بعد الفشل في احتساب التضخم، الدول الفقيرة تعتبر أموال دعم تغير المناخ «غير كافية»

أكد خبراء اقتصاديون أن الفشل في احتساب التضخم يعني أن اتفاق تمويل المناخ البالغ 300 مليار دولار المتفق عليه في مؤتمر المناخ في جنيف لا يمثل ثلاثة أضعاف التعهدات التي تم المطالبة بها.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، تم إنقاذ المحادثات الدولية في باكو من حافة الانهيار عندما توصل المفاوضون إلى اتفاق تعهدت فيه الدول الغنية بجمع 300 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035. 

الدول الفقيرة تعتبر أموال الدعم “غير كافية”

وعلى الورق، يمثل هذا ثلاثة أضعاف هدف تمويل المناخ السابق البالغ 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020، وقد تم الترويج له على هذا النحو من قبل الأمم المتحدة وغيرها، ولكن النص لا يذكر التضخم، ويغفل توصية مهمة من كبار الاقتصاديين والتي يستند إليها الهدف بشكل فضفاض.

ويعني هذا أن أفقر بلدان العالم سوف تحصل على مبلغ تعتبره بالفعل غير كاف لتلبية احتياجاتها، ولكن هذا المبلغ في الواقع سيكون أقل بمليارات الدولارات لأن المال سوف يفقد قيمته بمرور الوقت، وفقا لتحليل صحيفة الجارديان.

ومن المرجح أن تفقد الأموال التي يتم التعهد بها اليوم نحو 20% من قيمتها بحلول عام 2035، وذلك على افتراض أن متوسط معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية (2.38%) سيستمر في المستقبل، وإذا كانت أسعار الفائدة أعلى فقد تكون القيمة أقل.

وكان الهدف المتمثل في جمع 100 مليار دولار بحلول عام 2020 قد تم تحديده في عام 2009 ولم يتضمن تعديلات التضخم، وإذا كان الأمر كذلك، لكان الهدف قد أصبح 145 مليار دولار بالعملة الحالية للوصول إلى نفس القيمة. 

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فحتى إذا أخذنا عام 2020 كخط أساس لرقم 100 مليار دولار، فإن المساهمات الحالية لابد أن تبلغ نحو 120.5 مليار دولار بسبب معدلات التضخم المرتفعة في السنوات الأخيرة للوصول إلى القيمة المعادلة.

جمع 100 مليار دولار أصبح أسهل في الوصول إليه بمرور الوقت

ورغم أن هدف جمع 100 مليار دولار أصبح أسهل في الوصول إليه بمرور الوقت، فإن الدول المانحة فشلت في تحقيقه حتى عام 2022، أي بعد عامين من الموعد النهائي.

وخلال الأسبوع الأول من مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، قال خبراء اقتصاديون بارزون، بمن فيهم نيكولاس ستيرن، إن الدول المتقدمة يجب أن توفر ما لا يقل عن 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، و390 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035، والأرقام، التي تم حسابها باستخدام قيم الدولار لعام 2022، ستحتاج إلى تحديث.

الأهداف تحتاج إلى التكيف مع التضخم بمرور الوقت

وقال أمار باتاتشاريا، الأمين التنفيذي لمجموعة الخبراء المستقلة رفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة المعنية بتمويل المناخ والمؤلف المشارك للدراسة، قبل الاتفاق على الأهداف: "ستحتاج الأهداف إلى التكيف مع التضخم بمرور الوقت".

وبإسقاط هذه الأرقام في المستقبل باستخدام نفس معدل التضخم التاريخي، فإن الهدف البالغ 300 مليار دولار بحلول عام 2030 سوف يصبح 368 مليار دولار، وسوف يتعين تعديل الهدف البالغ 390 مليار دولار إلى 538 مليار دولار ليكون متوافقا مع اتفاق باريس للمناخ.

عواقب المسألة الفنية في تمويل التكيف المناخي

وأعربت البلدان النامية والاقتصاديون المشاركون في مفاوضات مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين عن قلقهم إزاء عواقب هذه المسألة الفنية.

وقال مايكل جرينستون، أستاذ الاقتصاد في جامعة شيكاغو، إن من أساسيات الاقتصاد والعدالة أن يعوض الناس أولئك الذين يؤذونهم، وشبه هدف 300 مليار دولار بـ "كأس نصف لتر يحتوي الآن على بضع قطرات من الماء.