«قالوله وصًلنا المقابر».. تفاصيل مقتل سائق بالخليفة والمباحث تتوصل للجثمان

الصدفة وحدها، قادت أجهزة الأمن للكشف عن واحدة من أخطر الجرائم، التي شهدتها مديرية أمن القاهرة.

في غضون الساعات القليلة الماضية، تصادف مرور شخصين بسيارة، مع مرور دورية الشرطة في وقت متأخر من الليل، في الكشف عن تفاصيل جريمة قتل راح ضحيتها "سائق"، خرج على لقمة عيشه، ومات على يد ميكانيكي، وشريكيه العاطلين.

البداية كانت من خلال إخطارا، تلقاه اللواء عمرو إبراهيم، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة من دورية الشرطة بقطاع جنوب العاصمة، بضبط شخصين قتلا سائقا ودفناه في مقابر الخليفة بالإشتراك مع شخص ثالث، وبالعرض على اللواء أشرف الجندي، مساعد الوزير لأمن العاصمة، أمر بتشكيل فريق بحث لكشف التفاصيل الكاملة للجريمة وأسبابها، وتبين أن المتهمين الأول يعمل "ميكانيكي سيارات"، والثاني والثالث عاطلين لديهما معلومات جنائية مسجلة.

وبحسب المحضر المحرر، تبين أنه أثناء مرور "دورية الشرطة"، لمتابعة الحالة الأمنية، بنطاق جنوب القاهرة، تم الاشتباه في شخصين داخل سيارة أجرة، وبسؤالهما عن رخصة القيادة، أصيبا بالتوتر، وبالكشف عليهما، تبين أنهما مطلوبان على ذمة قضايا مخدرات ومشاجرة، وبالتحري تبين أن السيارة التي بحوزتهما مسروقة، وتخص شخصا آخر، ليتم الكشف عن مصير السائق، الذي تم قتله، ودفنه بمقابر الخليفة.

ومن خلال سؤال المتهمين، اعترفا بأنهما كونا مع شخص ثالث تشكيلا عصابيا لسرقة السائق، حيث طلبوا منه توصيلهم لمنطقة الخليفة، وهناك تم طعنه، والاستيلاء على السيارة.

وعن تفاصيل الواقعة، اعترف المتهم الأول "ميكانيكي" بأنه يعمل في ورشة لإصلاح السيارات بصحبة المتهم الثاني، وأثناء خروجهما ليلا، استوقفا سائق سيارة أجرة وعرضا عليه توصيلهم لمنطقة المقابر، وهناك تم طعنه من الخلف، وإعداد حفرة لدفنه داخل المقابر.

وقال المتهم في اعترافاته، إنهم بعد التخلص من المجني عليه، أحضر المتهم الثالث "كوريك وفأس"، لحفر مقبرة لوضع السائق بها، وبعد دفنه، استولوا جميعا على متعلقاته الخاصة، وتشمل السيارة، وهاتف محمول، وبطاقة الرقم القومي، ورخصة القيادة الخاصة به، إلا أنهم أثناء سيرهم على الطريق تم ضبطهم.

وقام فريق أمني، بمعرفة المباحث الجنائية بإشراف اللواء عمرو إبراهيم، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، بأخذ المتهمين لمكان ارتكاب الواقعة، وأرشدوا عن "المقبرة"، التي دفنوا بها المجني عليه.

وفي وقت سابق، كان قد تبلغ لمديرية أمن الجيزة، باختفاء "سائق" عن منزله لمدة 14 ساعة، وبمواجهة ابن المجني عليه، بجثة والده، أقر بأنها تخصه، وأن والده كان يعمل "سائق أجرة" على السيارة المملوكة لشخص آخر، وتسلم الابن متعلقات والده، وحُرر محضرا بالواقعة.

وواصلت نيابة جنوب القاهرة تحقيقاتها في الواقعة، وأمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق، وكلفت رجال المباحث بسرعة التحريات لمعرفة سبب الجريمة ودوافعها.