صراع السلطة بين ماكرون وفرانسوا، كواليس تعيين رئيس وزراء فرنسا الجديد

الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء فرنسا

مارسيل أيمن

A A

كشفت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية عن تفاصيل صراع سياسي مثير شهدته الأيام التي سبقت تعيين فرانسوا بايرو رئيسًا للوزراء في فرنسا.

وتعكس هذه المعركة السياسية بين الرئيس إيمانويل ماكرون والمرشح المحتمل بايرو تحولًا جذريًا في المشهد السياسي الفرنسي، وتسلط الضوء على التوترات بين قصر الإليزيه وقصر ماتينيون.

ماكرون في مواجهة خيارات صعبة

وقبل إعلان التعيين الرسمي، كان الرئيس ماكرون يتشاور مع مختلف الأحزاب السياسية من الاشتراكيين إلى الجمهوريين والخضر والشيوعيين، في محاولة لصياغة حكومته القادمة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "إكسبريس" الفرنسية.

ورغم التحذيرات من أحد المقربين من الرئيس «ماكرون» بخصوص الانغماس في "مستنقع الأحزاب"، أصر ماكرون على ضرورة إيجاد حل عملي لتطلعات الفرنسيين.

وفي هذه المرحلة، كان ماكرون يوازن بين خيارين متناقضين: فرانسوا بايرو، السياسي ذو الخبرة الطويلة، وسيباستيان ليكورنو، وزير الدفاع الذي يتمتع بشعبية محدودة.

بايرو يتفاوض مع الجميع

وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن هناك مفاوضات سرية أجراها «بايرو» مع مختلف القوى السياسية، وعقب اجتماع الأحزاب في قصر الإليزيه، أجرى محادثات مع الاشتراكيين أسفرت عن نتائج إيجابية.

وعلى إثر ذلك، فاجأ بايرو الأوساط السياسية باتصاله بمارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، حيث عرض عليها صفقة سياسية تتضمن تطبيق التمثيل النسبي في الانتخابات مقابل دعم حكومته.

الليلة الحاسمة قبل التعيين

وفي الليلة التي سبقت التعيين الرسمي، بدأ الصراع في التصاعد بشكل كبير، حيث تلقى أحد المقربين من بايرو اتصالًا من أليكسي كوهلر، الذي أشار إلى خطة ماكرون لتعيين "منسّق" حكومي مع وزراء أقوياء بدلاً من رئيس وزراء قوي، وفقًا لصحيفة “إكسبريس”.

وكانت هذه الإشارة بمثابة تحذير لبايرو، الذي رفض أن يكون مجرد "دمية" في يد الرئيس.

أما في صباح يوم تعيين رئيس الوزراء الجديد، اجتمع بايرو مع ماكرون، ليقول له بحزم: «إذا كنت تريد القيام بأشياء صغيرة فسأغادر»، هذا الموقف الصارم أجبر الرئيس الفرمسي ماكرون على إعادة التفكير في قراره.