بأقل من المستورد بـ 30%، الحكومة تطرح أنسولين محلي لمرضى السكر بالصيدليات

في إنجاز جديد يعكس قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الحيوية، تم الإعلان عن إنتاج أول دفعة من الأنسولين المحلي "جلارجين" ممتد المفعول، وذلك بالتعاون بين شركة "إيفا فارما" المصرية وشركة "إيلي ليلي" العالمية، لتلبية احتياجات ملايين المرضى المصريين المصابين بمرض السكري.

وأكد الدكتور إبرام وجيه، مدير عام شركة "إيفا فارما مصر"، في مداخلة هاتفية ببرنامج "مصر جديدة" مع الإعلامية إنجي أنور عبر قناة etc، أن هذه الخطوة تمثل إنجازًا كبيرًا، حيث تسهم في تحقيق الأمن القومي الدوائي لمصر، من خلال توفير علاج مستدام للمرضى وتقليل الاعتماد على الأدوية المستوردة.

دعم وتعزيز صناعة الأدوية الحيوية محليًا

من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن إطلاق هذا المنتج يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى دعم وتعزيز صناعة الأدوية الحيوية محليًا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعد علامة فارقة باعتبارها المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج الأنسولين كأقلام داخل مصر، بعد أن كان الإنتاج مقتصرًا على شكل حقن.

فرق ملحوظ في الأسعار لصالح المرضى

كشف الدكتور إبرام وجيه أن الأنسولين المحلي يتم طرحه بسعر أقل بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40% مقارنة بالمنتجات المستوردة، حيث يبلغ سعر العبوة التي تحتوي على 5 جرعات نحو 779 جنيهًا، مقارنةً بسعر المنتجات المستوردة التي قد تصل إلى 1200 جنيه، ما يساهم في تخفيف الأعباء المالية على المرضى وتحسين قدرتهم على الحصول على العلاج.

وأضاف "وجيه" أن المنتج تم طرحه في الصيدليات منذ أسبوعين ولاقى استحسانًا كبيرًا من قبل المتخصصين والمرضى على حد سواء، نظرًا لجودته العالية وسعره التنافسي.

إنتاجية ضخمة وتوجه نحو التصدير

وفيما يتعلق بالإنتاجية، أوضح "وجيه" أن المصنع لديه قدرة إنتاجية تصل إلى مليون وحدة إنسولين يوميًا، ما يضمن تلبية احتياجات السوق المصري بالكامل دون أي نقص، كما كشف عن خطط الشركة للتوسع في تصدير الأنسولين المصري إلى أكثر من 56 دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مما يعزز مكانة مصر كداعم رئيسي لصادرات الأدوية في المنطقة.

الأهمية الاقتصادية والصحية

أكد الدكتور حسام عبد الغفار أن إنتاج الأنسولين محليًا يسهم في تقليل الحاجة إلى العملات الأجنبية المستخدمة في الاستيراد، وبالتالي تقليص فاتورة العملة الصعبة، وتحسين الوضع الاقتصادي للدولة. كما أوضح أن هذه الصناعة توفر حلولًا مستدامة لملايين المرضى، خاصةً مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري، وتعمل على تحقيق الاستقرار في سوق الأدوية المصري.

تعزيز مكانة مصر عالميًا

من جهته، أشار "وجيه" إلى أن التعاون مع شركة "إيلي ليلي" العالمية يعزز من مكانة مصر في مجال الصناعات الدوائية، ويُظهر قدرتها على المنافسة عالميًا من خلال توفير أدوية حيوية بجودة عالمية وأسعار مناسبة، فضلًا عن تعزيز صادرات مصر للأسواق الخارجية.

نقلة نوعية في صناعة الأدوية

في ختام تصريحاته، أكد الجانبان أن إطلاق الأنسولين المحلي يمثل نقلة نوعية في الصناعة الدوائية المصرية، حيث يجمع بين الجودة العالية، الأسعار التنافسية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مما يجعل مصر نموذجًا رائدًا في تحقيق الأمن الدوائي محليًا وعالميًا.