الأحد، 15 ديسمبر 2024

07:37 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

بسبب الحضور الإلزامي، شرطة لندن تنفذ إضرابا تاريخيا في المملكة المتحدة

جهاز شرطة "متروبوليتان"

جهاز شرطة "متروبوليتان"

مارسيل أيمن

A A

شهدت العاصمة البريطانية لندن تطورًا غير مسبوق في تاريخ جهاز شرطة «متروبوليتان»، إذ صوّت الموظفون المدنيون بأغلبية ساحقة على دخولهم في أول إضراب من نوعه احتجاجًا على قرار تقليص ساعات العمل من المنزل. 

وأثار هذا التطور قلقًا حول تأثيره على أداء أكبر جهاز شرطة في المملكة المتحدة، في وقت تشهد فيه المدينة تصاعدًا في المخاوف بشأن تأثيره على الفئات الأكثر تضررًا من العاملين.

 

زيادة إلزامية في الحضور المكتبي

كشفت صحيفة «ذي إندبندنت» عن أن نحو 2400 موظف مدني في شرطة «متروبوليتان» سيواجهون تغييرات جوهرية في نظام عملهم، بما في ذلك زيادة عدد الأيام التي يجب عليهم الحضور فيها إلى مكاتبهم. 

وأوضحت الصحيفة، أن الموظفين الذين كانوا يعملون يومين في الأسبوع من المنزل سيُطلب منهم زيادة الحضور إلى ثلاثة أيام، في حين سيُطلب من الذين كانوا يحضرون ثلاثة أيام زيادة الحضور إلى أربعة أيام، بينما سيكون الحضور كاملاً للمجموعة التي كانت تعمل من المكتب أربعة أيام.

تأثير القرار على فئات معينة من الموظفين

ويؤثر القرار بشكل غير متناسب على شرائح معينة من الموظفين، خاصة النساء والعاملين بدوام جزئي وذوي الإعاقة، حيث تمكن هؤلاء الموظفون من تطوير أنظمة عمل فعّالة أثناء الجائحة سيواجهون تحديات جسيمة نتيجة لهذا القرار من الناحيتين المادية والنفسية.

تصويت تاريخي لدخول الإضراب

أظهرت نتائج التصويت الذي نظمه اتحاد الخدمات العامة والتجارية (PCS) أن 85% من الأعضاء المشاركين في التصويت أيدوا الدخول في إضراب كامل، بينما أيد 91% منهم اتخاذ إجراءات أقل حدة. 

وتعكس هذه النسب المرتفعة حجم الاستياء من القرار الإداري الجديد وتأثيره الكبير على حياة الموظفين اليومية.

موقف الاتحاد وأهمية الحوار

أكدت فران هيثكوت، الأمينة العامة لاتحاد الخدمات العامة والتجارية، أن المتضررين من القرار هم الموظفون الإداريون، وليس رجال الشرطة العاملين في الميدان.

وأوضحت الأمينة العامة للاتحاد، أن هؤلاء الموظفين قد أثبتوا قدرتهم على العمل بكفاءة من منازلهم، وهو ما يوفر عليهم عناء وتكاليف التنقل دون التأثير على جودة العمل.

مخاوف من تأثير الإضراب على الخدمات الحيوية

ويشير البعض إلى أن تنفيذ الإضراب قد يؤثر بشكل مباشر على خدمات الطوارئ الحيوية التي يقدمها الموظفون المدنيون، مثل مراكز الاتصال 999 وخدمات حماية الطفل.

ورغم تأكيدات إدارة الشرطة بأن السياسة الجديدة تهدف لتحسين الخدمات المجتمعية، فإن هناك مخاوف حقيقية بشأن تعطيل بعض الخدمات الحيوية في حال تنفيذ الإضراب.

دفاع إدارة شرطة «متروبوليتان» عن القرار

إدارة شرطة «متروبوليتان» حاولت الدفاع عن موقفها بالتأكيد على أن سياستها الجديدة لا تلغي العمل من المنزل بشكل كامل، حيث لا يزال بإمكان الموظفين العمل من منازلهم لمدة يومين في الأسبوع. 

ومع ذلك، يرى المحتجون أن هذا التنازل غير كافٍ ولا يراعي الظروف الخاصة للموظفين.

العمل المرن كحل للأزمة

أكدت «ذي إندبندنت» أهمية العمل المرن في زيادة الإنتاجية، مستشهدة بتجارب دولية ناجحة، فمن بين هذه التجارب، تجربة قطاع التعليم البريطاني الذي سمح للمعلمين بالعمل من المنزل للقيام بمهام معينة مثل تصحيح الامتحانات وتخطيط الدروس.

ويبقى الآن أن تجد إدارة شرطة «متروبوليتان» والنقابات العمالية حلاً يتسم بالمرونة ويوازن بين متطلبات العمل وظروف الموظفين، لتجنب التصعيد والحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الأمنية للمجتمع.

search