باحث دولي لـ «الجمهور»: ترامب سيحاول إرضاء «الاحتلال» والجنائية الدولية لا تملك تنفيذ قرارها

لن يتم تنفيذ قرارات الجنائية الدولية ضد نتنياهو وجالانت

“الجنائية الدولية” ستعامل نتنياهو وجالانت كأي متهم آخر

ترامب سيحاول إرضاء كيان الاحتلال فور توليه منصبه

غزة تختلف عن لبنان وإسرائيل انتصرت على حزب الله

لا زال جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرًا في عدوانه الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية، حيث لم يتوقف لحظة في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام، بالإضافة إلي الضاحية الجنوبية في بيروت بالرغم من قرار وقف إطلاق النار في لبنان.

وبالرغم من أن المحكمة الجنائية الدولية أعلنت إصدار مذكرة لاعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق في حكومته يوآف جالانت، إلا أن القرار أعُلن رسميًا بعد شهر من انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الامريكية للمرة الثانية، وتحديدًا قبل تنصيبه وتوليه الرئاسة في 20 يناير من العام القادم.

وعلى خلفية تلك الأحداث كان لـ موقع الجمهور الإخباري هذا الحوار الخاص مع الباحث في منتدى الشرق الأوسط، أحمد عطا، والذي كشف لنا النتيجة المترتبة على قرار المحكمة الجنائية الدولية، ومصير القضية الفلسطينية قبل انتهاء ولاية بايدن وبداية فترة ترامب، بالإضافة إلي تأثير قرار وقف إطلاق النار في لبنان على غزة.

وإلــى نـــص الـــــــحــــــوار.......

ما تعليقك على قرار المحكمة الجنائية الدولية؟

قرار المحكمة الجنائية الدولية يحكمه اعتبارات تتعلق بمصالح مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، في حالة إذا رغبت الدول الأوروبية في تسليم نتنياهو، ولكن هذا لن يحدث، فالمؤسسات المالية اليهودية في أمريكا وأوروبا تتحكم بنسبة كبيرة في منع أي تهديدات تتعلق بدولة كيان الاحتلال، لهذا فالقرار لا يعتد به إلا إذا تم بالفعل.

هل ستنفذ الجنائية الدولية قرار اعتقال نتنياهو وجالانت؟ 

المحكمة لا تملك تنفيذ القرار ولكنها تملك إصداره، حيث تلتزم جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وعددها 124 دولة بموجب النظام الأساسي للمحكمة باعتقال وتسليم أي فرد صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة إذا وطأت قدماه أرض أي دولة منهم، ولكن المحكمة لا تملك وسائل لتنفيذ مثل هذا الاعتقال، فهي لا تملك قوة شرطة، وبالتالي فإن اعتقال من تصدر بحقهم أوامر اعتقال لابد أن يتم بواسطة دولة عضو أو دولة متعاونة.

ما الإجراءات المتبعة حال تنفيذ أمر اعتقال نتنياهو أو جالانت؟

هناك 124 دولة أعضاء داخل المحكمة الجنائية الدولية، فإذا تم بالفعل اعتقال نتنياهو أو جالانت في أي دولة منهم، فسيتم نقل المتهم إلى لاهاي، وستتعامل المحكمة الجنائية الدولية مع نتنياهو أو جالانت كأي متهم آخر.

وكذلك من الممكن أن يُحاكم نتنياهو وجالانت بحسب الظروف، لكن من المؤكد هو أن أمر القبض أو الاعتقال لا يعني بالضرورة وجود أدلة كافية لإدانتهما.

 ترامب وبايدن، القضية الفلسطينية إلى أين بعد وقف الحرب في لبنان؟

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لديه مشروعه الخاص سياسيًا واقتصاديًا، بعد توليه رئاسة أمريكا، بالإضافة إلى أن هناك حزمة من المشاكل الداخلية تدق عنق الجمهوريين وترامب مثل الهجرة غير الشرعية من المكسيك، وإغراق أمريكا بالمخدرات، والعنف المسلح بين الشباب، بالإضافة إلى تخفيض التضخم، ووضع حواجز جمركية أمام الواردات الصينية.

ويأتي ذلك إلى جانب إرضاء كيان الاحتلال الإسرائيلي بدون اللجوء إلي الحروب المباشرة، وهذا ما سيفعله الرئيس المنتخب «ترامب»، حيث سينفذ مشروع إسرائيل في المنطقة العربية وينهي الحرب في غزة.

هل إنهاء حرب لبنان سيكون دافعًا للتوقف في غزة؟

هناك عدم تشابه بين الملفين، فملف الضاحية الجنوبية في بيروت يختلف تمامًا عن ملف قطاع غزة، فكيان الاحتلال الإسرائيلي حقق مكاسب هائلة في الجنوب اللبناني باغتيال عدد من القيادات الأساسية في حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام، وهذا يكفي إسرائيل.

أما الوضع في قطاع غزة، فهو صعب جدًا، لأن هناك عدد كبير من الرهائن لا تعلم إسرائيل عنهم شيئًا وملف المحتجزين يمثل كابوس لحكومة اليمين المتطرف في كيان الاحتلال، لذلك هناك اختلاف كبير بين الملفين.