بسبب الحبوب والأسلحة.. أوكرانيا تتعثر مع بولندا الحليف الأقوى
العلاقات الأوكرانية البولندية
أيمن عبدالمنعم
منذ اندلاع العملية الروسية في أوكرانيا، واتخذت العديد من دول العالم، خاصًة دول الحلفاء، موقف المساندة والدعم الكامل للحليف الأوكراني في حربه ضد روسيا، والتي كان من بينهم بولندا، التي رآها العالم واحدة من أقوى الحلفاء بالنسبة لأوكرانيا، وما زاد من قوة ذلك التحالف هو مشاركة بولندا مع أوكرانيا في حدود مشتركة والتي تقع غرب العاصمة الأوكرانية كييف.
إلا أنه خلال الساعات الماضية شهدت العلاقات بين البلدين، توترًا مفاجًأ بين كييف ووارسو، التي وصلت إلى قيام بولندا بإعلان وقف المساعدات العسكرية المتمثلة في أسلحة بولندية تعود للحقبة السوفيتية إلى أوكرانيا، إلى جانب وسائل الدعم والمساعدة الأخرى.
خطاب زيلينسكي في الأمم المتحدة وتحذيرات وارسو
خلال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة على هامش الجلسات العامة لاجتماعات تلك الدورة، وأوضح «زيلينسكي» خلال الكلمة خطة للسلام بين كييف وموسكو، ووصف شامل للحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن زيلينسكي أشار في كلمته إلى بولندا بصورة سببت غضبًا في أوساط وارسو، والتي قال فيها، إن ذلك النزاع كان «مسرحًا سياسيًا»، وأن بعض الأصدقاء في إشارة إلى بولندا، صنعوا قصة مثيرة من الحبوب، ما جعل رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي يطلب من الرئيس الأوكراني عدم محاولة إهانة أي طرف بولندي مرة أخرى.
أزمة حظر واردات الحبوب الأوكرانية
ولم يكن خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو مصدر الأزمة الحقيقية، بل إن الخطاب جاء بعد أن قامت مجموعة من الدول الموجودة في أوروبا، ممثلة في المجر وسلوفاكيا وبولندا، بفرض حظر على واردات الحبوب الأوكرانية، وقد أصدرت سلطات تلك الدول ذلك القرار، بعد أن أثر الضخ الكبير للحبوب الأوكرانية إلى تلك الدول، إلى خفض الأسعار بصورة كبيرة، ما زاد من التأثير السلبي على دخل المزارعين المحليين في تلك الدول، وشمل الحظر الثلاثي، أربعة أنواع من الحبوب والتي ضمت القمح والذرة وبذور اللفت، أما عن المجر فقد فرضت حظرًا على 24 نوعًا من الحبوب والخضروات والفواكه الأوكرانية.
أزمة توريد الأسلحة تشعل فتيل الأزمة
إلا أن فتيل الأزمة زاد بشدة عقب انتهاج بولندا طريق جديد من التصعيد عن طريق منع تصدير الأسلحة البولندية إلى أوكرانيا، في الـ 21 من سبتمبر الجاري، في خطوة وصفها رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، بأنها لتوفير النفقات من أجل عملية تسليح بولندا بأسلحة قوية، تُعزز من قدراتها الدفاعية الخاصة، لتتحول بولندا من أولى الدول التي دعمت القوات الأوكرانية في حربها ضد روسيا في فبراير 2022، إلى أن أعلنت عن عملية وقف الدعم المسلح من وارسو.
تلك الخطوات زادت من حدة التوترات بين وارسو وكييف، التي بدت بصورة واضحة على خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء الجلسة العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78، التي جعلت أوكرانيا تتعثر مع الحليف الأقوى.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً