تفاصيل آخر 24 ساعة بحكم بشار الأسد، سقوط مجاني وهروب مُعد قبل أسبوع
سقوط بشار الأسد
عبد الرحمن المصري
منذ نحو 13 عامًا والكر والفر يحكم المشهد في سوريا، بين بشار الأسد الرئيس السوري السابق والقوات الأمنية من جهة، والفصائل السورية المعارضة من ناحية أخرى.
تفاصيل سقوط «الأسد» السريع
خلال الأسبوع الماضي، تمكنت إحدى الفصائل السورية التي تدعى جبهة تحرير الشام، المدعومة من تركيا، من اختراق دفاعات مدينة حلب، محققين تقدمًا كبيرًا في هذا الحراك المسلح.
وخلال 24 ساعة فقط، سقطت أربع مدن من سيطرة حكومة الأسد، وهي كل من درعا والقنيطرة والسويداء وحمص.
ولم يتوقع أحد أن تفتح حركة تحرير حلب باقي البوابات نحو العاصمة السورية دمشق، حيث تهاوت حصون المدن والمناطق التى تقع تحت سيطرة النظام السوري السابق تباعًا.
وقبل الدخول إلى دمشق سيطر المتمردون على سجن صيدنايا في ضواحي دمشق، بهدف تحرير السجناء دون استثناء، وهي الرسالة التي كانت بمثابة طلقة التهديد الأخيرة للنظام السوري، من جانب المعارضين، والتي أشارت إلى قرب وصولهم نحو القصر الرئاسي.
قبل نحو 6 سنوات، وتحديدًا في عام 2018، وصلت قوات المعارضة السورية إلى تخوم دمشق، فيما حاصرهم الجيش السوري وأعاد بعد ضغوط ومعارك ضارية سيطرته على المناطق المسيطر عليها من جانب المعارضين، والتي كانت على مشارف العاصمة السورية.
ليلة أمس حينما اقتحمت قوات المعارضة السورية سجن صيدنايا، أدرك النظام السوري برئاسة بشار الأسد، أنه في خطر كبير، وبدأ تنفيذ الخطة البديلة للرحيل والهروب خارج البلاد.
وبذلك تمكنت الفصائل المسلحة بقيادة أبو محمد الجولاني، القائد الأعلى لـ «هيئة تحرير الشام»، من بسط نفوذها على دمشق وحلب وحمص وحماة، دون مقاومة تذكر من جانب القوات المسلحة السورية.
غادر الرئيس بشار الأسد الأراضي السورية في الساعات الأولى من ليلة الأحد التي وافقت تاريخ 8 ديسمبر 2024، فيما أكدت تقارير محلية، وأخرى نشرت في الصحافة الأجنبية أنه غادر عبر طائرة خاصة.
تقارير سورية داخلية، نقلت عن أحد فصائل المعارضة، تحرير دمشق من الأسد، موجهة تعليماتها لمقاتليها عدم المساس بالمباني العامة في العاصمة، حيث وضعوها تحت إدارة رئيس الوزراء غازي الجلالي، كما عممت تعليماتها بعدم إطلاق الرصاص في الهواء، منعًا لترهيب المواطنين السوريين من غير المنتمين لأي فصيل.
ما السر وراء هذا السقوط المدوي للنظام السوري وحزب البعث؟
منذ قيام الثورة السورية في أغلب المحافظات، تلقت العديد من فصائل المعارضة تسليحها إما بمدد من تركيا أو القوات الأمريكية ونظيرتها الأوروبية، وفي المقابل كان المدد للنظام السوري من روسيا وإيران وحزب الله بالسلاح والعتاد والأفراد.
ونظرًا لتوالي الأحداث منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتي استنزفت موارد موسكو وأموالها، فضلًا عن الإخفاقات والخروقات التي تعرض لها الداخل الإيراني منذ اغتيال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، بداية 2020، فضلًا عن سقوط حزب الله بعدما اغتالت إسرائيل رئيسه، حسن نصر الله، فقد توالى سقوط أهم الداعمين لنظام الأسد، ولذا وجد بشار نفسه وحيدًا وسط ملايين المعارضين الذين بيتوا ثأرهم معه منذ 13 عامًا.
تقارير أجنبية أكدت أن الرئيس السابق لسوريا استغاث بحليفته الأولى روسيا، لكنه لم يلق قبولًا لديهم، وتركوه يلقى مصيره، وإن كانوا أمنوا له ملجأ ولذويه من قبله وأقربائه من الصف الأول.
رحل الأسد، وترك خلفه بلدًا جريحًا، يعاني فراغًا سياسيًا وعلى شفا إفلاس اقتصادي، وعلاقات خارجية في أحط مراحلها، وسط مصير مجهول في ظل وصول فصائل معارضة قفزت على حراك الثوار الذين عانوا من بطش أعوان الرئيس السابق.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من يتوج بكأس التحدي في بطولة إنتركونتيننتال؟
-
الأهلي المصري
-
باتشوكا المكسيكي
أكثر الكلمات انتشاراً