كندا تتوحد لمواجهة ترامب والرسوم الجمركية كلمة السر

ضاعفت الحكومة الفيدرالية الكندية جهودها لتجنب التعريفات الجمركية الكارثية المحتملة من أقرب حلفائها، لكن القادة الإقليميين ألمحوا إلى استراتيجيات متباينة ردًا على التهديد الحمائي من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

اجتماعات ترودو

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، عقد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اجتماعا نادرا مع منافسيه السياسيين لإطلاعهم على اجتماع مفاجئ مع ترامب في منتجعه بولاية فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وحضر التجمع في أوتاوا حليف ترودو السابق جاجميت سينغ من الحزب الديمقراطي الجديد وبيير بواليفير، زعيم حزب المحافظين وخصم ترودو الذي يتنافس على منصب رئيس الوزراء في الأشهر المقبلة.

تهديدات ترامب

وهدد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بفرض رسوم مدمرة بنسبة 25٪ على جميع السلع والخدمات من المكسيك وكندا، وتعهد بالإبقاء عليها حتى "الوقت الذي تتوقف فيه المخدرات، وخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين عن هذا الغزو لبلدنا".

وتشترك معظم مقاطعات كندا في حدود برية مع الولايات المتحدة، ويتجه حوالي 75% من صادرات البلاد إلى الأسواق الأمريكية.

وتختلف هذه الأرقام بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالاقتصادات الإقليمية. فالأقاليم المطلة على المحيط الأطلسي ترسل ما لا يزيد عن 20% من صادراتها إلى نظيراتها الجنوبية. 

وترسل ألبرتا ما يقرب من 90% من صادراتها إلى الولايات المتحدة، والغالبية العظمى منها من النفط، وغذا كانت أونتاريو دولة، فإنها ستكون ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

جيران أمريكا

وأشار رئيس وزراء المقاطعة دوج فورد إلى التاريخ المشترك مع جيرانه الأمريكيين - وما يقرب من 500 مليار دولار كندي من التجارة السنوية - في إعلان مدته 60 ثانية سيتم عرضه في السوق الأميركية بما في ذلك على قناة فوكس نيوز وخلال مباريات الدوري الوطني لكرة القدم مع ملايين المشاهدين.

كما كرر فورد التحذيرات من أن هذا الإجراء سوف يرتد على المستهلكين الأميركيين، وقال لوسائل الإعلام المحلية: "1000٪ أنه سوف يضر بالولايات المتحدة. يستيقظ تسعة آلاف أميركي كل صباح لبناء المنتجات وقطع الغيار لأونتاريو، والعملاء في أونتاريو، متابعا :"رسالتي إلى ترامب هي لماذا؟ لماذا تهاجم أقرب صديق لك، وأقرب حلفائك؟"

ويتم إرسال ما يصل إلى 85% من صادرات أونتاريو إلى الجنوب، حيث تتجه الغالبية العظمى منها إلى صناعة السيارات.

وفي كولومبيا البريطانية، حيث يرتبط جزء أقل من اقتصادها بالولايات المتحدة، تعهد رئيس الوزراء ديفيد إيبي بالبحث عن أسواق أخرى للتصدير.

وقال إيبي "سنواصل عملنا لتوسيع فرص التجارة هذه"، في إشارة إلى الجاذبية المتزايدة للأسواق الخارجية لمقاطعة مطلة على المحيط الهادئ.

وتشير أرقام التجارة الإقليمية إلى أن ما يقرب من نصف صادرات المقاطعة، بما في ذلك الأخشاب اللينة والفحم المعدني، من كولومبيا البريطانية متجهة إلى الولايات المتحدة.

ونظرا لرد ترامب السابق على تهديداته بشأن الرسوم الجمركية، فقد أثار تحذيره الأخير حالة من التدافع في أوتاوا، حيث نجح ترودو في تأمين اجتماع مع ترامب في مار إيه لاغو، ليصبح أول زعيم لمجموعة السبع يلتقي بالرئيس المنتخب منذ الانتخابات الأمريكية .