تاريخ طويل من الرفض، سام مرسي يواصل التصدي لشارة الألوان
سام مرسي وشارة القيادة
منصور مجاهد
أثيرت في الآونة الأخيرة، العديد من النقاشات في عالم كرة القدم حول قضية شارة دعم الألوان التي تهدف إلى التعبير عن التضامن مع قضايا اجتماعية وإنسانية مثل حقوق الإنسان والمساواة حسب وصف البعض، بما في ذلك قضايا المثليين.
وكان آخر هذه المواقف المدوية هو رفض سام مرسي، لاعب منتخب مصر ولاعب إيبسويتش تاون الإنجليزي، ارتداء شارة دعم الألوان في مباراة فريقه ضد فريق شيفيلد في 9 ديسمبر 2023، ما أثار جدلاً واسعاً في الإعلام والمجتمعات الرياضية.
وفي السطور التالية نستعرض أبرز 5 لاعبين الذين رفضوا ارتداء شارة دعم الألوان في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى قضية إدريسا جانا جاي.
1. سام مرسي «إيبسويتش تاون»
في خطوة أثارت ضجة إعلامية، أعلن سام مرسي، لاعب إيبسويتش تاون وقائد منتخب مصر، عن رفضه ارتداء شارة دعم الألوان في مباراة فريقه ضد شيفيلد وينزداي.
وبرر مرسي قراره بمعتقداته الشخصية والدينية، مؤكدًا احترامه لجميع الأفراد لكنه لا يستطيع دعم قضايا تتعارض مع مبادئه.
هذا الموقف أثار الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض، حيث انتقد البعض موقفه في وسائل الإعلام الرياضية، بينما دعمته فئة أخرى ترى أن احترام حرية المعتقدات الشخصية يجب أن يكون من أولويات الرياضة.
2. جويل ماتيب «ليفربول»
في 2021، رفض الكاميروني جويل ماتيب، لاعب ليفربول الإنجليزي، ارتداء شارة دعم الألوان في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. ماتيب أوضح حينها أنه لا يؤمن باستخدام الرموز كشكل من أشكال الدعم، وفضل التعامل مع القضايا المجتمعية بشكل شخصي، بعيدًا عن الضغط الجماعي.
أثار موقفه تفاعلاً كبيراً في وسائل الإعلام، حيث تم انتقاده من بعض الأوساط الرياضية التي تطالب بتعزيز التضامن الرياضي، بينما فهم البعض موقفه باعتباره تعبيراً عن حرية الاختيار.
3. تومي أدامز «أرسنال»
تومي أدامز، قائد أرسنال السابق، من اللاعبين الذين أعلنوا رفضهم لاستخدام الرموز الرياضية للتعبير عن المواقف السياسية أو الاجتماعية.
وقال أدامز في تصريحات سابقة، إنه يعتقد أن الرياضة يجب أن تبقى محايدة ولا يجب على اللاعبين دعم القضايا السياسية أو الاجتماعية عبر رموز رسمية، رغم احترامه التام لجميع القضايا المجتمعية، فقد شدد على أن مكان الرياضة ليس لنقل رسائل ذات طابع سياسي أو اجتماعي.
4. جاك جريليش «مانشستر سيتي»
في موسم 2020-2021، أثار جاك جريليش، لاعب مانشستر سيتي، الجدل بعد رفضه ارتداء شارة دعم الألوان في بعض المباريات.
وبرر جريليش رفضه قائلًا إنه يفضل دعم القضايا المجتمعية بطريقة شخصية ودون اللجوء إلى الرموز أو الضغوط الجماعية، مشيرًا إلى أنه يمكنه التعبير عن موقفه من خلال أفعاله الشخصية بدلاً من فرض ذلك على الجميع من خلال الرموز الخارجية.
5. كالوم هادسون-أودوي «تشيلسي»
قبل عامين، رفض كالوم هادسون-أودوي، لاعب تشيلسي، ارتداء شارة دعم الألوان في مباراة فريقه ضد ليفربول، ورغم الانتقادات التي تعرض لها من جماهير الفريق وبعض الأوساط الإعلامية، فإن هادسون-أودوي أكد في تصريحات لاحقة أنه لا يؤمن بفرض الرموز على الرياضيين كوسيلة للتعبير عن المواقف السياسية أو الاجتماعية.
وشدد لاعب تشيلسي السابق أنه يفضل إظهار دعمه للمساواة والعدالة من خلال أفعاله الشخصية، وليس عبر الرموز التي قد تثير الجدل.
6. إدريسا جانا جاي «باريس سان جيرمان»
وأضافت قضية لاعب باريس سان جيرمان، جانا جاي إدريسا، بعدًا جديدًا للجدل حول شارة دعم الألوان، حيث تعرض لانتقادات واسعة بسبب رفضه ارتداء الشارة في 2021.
إدريسا، اللاعب السنغالي الذي يلعب في وسط الملعب، رفض ارتداء الشارة في إحدى المباريات ضمن حملة دعم المثليين في الدوري الفرنسي، مما أثار موجة من ردود الفعل المتباينة.
وبرر إدريسا موقفه بداعي معتقداته الدينية، حيث جاء في تصريحات له أنه لا يستطيع دعم ما يخالف قناعاته الشخصية والدينية.
على الرغم من كونه نجمًا في فريقه ومنتخب بلاده، إلا أن رفضه لارتداء الشارة واجه انتقادات شديدة من وسائل الإعلام والجماهير الفرنسية التي رأت في موقفه تجاهلاً لحقوق الأقليات وحقوق الإنسان، وفي المقابل عبر بعض المؤيدين له عن احترامهم لموقفه باعتباره حقًا شخصيًا لا يجب فرضه عليه.
هذه القضية أثارت نقاشًا حادًا في الأوساط الرياضية حول كيفية توازن الرياضيين بين قناعاتهم الشخصية والضغوط المجتمعية للتعبير عن دعمهم لقضايا معينة.
وتُعد حالة إدريسا جانا جاي واحدة من أبرز الأمثلة على كيفية تعارض المعتقدات الشخصية مع الضغوط المجتمعية، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاعبون في عالم الرياضة الحديث.
الجدل المستمر حول حرية المعتقدات الرياضية
تتزايد الضغوط على اللاعبين للانخراط في قضايا سياسية واجتماعية معينة، ما يراه بعضهم تدخلاً في حريتهم الشخصية ومعتقداتهم الدينية، في المقابل، يعتقد آخرون أن الرياضة، بفضل مكانتها العالمية، يجب أن تكون منبرًا لدعم القضايا المجتمعية المهمة.
وفي ظل هذا الجدل المستمر، تظل كرة القدم ساحة مفتوحة للنقاش حول حدود تفاعل الرياضيين مع القضايا المجتمعية، ومدى تأثير ذلك على صورة اللاعبين والأندية في عالم رياضي يتغير بسرعة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من الأقرب لتولي منصب مدير الكرة في الأهلي؟
-
وليد سليمان
-
محمد شوقي
-
علاء ميهوب
أكثر الكلمات انتشاراً