«هل سيُعدم؟» غليان في كوريا الجنوبية ومصير مجهول للرئيس المعزول بعد القبض عليه

في تطور مفاجئ هز الأوساط السياسية في كوريا الجنوبية، أعلنت السلطات صباح اليوم الأربعاء عن اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول للاستجواب، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في البلاد. 

وتأتي هذه التطورات على خلفية التحقيق في محاولة فاشلة من قبل «يون» لفرض الأحكام العرفية في البلاد قبل حوالي شهر ونصف، ويُعد هذا الاعتقال الأول من نوعه في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث يُعتقل رئيس حالي من قبل السلطات التنفيذية في البلاد.
 

السجن مدى الحياة أو الإعدام

وتعود هذه الأحداث إلى ما يقارب الشهر والنصف، عندما حاول "يون سوك يول" فرض الأحكام العرفية لفترة قصيرة، وهو ما أدى إلى فتح تحقيق موسع بشأن محاولة التمرد. 

ومن المتوقع أن يُحتجز يون في مركز احتجاز في سيول ليلة الأربعاء، إلا أنه إذا لم تصدر المحكمة مذكرة توقيف في غضون 48 ساعة، فسيتم إطلاق سراحه، أما في حال تم إدانته بتهمة التمرد، فقد يواجه عقوبات قاسية تشمل السجن مدى الحياة أو حتى الإعدام.

التحقيق في تهم التمرد ومحاولة التغيير غير الدستوري

وفي سياق متصل، بدأت وكالة مكافحة الفساد تحقيقًا مشتركًا مع الشرطة والجيش لمعرفة ما إذا كان يون قد سعى فعلاً لتمرد في البلاد من خلال محاولته فرض الأحكام العرفية. 

إذا ثبتت التهمة، سيُطلب من المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بتهمة التمرد، وفي في هذه الحالة، قد يتم تمديد فترة احتجاز الرئيس المعزول لمدة 20 يومًا قبل تحويل القضية إلى النيابة العامة، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة «بي بي سي» الأمريكية. 

خلال الساعات الأولى من استجوابه، اختار يون ممارسة حقه في التزام الصمت، وفقًا لما ذكرته وكالة مكافحة الفساد.

مواقف دبلوماسية بعد الاعتقال وطمأنة المجتمع الدولي

وعقب اعتقال يون، أجرى نائب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، تشوي، اجتماعات مع دبلوماسيين من مجموعة الدول السبع الكبرى وهم الولايات المتحدة، اليابان، بريطانيا، ألمانيا بالإضافة إلى ممثل الاتحاد الأوروبي، حيث سعى لطمأنتهم بأن الحكومة تعمل بشكل طبيعي ومستقر رغم الأوضاع الراهنة.

أول رئيس كوري جنوبي يتم توقيفه أثناء فترة ولايته

ومن جانبه، يعد اعتقال يون سابقة تاريخية، حيث يصبح أول رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يُعتقل أثناء فترة ولايته. 

وجاء هذا الاعتقال بعد مواجهة طويلة مع السلطات التي حاولت تنفيذ حكم الاعتقال في يناير 2023، ولكن محاولتها فشلت بعد اشتباك دام لساعات بين الحراس والمحققين.

الخطوة الأولى لاستعادة الديمقراطية وعودة النظام الدستوري

في تعليق على الحادثة، وصف بارك تشان-داي، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، اعتقال يون بأنه "الخطوة الأولى نحو استعادة النظام الدستوري والديمقراطية في البلاد"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل إعادة للعدالة وسيادة القانون في كوريا الجنوبية.