عشماوي في انتظاره، القصة الكاملة لسفاح التجمع من أمريكا لـ«حبل المشنقة»

يقودنا عالم السوشيال ميديا للأفكار التي تحقق مكاسب مالية، وأرباح شهرية فقط، فعلى غرارها ظهر شخص في العقد الرابع من عمره، يمارس حياته على الطريقة الأمريكية، ليصبح «أنفلونسر مشهور» ولديه صفحات رائجة على منصات التواصل الاجتماعي؛ ولكن تحوّل شيطاني مفاجئ كان قادرًا على أن يجعله بعد أشهر يتصدّر أخبار الحوادث على صفحات الجرائد تحت لقب «سفاح التجمع».. فما تفاصيل القصة المأساوية قبل لحظات من إسدال المحكمة الستار على قضيته؟

استوديو مجهز لتقديم محتوى على السوشيال ميديا

بدأ كريم سليم حياته في مصر، بعد أن عاد من أمريكا هاربا من حكم قضائي بعد تعديه على القانون واللوائح هناك، فكّر أن يدخل في عالم السوشيال ميديا، فقام بعمل استوديو كامل مجهز للتصوير، مارس حياته بشكل طبيعي وتزوج من سيدة في محافظة بورسعيد، وربطتهما علاقة حب شديدة، وبعد مرور شهر من زواجهما، تركت له المنزل وطالبته بالطلاق.

بعدها قرر أن يفتح مشروع مع شقيقه، وحينها تعرف على زوجته - والدة ابنه - والتي تدعى «لبنى طارق»، وكما قال عنها في التحقيقات إنها كانت سبب نكسته؛ لأنها من علمته العنف والتصوير أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وسلّط الضوء في أقواله أنها عند أي شجار بينهما كانت تهدأه بممارسة العلاقة حتى أصبح مريضا ومهووسا بالجنس، وبعد ذلك فشل هذا المشروع وخسر به مئات الآلاف من الجنيهات.

خيانة زوجية وهلاوس جنسية وفيديوهات ريمبو

ترك بورسعيد وتوجه للتجمع الخامس في القاهرة الجديدة، وقرر أن يعمل بمدارس الإنترناشونال «مدرس لغة إنجليزية»، ومن هنا استقرت حياتهما نوعًا ما، حتى تخيل له بأنها تتاجر في الفيديوهات الخاصة بعلاقتهما على مواقع الدارك ويب، وفي مرة أخرى تهيأ له أنها تخونه مع أحد الأشخاص وتروج لفيديوهات لتربح منه.
 

فجاءته فكرة التخلص منها لأنها سيدة خائنة وحولته لشخص «سادي»؛ لكنه تفاجأ بذهابها لبريطانيا، وطلبت منه الطلاق، بمبرر إنها لم تستطع تحمل اضطراباته النفسية وشكوكه بها، رغم أنها كانت أساس بناء تلك الأفكار في ذهنه.

طلق زوجته ومارس العلاقة مع ساقطات لمدة 8 أشهر

تحول غريب في حياة كريم سليم سببته له لبنى، وحينها مكث لمدة 8 أشهر بعد أن طلق زوجته، يمارس الجنس ويتعاطى المواد المخدرة، ويبحث عنها بين الساقطات التي كان يمارس معهن العلاقة غير الشرعية، حتى تدهور حاله وتحول من شخص لديه محتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، لشخص مدمن مهووس بالجنس.

واستمرت حياته بهذا النطاق يمارس الجنس ويصور فيديوهات ويروجها عبر المنصات لتحقيق الأرباح المالية، حتى سقطت له أول ضحية خلال ممارسته العنيفة معها، وكانت هذه الضحية تحول كبير آخر في حياته؛ لأنه قتلها بالخطأ، ولكن حينها لم يرتجف بل قام بمعاشرتها معاشرة كاملة 10 مرات وهي جثة هامدة، بالإضافة لتصويرها.

مضاجعة الموتى أصبحت متعة لسفاح التجمع

ومن هنا بدأ أن يتلذذ بمعاشرة الموتى وتصويرهن وتعذيبهن خلال هذه المعاشرة، فقرر أن يمارس هذه العلاقات مع الفتيات حتى قابل «رحمة»، التي كانت تشبه زوجته، فقال لها إنه يتلذذ بممارسة العلاقات بالتعذيب والعنف، وهي الأخرى وافقت على ذلك على أمل أن يتزوجها؛ لكنها لم تعلم أنه سيتخلص منها عندما يريد، فبالفعل بعد 4 أشهر من معاشرته لها قرر التخلص منها، لأنها كانت تشبه لبنى طليقته.

