بعد سقوط الأسد، هل يكرر «الشرع» في سوريا سيناريو حكم طالبان لأفغانستان؟
أحمد الشرع
أيمن عبدالمنعم
منذ أن تولت هيئة تحرير الشام زمام الأمور في سوريا، بات البعض يتساءل حول ما إن كانت سوريا بدأت في اتخاذ طريق موازي للطريق الذي سلكته أفغانستان بعد أن سيطرت حكومة حركة طالبان على الحكم.
فمع سيطرة المعارضة السورية أو هيئة تحرير الشام على الإدارة السورية فور سقوط نظام بشار الأسد، قدم أحمد الشرع قائد الهيئة وعودًا حول مسائل الحقوق والحريات الخاصة بالسوريين، خاصة ما يتعلق بالأمور الدينية، التي كانت سببًا في ظهور تخوفات لدى العديد من أطياف الشعب السوري.
هل تدخل سوريا النفق الأفغاني؟
ومع تلك السيطرة لفصيل صاحب أيديولوجية دينية، عاد للأذهان الكثير من مشاهد ما يحدث في كابول خلال الوقت الحالي، في ظل حكم طالبان الذي يعد فصيلًا ذو أيديولوجية مماثلة لهيئة تحرير الشام، والذي قدم قادتها مع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وعودًا بأن يسمح للمرأة بأن تكون فاعلة في المجتمع الأفغاني وسيسمح لها بالدراسة والعمل.
إلا أن عامين كانا كفيلين بنسف تلك الوعود، لتبدأ الحركة وبعد شهر واحد من الحصول على الحكم في مخالفة وعودها، حيث أعلنت وزارة التعليم التابعة لطالبان فتح الأبواب أمام البنين دون البنات في المدارس، ليكون القرار بمثابة إنذار للأفغانيات بأن سنوات التهميش الحقيقي بدأت.
التاريخ يقول إن الحركات المماثلة لها مبادئ تقوم عليها
ويرى المراقبون أنه لا يجب أن ينتظر الناس شيئًا مختلفًا من حركة تحرير الشام، حيث أن الجماعات والحركات المماثلة لديها مبادئ معينة تقوم عليها.
وفي هذا الصدد، أوضحت الدكتور سهام فوزي، أستاذة العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ موقع الجمهور الإخباري، أن الجماعات المماثلة لهيئة تحرير الشام لديها أسس معينة، مضيفة أنه سيلتزم بالوعود التي قدمت فقط لمن انضموا إليه وأصبحوا جزءً من فصيله، وفقًا للمبادئ التي آمنوا بها والتي تعد مماثلة لمبادئ تنظيم القاعدة.
وأضافت "فوزي"، أن هناك فئة كبيرة من الشعب السوري، لديها تخوف كبير من هيئة تحرير الشام، سواء كان المسيحيين أو الأكراد أو بعض الدروز أو العلويين، مضيفًا، أنه يتبع تلك الوعود من أجل طمأنة تلك الفئات مع الوضع في الحسبان أن تلك الوعود من الممكن أن تتحول إلى مجرد مسكنات.
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية، أننا يمكن أن نرى حقيقة وعود الشرع من اللقاءات التلفزيونية التي عقدها على مدار الأيام الماضية، والتي كانت النساء خلالها ترتدي إلزامياً غطاء للرأس.
مجرد وعود لجذب طمأنينة الشعب السوري
وخلال لقاء سابق عبر شبكة بي بي سي البريطانية، أكد "الشرع"، أنه لا يجب أن يسيطر على السوريات الخوف من مسألة فرض الحجاب أو تعريض حرياتهن للخطر، مضيفاً أن سوريا بها علمانيات متخوفات من فكرة ارتداء الحجاب لكن هل يجب أن تعتقد أن هذا الأمر ضروري، مؤكدًا، أن المشكلة في سوريا ليست تلك، بل المشكلة الحقيقية فيمن هجر من منزله ورميت عليه القنابل والقذائف والضربات الكيميائية، هذه قضايا أهم من أي قضية أخرى.
لكن محمد خيري الباحث في الفلسفة السياسية، يرى أن الوقت فقط هو ما سيظهر حقيقة تلك الوعود، والتي على الأرجح ستكون كالوعود التي قدمتها طالبان سلفاً.
وأكد خيري في تصريحات خاصة لـ موقع الجمهور الإخباري، أنه في النهاية يمكن وصف تلك الوعود بأنها مجرد وعود يهدف من خلالها إلى كسب تعاطف الشعب السوري وتأييده في تلك المرحلة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من الأقرب لتولي منصب مدير الكرة في الأهلي؟
-
وليد سليمان
-
محمد شوقي
-
علاء ميهوب
أكثر الكلمات انتشاراً