في ذكرى فاته.. كواليس صياغة محمد حسنين هيكل لخطاب تنحي جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر و حسنين هيكل
رويدا أسامة
في الذكرى المئوية للكاتب والصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل الذي رحل وتارك لنا بصمات في العديد من الأحداث والكتب والخطابات التي كانت أشهرها خطاب تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الخطاب الأشهر في تاريخه الذي جاء بسبب نكسة 1967 التي حدثت في ذلك الوقت ونتجت عنه خطاب تنحي الرئيس جمال عبد الناصر.
تلك اليوم العصيب الذي دونه هيكل في كتابه «الانفجار» الذي شٌمل أحداث اليوم العصيب الذي سبق هذا الخطاب ويوم التنحي، وتلك الكلمات الثقيلة على قلم هيكل وما عاصره مع الراحل جمال عبد الناصر في هذا الخطاب.
كلمات كبيرة، سالت معها دموع الملايين من الشعب المصري، حزناً على هذا الخطاب، حيث خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى عامة الشعب ووقف أمام الجمهور العظيم بعد هزيمة 1967، والقى خطاب التنحي وأنه سيعود إلى صفوف الجماهير، وببعض الكلمات العصيبة الذي صاغها وكُتبت بقلم الكاتب والصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، تلك الكلمات التي ظل الشعب المصري حتى الان يتذكرها وهي.
جزء من نص الخطاب
«نصل الآن إلى نقطة هامة في هذه المكاشفة بسؤال أنفسنا؛ هل معنى ذلك أننا لا نتحمل مسؤولية في تبعات هذه النكسة؟ وأقول لكم بصدق، وبرغم أي عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي في الأزمة، فإنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا أن تساعدوني عليه، لقد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر».
وكانت هذه بعض السطور من خطاب التنحي الذي قام بصياغتها الراحل «حسنين هيكل» موضحاً كواليس هذا الخطاب الذي قام بصياغته.
كواليس صياغة هيكل لخطاب التنحي
وصف هيكل هذا الخطاب بأن أرهقه سطوره أكثر من أي شيء أخر قام بكتابته من قبل، وظن أنه قام بحفظ العبارات والألفاظ من كثرة ما قام بمراجعتها والتغير في الكلمات وتبدليها.
وقال الراحل «حسنين هيكل» أن في خلال جلسة منفردة للرئيس عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، اقترح الزعيم جمال عبد الناصر تقديم استقالته للشعب، وأن يكون شمس بدران رئيساً موقتاً لمصر، ووافق عامر، وقام ناصر بالاتصال بهيكل، وتابع هيكل أن لأول وهلة يبدو صوت ناصر على التليفون مثقلاً بالهموم، ووجه إلى هيكل سؤال ماذا يجب أن يحدث في هذا، فكان رأي هيكل أنه لم يوجد أمامه سوى الاستقالة، فرد عليه ناصر غريبة هذا ما فكرت فيه تمامًا، وكان رد هيكل علية أنه لا يوجد خيار أخر.
ويروي هيكل كيف مرت أصعب ليالي عمره وهو يقوم بصياغة هذه الكلمات العصيبة، الذي سيسمعها الشعب المصري خلال الساعات القادمة ووصف هيكل هذه الكلمات بأنها؛ «تجربة هذه الكتابة من أصعب ما عانيت في حياتي، واستمريت مع هذه الكلمات ليلة كاملة لن أنام فيها، تحت أثر هذه الكلمات، وهموم الأحداث التي تحدث إثر الحرب».
بعد قراءة «جمال عبد الناصر» الخطاب طلب من هيكل تعديل بعض الكلمات وهي على استعداد لتحمل نصيبي من المسؤولية أن يقوم بحذف كلمة نصيبي ويضع كلمة المسؤولية الكاملة، والنقطة التي أضافها ناصر أنه المسؤول الأول والأخير عن النكسة»
وأوضح هيكل أن بعد أن قام بتعديل النص طلب منه جمال عبد الناصر أن يقوم بقراءة الخطاب له حتى يتعود عليه، وكان وقت الخطاب ثلث ساعة، وقال جمال عبد الناصر لهيكل أنه يلزم على أن أُصارح الشعب بما حدث " الحقيقة لابد أن تكون واضحة للناس".
ونهى هيكل بأنه رغم صعوبة كلمات هذا الخطاب عليه، ومرور ليله عصيبة لكنه كان لدية شرف المساعدة في هذه الخطابات وهما ثلاثة خطاب التنحي، ورسالة إلى مجلس الأمة في 10 يونيو، وبيان 30 مارس 1968.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً