سي السيد السينما المصرية.. أسرار في حياة يحيى شاهين

تحل اليوم ذكرى ميلاد فنان من طراز خاص، سطع نجمه في عالم الفن بسرعة ولفت الأنظار إليه بمجرد دخوله عالم الفن، يختار أدواره بعبقريه شديدة، ملامح وجهه حصرته في أدوار الجد والشر، ولكنه سرعان ما خلع هذه العباءة ليقدم الأدوار الرومانسية ويتألق بها، تميز باختياراته التي أستطاع من خلالها أن يدخل قلوب جمهوره في الوطن العربي، هو الفنان الراحل يحيى شاهين.

ميلاده

ولد يحيى شاهين في 28 سبتمبر 1917، بجزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة، وتلقى دراسته الإبتدائية في مدرسة عابدين واشترك في فريق التمثيل بالمدرسة، وظهرت موهبته إلى أن ترأس فريق التمثيل في المدرسة، وحصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية بقسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية، ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج، وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.

يحيى شاهين

مشواره الفني

دفعت موهبة وشغف يحيى شاهين إلى التباطؤ في تنفيذ التعيين والانضمام إلى جمعية هواة التمثيل، حتى سنحت له الفرصة والتقى بأستاذه بشارة واكيم وإدمون تويما، عندما كان مديرًا للمسرح في دار الأوبرا الملكية.

وأعجب «بشارة» بموهبة يحيى شاهين واقترح عليه أن يتقدم إلى الفرقة القومية للتمثيل التي كانت تطلب وجوهًا جديدة من الشباب، غير أن فرص التمثيل على المسرح لم تتحقق لموسم كامل، مما أقلق يحيى شاهين إلى أن علم أن الفنانة فاطمة رشدي بدأت في تكوين فرقة جديدة للتمثيل وأنها بحاجة إلى «جان»، فتقدم على الفور وأعجبت رشدي بأداءه.

اختارته فاطمة رشدي لدور الفتى الأول أي «بطل فرقتها»، خليفة للفنان أحمد علام الذي انضم إلى الفرقة القومية، بعدما تركها شاهين، وهنا بدأت رحلة الفنان يحيى شاهين.

أعماله

عمل شاهين في مؤسسة السينما المصرية في فترة امتدت من عقد الأربعينات وحتى التسعينات، كممثل ومنتج لأفلام مصرية.

وقدم العديد من الأعمال الفنية في المسرح والتليفزيون والسينما منها: مسرحية روميو وجوليت، مجنون ليلى، ثم تفرغ لحياته السينمائية وظهر أول مرة في فيلم «لو كنت غني»، ولكن سرعان ما لمع نجمه في عالم الفن حتى قدم دور البطولة أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم سلامة.

ومن أنجح أعماله في السينما: فيلم لا أنام، قصر الشوق، أين عمري وغيرها، حيث أنه قدم أكثر من 100 عمل فني أثرى بها العمل الفني في الوطن العربي، وقدم للدراما أعمال منها: مسلسل الأيام، الطاحونة، أحببتها ولكن.

يحيى شاهين

مواقف من حياته

تعرض الفنان الكبير يحيى شاهين للعديد من المواقف التي لا تنسى منها قصة أول قبلة في حياته والتي رواها في أحد حواراته النادرة، موضحًا أنه كان معجب بطفلة زميلته في المدرسة وكانت طفلة يونانية اسمها فيولا، ذات شعرأصفر وعيون زرقاء ورقيقة جدًا، وكان يترك الشرح ويظل طول اليوم الدراسي معقًا عينيه بها».

وعاد ذات يوم إلى منزله وهو في منتهى السعادة، مما لفت انتباة والدته فسألته عن السبب فقال لها في فرح وخجل: «أنا النهاردة بوست فيولا»، وعندما سألتها والدته كيف فعل هذا أجابها: «أخذتها إلى الحديقة وبوستها تحت شجرة المشمش».

فردت الأم: «اشمعنى تحت شجرة المشمش»، فقال يحيى شاهين: «المكان اللي باس فيه مدرس الفرنساوي مُدرسة الأناشيد».

وذهبت والدته في اليوم التالي للمدرسة ونقلته منها إلى مدرسة أخرى، ليس فيها اختلاط بين التلاميذ أو حتى المدرسين.

حياته الشخصية

أما حياته الشخصية، فلم يكن معروفا عنها الكثير للناس، ولكنه تزوج فى سن كبيرة من امراة مجرية، وأنجب منها طفلتين، ولكنهما لم يستطيعا العيش معا والتفاهم؛ فانفصلا، وقررت العودة لبلدها وأخذت طفلتيها معها؛ مما أصابه بالاكتئاب الحاد وبعدها تزوج مرة أخرى من مشيرة عبد المنعم وأنجب منها ابنته داليا، وظلا معًا حتى توفي.

الجوائز

حصد يحيى شاهين العديد من الجوائز منها: جائزة دعم السينما عن دوره في فيلم أرحم دموعي، والثانية عن فيلم جعلوني مجرمًا، جائزة مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة غرف السينما عام 1989، وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وفاته

توفي سي السيد السينما المصرية يحيى شاهين، في 18 مارس 1994، عن عمر يناهز 75 عامًا، وترك تراث فني كبير.