"حرب من تحت الترابيزة"، اشتعال وتيرة التصعيد بين روسيا والغرب
بوتين
مارسيل أيمن
تتزايد الحوادث التي تبدو وكأنها جزء من خطة روسيا للتخريب وزعزعة أمن أوروبا، وذلك بداية من انقطاع كابلات الاتصالات في بحر البلطيق، وحرائق متعمدة لشركات أوكرانية في لندن، بالإضافة لاضطرابات في شبكة السكك الحديدية التشيكية، وتعطل أقمار صناعية تلفزيونية عبر القارة.
وفيما يزداد القلق الغربي، تبدو هذه الحوادث ليست مجرد صدفة بل جزءًا من تصعيد استراتيجي في إطار الصراع الروسي الغربي المتواصل.
روسيا تواصل تصعيد أعمال التخريب مع استمرار الحرب في أوكرانيا
حسب تحليل لصحيفة "ذا تليجراف"، فإن روسيا، في إطار تصاعد الحرب ضد أوكرانيا، قد زادت من استهدافها للبنية التحتية الأوروبية عبر عمليات تخريبية متزايدة.
هذه العمليات تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في دول الغرب، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد الحرب الباردة عندما كانت أجهزة المخابرات السوفيتية تشن عمليات سرية ضد الغرب.
تحذيرات من أجهزة الاستخبارات الغربية
وفي وقتٍ حساس، حذر قادة الاستخبارات الغربية من تزايد التهديدات الروسية في أوروبا، فقد أكد كين ماكالوم، مدير جهاز الاستخبارات البريطانية (MI5)، أن روسيا لن تتوقف عن محاولاتها لزعزعة الاستقرار داخل المملكة المتحدة وأوروبا، مشيرًا إلى تصاعد أعمال التخريب مثل الحرق والتدمير.
وأضافت قادة الاستخبارات الغربية أن جهاز الاستخبارات العسكري الروسي أصبح أكثر جرأة في تنفيذ هذه العمليات.
أما في ألمانيا، حذر برونو كاهل، رئيس الاستخبارات الخارجية، من أن هذه "الأنشطة الهجينة" الروسية قد تفضي إلى تصعيد أكبر، وربما تدفع حلف الناتو إلى تفعيل بند الدفاع المتبادل.
وفي تصريح مماثل، تحدث ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، عن "حملة متهورة" من التخريب الروسي في أوروبا، مؤكدًا أن موسكو تستخدم أساليب خطيرة تشمل التهديدات النووية لتخويف الغرب.
أصداء من الماضي إلى الحاضر بسبب التخريب الروسي
وفي سياق متصل، يشعر الخبراء الغربيون بالقلق من التصعيد المستمر، يشير المؤرخون إلى تاريخ طويل من أساليب التخريب الروسية التي تعود إلى أيام الحرب الباردة.
وكان جهاز المخابرات السوفيتي (KGB) متخصصًا في تنفيذ عمليات تخريب ضد الغرب، مثل تفجير خطوط السكك الحديدية أو استخدام الغاز السام في مترو لندن.
الجدير بالذكر أن روسيا تعتمد اليوم، على تقنيات جديدة وأشخاص محليين لتنفيذ عمليات التخريب، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في أوروبا.
تكاليف منخفضة وأهداف بعيدة المدى
وفقًا لتقرير أكاديمي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فإن روسيا تعتمد على أسلوب جديد يتمثل في تجنيد أفراد محليين أو جماعات جريمة منظمة لتنفيذ المهام التخريبية مقابل مبالغ مالية منخفضة جدًا.
وتجعل هذه الاستراتيجية العمليات التخريبية ميسورة التكلفة مقارنة بالاستعانة بضباط استخبارات محترفين، مما يتيح للكرملين تنفيذ خطط التخريب بشكل أكثر سرية وفعالية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع نجاح المبادرة الحكومية لتحويل السيارات من البنزين إلى الغاز؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً