خبير شؤون آسيوية: عزلة روسيا خلقت مجالا للتقارب مع كوريا الشمالية
د. أحمد قنديل
أيمن عبدالمنعم وشيماء حمدالله
قال الدكتور أحمد قنديل خبير الشؤون الآسيوية، إن روسيا وكوريا الشمالية هم أكثر الدول معاناة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عليها، وأن اللقاء الذي جمع بين كلًا من روسيا وكوريا الشمالية هو اصطفاف لمواجهة تلك العقوبات الغربية المفروضة من جهة، إلى جانب تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي من جهة أخرى.
وأضاف في تصريح لـ«الجمهور»، أن كوريا الشمالية ترى أن روسيا هي عضو دائم لدى مجلس الأمن، ما يعكس قدرة الأخيرة على إيقاف أي عقوبات قد يوجهها مجلس الأمن ضد بيونج يانج، إذا ما جددت كوريا تجاربها النووية أو الصاروخية مرة أخرى.
أسلحة كوريا الشمالية
وأوضح «قنديل» أن روسيا في الوقت نفسه استطاعت الحصول على أسلحة من كوريا الشمالية، والتي تمثلت في القذائف التي كان يعاني الجيش الروسي وجود عجز فيها، ما عزز من الموقف الروسي بصورة أكبر في حربها ضد أوكرانيا، إلى جانب ذلك، يوجد العديد من المصالح المشتركة التي تجمع بين موسكو وبيونج يانج سواء على المستويات السياسية، أو الاقتصادية بين الجانبين، وهو ما قد يؤكد تلك الزيارة.
وأكد خبير الشئون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن العزلة التي تعانيها كوريا الشمالية هي ليست عزلة داخلية إنما هي عزلة ناتجة من النووية التي فُرضت بصورة كبيرة عليها من قبل الأمم المتحدة والدول الغربية، عقب بدأ بيونج يانج العمل على التجارب النووية والصاروخية منذ 2007.
فك عزلة كوريا الشمالية
كما أوضح، أن كوريا الشمالية ترغب في فك تلك العزلة، إلا أن إصرار «بيونج يانج» على استخدام الأسلحة النووية وامتلاكها صورايخ لديها القدرة على العبور إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هو ما يجعلها غير قادرة على الاندماج مع العالم، ما جعل أيضَا رفع العقوبات عنهم والعزلة الدبلوماسية أمر في غاية الصعوبة.
وأشار خبير الشئون الآسيوية، إلى أن ذلك يجعل العزلة التي تعانيها روسيا في الوقت الحالي هي مجال للتقارب بين كوريا الشمالية وروسيا، مؤكدًا أن تلك العزلة لن تنتهي إذ قررت كوريا الشمالية ذلك لأنها مرتطبة بالعقوبات المفروضة من مجلس الأمن وليس بمجرد قرار داخلي، وأن روسيا لن تستطيع فك الحصار عن كوريا الشمالية وحدها، خاصًة وأن كوريا الشمالية ليست الشريك التجاري أو الدبلوماسي الأول بالنسبة لروسيا.
وقال الدكتور أحمد قنديل، إنه على الرغم من تلك الزيارة، إلا أن كلًا من روسيا والصين تعارضان بشدة فكرة وجود أي أسلحة نووية داخل كوريا الشمالية، لأن امتلاكها أسلحة نووية يؤثر بشكل كبير على موازين القوى بمنطقة شرق آسيا، وأن روسيا والصين تسعيان للحفاظ على استقرار المنطقة المشهود في الوقت الحالي.
اتفاق روسي كوري شمالي
وأوضح خبير الشئون الآسيوية، أن تلك الزيارة قد ينجم عنها اتفاقيات بين كوريا الشمالية وروسيا في مجالات التسليح، واستيراد النفط الروسي من قبل كوريا الشمالية، لكن سيقتصر هذا التعاون على المستوى الثنائي فقط بين الدولتين ولن ينمو إلى المستوى الدولي، موضحًا، أن التعاون المحتمل بين البلدين قد يسفر عنه فرض عقوبات جديدة على موسكو وبيونج يانج، إلى أنه قد يسفر عن إثارة القلق لدى الصين، خاصًة وأنها بالنسبة للدولتين هي شريك أساسي، إلا أنه إذا أُشركت الصين في ذلك التعاون، سيخلق حالة من الحساسية والدولية.
وأكد «قنديل»، أن الهدف الأساسي من تلك الزيارة هو تعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي بين الدولتين، لكنه لا يعتقد أن تقوم روسيا بالافصاح عن تلك الاتفاقيات في الوقت الحالي، لأن ذلك يتعارض مع قرارات مجلس الأمن التي أبدت روسيا الموافقة عليها من قبل، إلى جانب ذلك، فإن روسيا تخضع حاليًا لعقوبات دولية، التي قد تكون بيونج يانج متحمسة لانتهاكها حتى تسبب غضب للقوى الغربية.
وأوضح أنه إذا تم الإعلان عن أي اتفاقيات قوية بين روسيا وكوريا الشمالية في الوقت القادم، على الرغم من أنه مستبعد من وجهة نظره، إلا أنه في حالة حدوث ذلك، سيسبب حالة أشبه بدق ناقوس الخطر في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في آسيا متمثلًة في اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب الصين أيضًا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً