من المشرق إلى المغرب.. كيف يحتفل المسلمون بالمولد النبوي؟

أيام قليلة ويحل علينا المولد النبوي الشريف، وهو احتفال ديني يشارك فيه الوطن العربي والعالم الإسلامي في جميع بقاع الأرض ولكن شعب عاداته وتقاليده عند الاحتفال بهذه المناسبة الروحانية والتي تتنوع من بلد لآخر ومن ثقافة شعب لآخر.

وفي هذا التقرير نستعرض لكم كيف يحتفل العالم بذكرى المولد النبوي الشريف من مشارق الأرض إلى مغاربها.

احتفالات المولد النبوي في مصر

للمولد النبوي الشريف مكانه خاصة في نفوس وقلوب المصريين، تمتد مظاهر الاحتفال به لأكثر من 1000 عام، ولأهمية اليوم تمنح الدولة للعاملين فيها إجازة رسمية للاحتفال بالمولد النبوي، تقضي العائلات أوقات الاحتفال معا حيث يقدم للطفل الصغير حصان من الحلوى وللفتيات عروس من الحلوى كما تشهد الشوارع توزيع حلوى المولد النبوي التي تتنوع بين الفولية والسمسمية والحمصية وغيرها من الحلوى اللذيذة.

كما يذهب المصريون لأداء جلسات الذكر في المساجد والتي تبدأ من عصر يوم المولد النبوي وحتى فجر اليوم التالي، حيث الأناشيد التي تمدح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، كما تشهد خارج المساجد حلقات الذكر على الطريقة الصوفية، ومن المساجد التي تشهد هذا الاحتفال كل عام مسجد الحسين والسيدة زينب.

المولد النبوي في فلسطين

يحتفل الفلسطينيون كل عامك بالمولد النبوي الشريف ويرفعون الأعلام الإسلامية بهذه المناسبة، كما يوزعون الحلوى على بعضهم البعض وخاصة حلوى المشبك التي تعد خصيصا لهذا الاحتفال الي جانب الأناشيد الدينية التي تعلو الشوارع الفلسطينية، ومن أهم الشعائر الدينية التي يتمسك بها الفلسطينين كل عام هو تجمعهم بالمسجد الأقصى حيث أسرى النبي عليه الصلاة والسلام للسماء العليا.

الاحتفالات في سوريا

بمجرد رؤية هلال شهر ربيع الأول شهر ميلاد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، يبدأ أهل سوريا بالاحتفال يوميا حتى قدوم ليلة ميلاد النبي كما تعلق المصابيح بالشوارع وتوزع ألذ أنواع الحلوى الدمشقية بالشوارع، إلى جانب حلقات الذكر والإنشاد الديني وكلها في مدح النبي، حتى أن هذا الشهر لا يكاد يسمع شيئا في شوارع سوريا سوى المدح وحلقات الذكر.

احتفالات المولد النبوي في تونس

تحتفل تونس بالمولد النبوي بحلقات الذكر التي تقام بمسجد عقبة ابن نافع بمدينة القيروان، حيث يأتي جميع أهل تونس من كل المدن لحضور الاحتفال بالمسجد الأعظم حيث أمر عقبة ابن نافع ببنائه وبناء القيروان لتكن مدينه للمسلمين، ويزين المسجد بالإضاءة وتقام فيه حلقات الذكر على الطريقة الصوفية.

احتفالات تونس بالقيروان

ومن عادات شعب تونس إعداد طعام العصيدة للاحتفال بهذه المناسبة، وهي طعام مكون من الدقيق والماء والسمن والزيت والعسل وهي حلوى شعبية وتزين بالمكسرات والبندق، كما يفضل أهل تونس إتمام الخطوبة وقراءة الفاتحة وتقديم الهدايا للعروس يوم المولد النبوي الشريف.

الاحتفالات في الجزائر

يتجمع أهل الجزائر في تجمعات عائلية حيث يتم قراءة القران والذكر وإشعال البخور في المنازل، كما أن لديهم تقليد ثابت ومتوارث وهو تبادل الزيارات وتهنئة بعضهم البعض بالمولد النبوي ومن التقاليد الهامة ارتدائهم للزي الجزائري التقليدي.

تضع مساجد الجزائر برامج دينية مميزة خاصة بالاحتفال بهذه المناسبة، كما تشهد بعض المساجد حلقات الذكر وإقامه المسابقات وتوزيع الجوائز على الفائزين.