وبعد وفاتها، بحث «كريم سليم»، عن ضحية جديدة يمارس العلاقة معها، ويثبت لنفسه أنه مازال قادرا على ممارسة العلاقات بالعنف والتعذيب، وكان اختياره ذلك ليوم عيد ميلاده، فتواصل مع السيدة التي تجلب له الساقطات، وطلب منها فتاة يقضي معها ليلة عيد ميلاده، وحينها أرسلت له الضحية الثالثة أميرة، التي تخلص منها عن طريق خنقها بـ«الكرافتة» وربطها في باب الغرفة وهي جثة ومارس معها العلاقة.
 

وكانت طريقة تخلص السفاح من جميع ضحاياه بوضعهن في شنطة سفر داخل سيارته والذهاب بهن لأبعد طريق صحراوي وإلقاء جثثهن في الصحراء مجردين من الملابس، بعد تصويرهن ومعاشرتهن وهن أموات، وكان ذلك هو نقطة وصول الأجهزة الأمنية لطرف الخيط، لكشف لغز ضحايا الصحراء، وبالبحث والتحري ثبت أنه الشخص المتهم بالتخلص من جميع الضحايا.
 

وتم القبض عليه يوم 25 مايو 2024 السابق، ومن هنا بدأت التحقيقات في الواقعة، وكشف حينها في التحقيقات معه أنه كان لديه صديق عرفه على رجل يبيع مواد مخدرة، وهذا الرجل أوصله بمعرفة «أم شهد»، التي كانت تجلب له الساقطات، وكانت تذهب هي الأخرى وابنتها له في بعض الأحيان عند رفض الفتيات الذهاب له، نتيجة عنفه في العلاقة.
 

استدعاء جميع من كان يعرفهم السفاح لأخذ أقوالهم

وتم استدعاء الجميع وأخذ أقوالهم وتمت إحالة الجميع للجنايات للمحاكمة الجنائية، واستمرت جلسات محاكمته 6 جلسات، أول جلسة عقدت يوم 12 يونيو 2024 السابق، وآخر جلسة كانت في يوم 24 أغسطس.
 

إحالة أوراق سفاح التجمع لمفتي الجمهورية

قال دفاع المتهم في أحد الجلسات: »موكلي يتعاطى مخدر الأيس الذي ثبت علميًا أنه يتم إدمانه بمجرد تعاطيه لأول مرة، وعندما يريد المدمن التعافي من تعاطيه ذلك العقار من جسده، يصعب ذلك عليه لما يحدثه من اهتزاز نفسي وذلك الدافع الأساسي لموكلي في قتل ضحاياه الثلاثة».

كما طالب بعمل أشعة وفحوصات فسيولوجية لموكله تحسبا لمعاناته من مرض نفسي دفعه لممارسة الجنس السادي، كما طالب بعمل الفحوصات اللازمة على منطقة المخ؛ وذلك تحسبا لوجود إعاقة ذهنية لمخالفة أفعاله لطبيعة العقل البشري.
 

ولكن لم توافق هيئة المحكمة على جميع طلبات الدفاع، موضحة أن الجريمة ما هي إلا انتهاك صارخ لحرمات الله بكل قسوة وافتراء، ومخالفة للفطرة البشرية التي خُلقت عليها النفوس، والمتهم ارتقى إلى مرتبة الشياطين بل تفوق عليهم، وارتكب الموبقات من قتل وتعذيب وزنا إرضاءً لشهوته، فهو سفاح تنبعث منه رائحة الدم والموت، فهو لا يرتقي لأن يكون آدميا من البشر فهو يقتات على آلام الآخرين، كائن مشوه، عامل المجني عليهن كالبهائم، وجامع جثثهن غير عابئ بحرمة الموت.

وبالفعل قضت هيئة المحكمة بإحالة أوراق المتهم “كريم سليم” المعروف إعلاميًا بـ"سفاح التجمع"، بإحالة أوراقه لمفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في حكم إعدامه، لما قام به من تهم ممارسة العلاقات غير الشرعية، تعاطي المواد المخدرة، قتل 3 سيدات، الإتجار يالبشر من خلال تصويرهن وبيع فيديوهات لتحقيق المكاسب المالية.

وحددت محكمة جنايات القاهرة الجديدة، المنعقدة في التجمع الخامس، يوم 28 نوفمبر الماضي، جلسة اليوم 25 ديسمبر المقبل لصدور الحكم النهائي على المتهم كريم سليم بعد إحالة أوراقه للمرة الثانية للمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في حكم إعدامه بتهمة قتل 3 سيدات والتمثيل بجثثهن، ومعاشرتهن وتصويرهن والتخلص من جثثهن في الصحراء لتسدل الستار عن أشهر قضايا عام 2024 التي أحدثت ضجة كبيرة وشغلت الرأي العام.