ماذا ينتظر العالم من ترامب في الولاية الثانية بأمريكا؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أحمد محمود
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الدولة التعديلية وصلت إلى الساحة لمنافسة النظام الدولي الليبرالي، وهي ليست روسيا أو الصين، بل الولايات المتحدة، حيث ترامب في المكتب البيضاوي، القلب النابض للعالم الحر.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن الإدارة القادمة تنافس كل عنصر من عناصر النظام الدولي الليبرالي - التجارة، والتحالفات، والهجرة، والتعددية، والتضامن الديمقراطي، وحقوق الإنسان.
وذكرت أن الرواية المتداولة الآن في الداخل والخارج هي أن الولايات المتحدة ليست كما تصورناها، حيث إن ترامب لم يكن شاذاً أو خللاً، بل كان سمة من سمات السياسة الأمريكية وقصة أمريكا".
هذا التقييم الصارخ لتأثير عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، والذي أجراه أستاذ السياسة بجامعة برينستون جون إيكينبيري، يقوده إلى التساؤل التالي: "هل سيتحدد النظام العالمي الجديد بدرجة أقل من قِبَل الولايات المتحدة وبدرجة أكبر من قِبَل شركائها القدامى؟ هل سيسعون إلى إيجاد إطار بديل على المستوى العالمي والإقليمي، أم سيراهنون على تجاوز هذه المحنة، وممارسة السياسة المعاملاتية التي سيطلبها ترامب؟"
من أنقرة إلى بروكسل إلى طهران وموسكو، يبدو العالم كله محفزا ومتحركا في حين تسعى البلدان إلى إيجاد إجابات لنسخ من هذا السؤال.
وبدون أن يتخذ ترامب قرارا تنفيذيا واحدا، فإن هذه البلدان تتخذ مواقف وتستجيب وتتكيف مع الظل الطويل الذي يمثله.
وحتى ترامب نفسه يبدو متوترا بعض الشيء إزاء ما قد يطلقه عودته، حيث اعترف مؤخرا في باريس قائلا: "يبدو أن العالم أصبح مجنونا بعض الشيء الآن".
وفي خضم هذا الجنون، بدأت تظهر ثلاثة أشكال مختلفة من الاستجابة لترامب.
الشعبويون في أوروبا
المجموعة الأولى هي مجموعة "متوافقة أيديولوجياً" تكتسب الجرأة، بما في ذلك الشعبويون في أوروبا وأمريكا اللاتينية وإسرائيل الذين يعتقدون أن نسختهم من القومية التي غالباً ما تكون صديقة لروسيا سوف تستفيد من كونها في نفس مسار أمريكا أولاً.
ويصبح تفكك الاتحاد الأوروبي، والمنشار الآلي على غرار الأرجنتين، والهندسة الأمنية الجديدة مع روسيا، وتغيير النظام في طهران يصبح احتمالا في عهد ترامب.
الصين وأمريكا
وتتوقع مجموعة ثانية، بقيادة الصين، حدوث تغيير دبلوماسي حيث تصبح أمريكا وكيلاً لعدم الاستقرار، مما يؤدي إلى نوع من إعادة تنظيم العولمة.
وبالنسبة لبكين ــ التي تواجه تهديد فرض رسوم جمركية بنسبة 50% ــ فإن الجانب المشرق هو أن استعداد ترامب لمعاملة الأصدقاء باعتبارهم أعداء قد يخلق فراغاً قيادياً تستطيع الصين، باعتبارها المدافعة عن "الأغلبية العالمية"، استغلاله.
أوروبا وأمريكا
أما المجموعة الثالثة، الأكثر هدوءا، فتتألف من "شركاء أمريكا التقليديين" في أوروبا ومجموعة الدول السبع الديمقراطية الليبرالية.
ولا يزال هؤلاء يأملون في أن يتمكنوا، باستخدام المزيج الصحيح من الحجج والإطراء والتخلي عن الذات، من تقديم قضية عقلانية تروق لمصالح ترامب الذاتية.
ولكن في أوروبا، لا يوجد خيار آخر. فزعماء هذه الدول الحليفة الاسمية، على الرغم من مدى استنكارهم لأساليب ترامب، ينظرون إلى القوة الأمريكية ويشعرون بأنهم لا يملكون خيارا سوى التفاعل معه.
وفي فبراير، قال مارك روتي، رئيس حلف شمال الأطلسي الجديد: "يتعين علينا أن نرقص مع أي شخص على حلبة الرقص". ثم تصبح المعركة معركة على عقل ترامب، وإقناعه بأن مصالح أمريكا لا تتوقف عند حدودها، ولكن إذا لم تنجح هذه الاستراتيجية، فإن التأمين يجري من خلال تعزيز الأطر البديلة.
على سبيل المثال، أظهر استطلاع للرأي نشره هذا الشهر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الناخبين في مختلف أنحاء أوروبا يفضلون المزيد من أوروبا على المزيد من ترامب.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع تحقيق جروس أول انتصار له مع الزمالك في مباراة الاتحاد؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً