هل تتكرر نتائج غزو الاتحاد السوفيتي على فنلندا مع الحرب الروسية الأوكرانية؟

تمت مقارنة غزو جوزيف ستالين لفنلندا عام 1939 بعدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا وسط تساؤلات حول ما إذا كان الاتفاق الذي أعقب حرب الشتاء يمكن أن يكون بمثابة مخطط للصراع بعد ثمانية عقود ونصف.

تحذيرات فنلندية إلى أوكرانيا

وبحسب نيوزويك، حذرت هلسنكي كييف من أنها يجب ألا تحذو حذو الاتفاق الذي أعقب الحرب التي بدأها الدكتاتور السوفييتي والذي وضع الإطار لما يعرف بـ"الفنلندية".

وسمحت المعاهدة الفنلندية السوفييتية لعام 1948 لفنلندا بالحفاظ على استقلالها ولكن على حساب نزع السلاح والبقاء على الحياد ومواءمة قرارات السياسة الخارجية مع موسكو. 

وقال أحد الخبراء الفنلنديين لمجلة نيوزويك إن مثل هذا النموذج لأوكرانيا "ينتمي إلى سلة المهملات" ولن يخدم سوى مصالح بوتين.

الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الرابع

ودخلت حرب روسيا على أوكرانيا عامها الرابع في الرابع والعشرين من فبراير، بعد شهر واحد من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بتعهد بإنهاء الأعمال العدائية بسرعة. 

وربما تضيف التكهنات بشأن المفاوضات إلى أصداء الاتفاق الذي أعقب معارك الحرب العالمية الثانية التي خاضتها فنلندا ضد موسكو.

وسبق غزو موسكو لفنلندا في 30 نوفمبر 1939 وأوكرانيا في عام 2022 محادثات فاشلة، وكانت موسكو تتمتع بميزة ساحقة من حيث المعدات وتوقعات بأنها ستنتصر بسهولة.

وقال بيكا كاليونيمي، الباحث في جامعة تامبيري في فنلندا ومبتكر مشروع "حساء فاتنيك" الذي يحلل التضليل الروسي، لمجلة نيوزويك، "لقد اعتقد ستالين، مثله كمثل بوتين، أن الحرب ستنتهي في غضون أيام قليلة".

وقال في إشارة إلى الصراع الذي بدأ في 30 نوفمبر، "كانت الخطة أن تنتهي الحرب في غضون ثلاثة أسابيع تقريبا، بحيث يمكن تقديم فنلندا إلى ستالين كهدية عيد ميلاد في الحادي والعشرين من ديسمبر".

وكانت موسكو طالبت جارتها، التي كانت جزءً من روسيا القيصرية حتى عام 1917، بالتنازل عن أراضيها الحدودية مستشهدة بأسباب أمنية.

نزع النازية من أوكرانيا وإبقائها محايدة 

وفي عام 2022، ذكر بوتين أن "نزع النازية" من أوكرانيا وإبقائها محايدة يبرر غزوه الشامل.

وقال كاليونيمي، "لقد ألقى ستالين اللوم على القيادة الفنلندية باعتبارها فاشية، وكانت الفكرة وراء الغزو إنشاء منطقة عازلة بين ألمانيا والاتحاد السوفييتي".

وأضاف أن "السوفييت نظموا أيضا العديد من العمليات تحت راية كاذبة قبل وأثناء حرب الشتاء، وبدأت الحرب في الواقع بعد أن قصف السوفييت قواتهم في ماينيلا"، في إشارة إلى حادثة وقعت في كاريليا نفذتها وكالة الأمن السوفييتية NKVD.