طبول الحرب تُقرع بين أرمينيا وأذربيجان.. وكاراباخ كلمة السر
الصراع الأرميتي الأذري
أيمن عبدالمنعم
على مر التاريخ خُلقت العديد من النزاعات، والتي ظلت قائمة على مدار عقود طويلة من الزمان، كذلك النزاع الذي نشأ منذ عشرات السنوات بين أرمينيا وأذربيجان، حول المنطقة المسماة بجمهورية أرتساخ حسب ما تعترف بها أرمينيا، إلا أن أذربيجان والعالم الدولي لا يعترف بذلك الاسم، حيث يرى أن تلك المنطقة هي إقليم تابع لأذربيجان طبقًا للاعتراف الدولي.
إلا أن هذا الاعتراف لم يلق استحسان الطرف الأرميني، حيث ترى أرمينيا أن تلك المنطقة هي منطقة ذات سيادة مستقلة ويجب أن تعامل على ذلك الأساس، ما جعل النزاعات بين كل من أرمينيا وأذربيجان، قائمة على مدور عقود طويلة من الزمان.
حرب المرتفعات الأولى
على الرغم من أن جذور النزاع القائم بين يريفان وباكو، تعود إلى عهد جوزيف ستالين رئيس الاتحاد السوفيتي السابق، بعد أن قام ستالين عام 1923 بضم تلك المنطقة إلى السلطة الأذرية عن طريق ترسيم حدود إدارية تجعل تلك المنطقة تقع بصورة كاملة داخل حدود دولة أذربيجان، على الرغم من رفض سكان تلك المنطقة الانضمام لسيادة أذربيجان، ورغبتهم في الوجود تحت السيادة الأرمينية.
إلا أن المشكلة تفاقمت بصورة أكبر في الفترة من الـ 1988 حتى الـ 1994، في أعقاب حرب المرتفعات الأولى، أو بتسمية أخرى حرب أرتساخ الأولى، والتي قامت عقب قيام برلمان أرتساخ التي تعتبر نفسها دولة منفصلة السيادة وهذا في حالة استمرار خضوعها للاتحاد السوفيتي، أو إقليم أرميني حسب ما يرى ممثلو الإقليم وسكانه، ففي فبراير من 1988، قام برلمان منطقة أرتساخ بخلق تصويت بين أعضائه، والذي انتهى بطلب تلك المنطقة الانفصال نهائيًا عن أذربيجان إداريًا وسياسيًا، وفق ما نتج عن الاستفتاء.
وكان سقوط الاتحاد السوفيتي هو شرارة اندلاع الحرب الأولى بين أرمينيا وأذربيجان في عام 1992، ذلك الصراع لم يحقق غاية أرتساخ النهائية بل تسبب في تشريد مئات الآلاف من سكان المنطقتين، والتي لم تنته إلا بمعاهدة روسية عقدت عام 1994.
الحرب الثانية.. تركيا في تدعيم خطوط الأذريين
لم تكف المبادرة الروسية الأولى التي عُقدت عام 1994 لفض النزاع القائم بين أرتساخ بدعم أرميني وأذربيجان، ليأتي عام 2020 بإصدار جديد من الحرب الأولى، وهي حرب المرتفعات الثانية، والتي ظهر فيها طرف نزاع جديد متمثل في تركيا، التي أعلنت تواجدها في تلك الحرب كعنصر داعم للقوات المسلحة الأذرية، والتي نتج عنها الاستيلاء الأذري على منطقة شوشا الواقعة داخل حدود أرتساخ «كاراباخ»، انتقل المسار بعدها إلى توقيع اتفاقية جديدة لوقف اطلاق النيران برعاية روسية مرة أخرى، والتي وُقعت بوساطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف.
هدنة تنكس للمرة الثالثة
وعلى الرغم من توقيع هدنة بين أرمينيا وأذربيجان في نوفمبر 2020، إلا أن تلك الهدنة أخذت طريقها الطبيعي إلى التنكيس مرة أخرى، في 2023، بالتحديد في الـ 19 من سبتمبر الجاري.
والذي بدأ في صباح الثلاثاء، بتصريح عن وزارة الدفاع الأذرية، تقول فيه إن الجيش الأرميني قام بتنفيذ هجمات مختلفة على مناطق تابعة لسيادته في كاراباخ، إلى جانب قيامها بعملية أسمتها باكو عملية تطهير الإرهاب في المنطقة.
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء الأرميني، عن اعتزام أرمينيا بتوقيع اتفاقية سلام بينها وبين أذربيجان لتوفير الجهود والنفقات في سبيل إرساء قواعد السلام، إلا أن الرد الأذري جاء معلنًا عن تأجيل أي خطوات للسلام إلى حين انسحاب يريفان من كاراباخ.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً