خبير سياسي: سقوط نظام بشار الأسد كان متوقعًا ومستقبل سوريا يواجه تحديات معقدة

أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن سقوط نظام بشار الأسد لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا في ظل التطورات الميدانية الأخيرة، موضحًا أن فصائل المعارضة حققت تقدمًا سريعًا خلال الأيام الماضية دون مواجهة مقاومة تُذكر من الجيش السوري، وهو ما اعتبره مؤشرًا واضحًا على انهيار النظام.

السيناريوهات المطروحة أمام الأزمة السورية

وفي حديثه عن مستقبل سوريا، أشار إسماعيل خلال تصريحات خاصة لـ موقع الجمهور الإخباري، إلى أن السيناريوهات المطروحة أمام الأزمة السورية تحمل تعقيدات كبيرة، موضحًا أن السيناريو الأول يتضمن انتقالًا سلميًا للسلطة عبر مشروع تفاوضي بين فصائل المعارضة، لكنه شدد على أن هذا الخيار قد يحتاج إلى وقت طويل لتحقيقه بسبب تباين الرؤى والمصالح بين الأطراف المختلفة.

كما حذر الدكتور محمد صادق إسماعيل من أن سوريا قد تواجه سيناريو قاتم يتمثل في تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية، وهو ما وصفه بـ"السيناريو الأسوأ" للدولة السورية، مشيرًا إلى أن المعارضة التي تقود العمليات على الأرض تضم فصائل مصنفة كجماعات إرهابية، مما يزيد من تعقيد المشهد، مضيفًا، أن هناك مخاوف حقيقية من تدخل شخصيات بارزة مثل أحمد الشرع، المعروف بـ"الجولاني"، الذي قد يستغل الوضع لصالحه، مما يعمق الأزمة.

الانقسام الطائفي بين الفصائل السنية والشيعية 

وأوضح رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الانقسام الطائفي بين الفصائل السنية والشيعية يزيد من احتمالية تكرار سيناريو تقسيم الدولة السورية، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو سيكون له تداعيات خطيرة على استقرار البلاد والمنطقة بأكملها.

واختتم الدكتور محمد صادق إسماعيل حديثه بالتأكيد على أن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، معتبرًا أن الوضع الحالي يحتاج إلى مشروع سياسي شامل لإعادة بناء الدولة، مشددًا على أن المشهد لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار محدد للأزمة السورية.