدفع المستمر من كلا الطرفين.