ومن أشهر عادات الجزائر إقامة وليمة طعام يدعى إليها الأهل والأقارب والأصدقاء، تضم الوليمة مأكولات تقليدية، مثل والكسكسي باللحم أو الدجاج المشويات، والرتشة «وهي وجبة تحضر بالدجاج والبيض والخضروات»، وغيرها من الأكلات المتعارف عليها لدى الشعب الجزائري، كما يتم تناول حلوى «الجوزية» و«الرفيس» و«الطمينة» في هذا اليوم احتفالا بالمولد النبوي الشريف.

احتفالات المغرب

يستقبل المغاربة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشراء زيًا جديدًا من الجلباب المغربي التقليدي وإعداد الوجبات المغربية ومنها وجبه الكسكسي بالدجاج، وحلوى ويتم الاحتفال بالمولد النبوي منذ اليوم الأول من الشهر ربيع أول وحتى يوم مولد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، كما يتم إنارة المساجد والشوارع بالأنوار الزاهية وإقامة حلقات الذكر والمديح ومن أشهر القصائد التي تردد في الاحتفال قصيدة «البُردة» في مدح النبي للأمام البوصيري.

احتفالات المولد النبوي العراق

احتفال مسجد الاعظمية بالمولد النبوي

يستقبل العراقيون المولد النبوي بتزين الشوارع والبيوت بالزينة وإقامة الولائم وتوزيع الحلوى والعصائر، ومن أكثر المدن العراقية التي جذبت الأنظار اليها مدينة «الأعظمية» حيث تستقبل المدينة المولد النبوي بإضاءة مئذنة مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان وباحته بالمصابيح الملونة، كما تُزين متاجرها والمباني بها بأزهى الأشرطة الملونة.

السودان

احتفال السودان بالمولد النبوي

على الرغم من الظروف القاسية التي يمر بها الشعب السوداني، غير أنه لا يتوانى عن الاحتفال بذكرى المولد النبوي وإن كانت الاحتفالات تضيق كل عام بسبب ظروف الحروب، ولكنهم متمسكين بالخروج في مسيرة لمدح النبي مرتدين ثياب وأوشحة بعلم السودان، يخرجون لمدح النبي واقامه حلقات الذكر حتى تأتى ليلة المولد النبوي فتقام الاحتفالات والذكر على الطريقة الصوفية.

احتفالات المولد النبوي في تركيا

يحتفل المسلمون في تركيا بالمولد النبوي الشريف وتربطهم علاقة روحانية بالاحتفالات الإسلامية، ومحاولات الكثير منهم لتعلم اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن، فنجد احتفالات المولد النبوي في تركيا تتم في المساجد بتلاوة القرآن وذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، كما يقومون بقراءة سيرة النبي أو الاستماع لها.

يرجع احتفال الأتراك بالمولد النبوي إلى عهد عهد الملك مظفر الدين التركماني حاكم ولاية أربيل بالعراق، حيث أقام الاحتفال الأول بالمولد النبوي عام 1190.

يقوم التجار الباعة في شوارع تركيا بخفض أسعار السلع بمناسبة مولد النبي عليه الصلاة والسلام، لترسيخ صفات ومعاني الكرم والمحبة والشعور بالآخرين، كما يوزع الأتراك الحلوى وكعك السميد في الشوارع.

الاحتفالات في الصين

يحتفل مسلمو الصين باستقبال المولد النبوي بختم القرآن الكريم وصوم يوم الاثنين، وإقامة أكبر تجمع ديني على الطريقة لصوفية لمدح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث يتم اجتماع الناس في مكان يطلقون عليه «التكية» من أجل الاستعداد لختم القرآن الكريم، يقرأ الرجال القران في حين تستمع النساء في مكان آخر للقراءة وذكر النبي ومدحه.

الاحتفالات في ماليزيا وإندونيسيا

يخرج مسلمو آسيا في مسيرات دينية في الشوارع، وكرنفالات ملونة، كما يجتمعون في ساحة المساجد للذكر وقراءة القرآن وترديد الابتهالات وسماع دروس السيرة النبوية، بالإضافة إلى توزيعهم وجبات الطعام والحلوى على المحتاجين.

احتفالات المولد النبوي في أوروبا

يجتمع مسلمو أوروبا والجاليات المسلمة من مختلف البلاد في ساحات المساجد؛ لقراءة القرآن والاستماع إلى السيرة النبوية ومدح النبي، كما يتم توزيع الحلوى على الأطفال وتهنئة بعصهم البعض.