محمد رياض: رفضت العمل مع محمود ياسين في البداية.. ولم أطلب من الزعيم حضور مهرجان المسرح

-مهرجان المسرح أخذ كل وقتي وأخذني من بيتي

-تعلمت الطبخ وقت حظر كورونا وبعمل محاشي بكل أنواعها

-التمثيل يأخذ عمر الفنان

-لم أسطتع تقديم مشاهد تجرح عين المتفرج

-استشير زوجتي في أدواري ولكن رأيي يتحقق في النهاية

«عبدالوهاب عبدالغفور البرعي».. هو شخص ارتبطنا به كثيرًا منذ الصغر وشكل جزء كبير جدًا من شخصيتنا وحياتنا لفترة كبيرة من الوقت، وما زال موجود داخل وجداننا وبمجرد ذكر اسم الملحمة الدرامية «لن أعيش في جلباب أبي»، للفنان الراحل نور الشريف، تستعيد أذهانها فورًا مشاهد «هوبا» ووالده «عبدالغفور» والعلاقة المتداخلة فيما بينهما، والتي تعبر عن حال الكثيرين من الشاب في سن المراهقة.

ليس هذا العمل فحسب، فهناك الكثير من الأعمال الفنية التي قدمها ولها ذكرى خاصة في قلوب المشاهدين، لأنها تمتاز بالاحترام والالتزم بالمعايير الإخلاقية في المجتمع المصري، فعند عرض عمل فني له يرحب الجمهور كثيرًا ويدخل بيت كل مصري دون أي استئذان لأنهم يأمنون على أبنائهم منه، ويدركون جيدًا أنه أفضل مثال للفنان المحافظ، الذي يخاف على كل ابن مصري كأنه ابنه، ومن المستحيل أن يقدم عملًا فنيًا يجرح عين المشاهد المصري مهما كان كبيرًا أو صغيرًا.. هو الفنان محمد رياض.

وأجرى موقع «الجمهور» حوارًا مع محمد رياض، وكشف خلاله العديد من الأسرار عن حياته الفنية والشخصية، إلى جانب طبيعة علاقته بالفنان الراحل محمود ياسين، والد زوجته رانيا.

إلى نص الحوار:

كيف استطعت أن تنجح في تحدي المهرجان القومي للمسرح للمصري؟

أولًا هذا النجاح بتوفيق من الله تعالى، والسبب الثاني يعود إلى عملي في المهرجان من أول يوم كلفت به برئاسة المهرجان من قبل الدكتور نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، وجهزت مبكرًا أنا وكل المجموعة التي معي في المهرجان، واجتهدنا لأقصى درجة ممكن تخيلها، أنا كنت مدرك من البداية أن هذا المهرجان كبير جدًا وأنه من أهم المهرجانات، خاصةً وأنه يتضمن فعاليات حوالي 15 يوم، بالإضافة إلى احتوائه على 37 عرض مسرحي، بجانب أكثر من 30 ندوة سواء متخصصة في المسرح أو ندوات مكرمين وتوقيع كتب، و6 ورش مسرحية بدأنا التجهيز بها مبكرًا.. والحمد لله أنه ظهر بالصورة اللي كنت أتمناها.

من أين جاءت فكرة بدء الورش الفنية قبل شهر من المهرجان؟

كان من المهم أن نبدأ الورش الفنية مبكرًا، وهذه كانت فكرة مدربي الورش، المخرج شادي سرور، ومهندس الديكور والسينغورفيا عمرو عبدالله..«هما قالوا إنهم محتاجين يبدأوا بدري والورش تكون مجمعة»، على سبيل المثال الإخراج والسينوغرافيا والإدارة المسرحية في ورشة واحدة، والتمثيل والإلقاء في ورشة أخرى، وتقدم لهذه الورش أكثر من ألف شخص وتم تصفيتهم إلى 350 شخص، وبدأنا الورش مبكرًا حتى يستفد هؤلاء الشباب أكبر استفادة ممكنة، خاصةً وأنها ورش مجانية مدعمة من وزارة الثقافة.

وكل شيء كان بالمهرجان بالمجان بداية من العروض المسرحية والورش إلى آخره، وهذه الدورة تتميز بالحضور الكبير للشباب، فرواد المهرجان 95% منهم من الشباب سواء كانوا بيمثلوا أو مشاركين في ورش فنية أو مجرد متفرجين، والمهرجان بالكامل كان يتضمن حالة من الحب والبهجة غير طبيعية.

محمد رياض

من صاحب فكرة إطلاق الدورة الـ 16 باسم الزعيم عادل إمام؟

أنا رأيت أن هذا المهرجان كبير جدًا، لذلك اختارت أن تكون هذه الدورة بأكبر اسم لدينا في مصر والوطن العربي كله، واسم الزعيم عادل إمام كان الأنسب، خاصةً وأن المسرح يعتبر بيته، وهو الأساس بالنسبة له، بجانب طبعًا أنه كان نجم سينمائي عظيم وقدم أفلام مميزة، وقدم أيضًا مسلسلات عظيمة، ولكن المسرح كان بالنسبة له حياته.

وتواصلت مع أسرته وأبدوا موافقتهم وبدأت اشتغل على هذه الفكرة، وهو اسم كبير جدًا فكان لابد أن يكون الاحتفاء به يليق باسمه، وأنا لم أرى فقط أن المهرجان يكرم عادل إمام، بل أن مصر بالكامل تحتفل به، خاصةً وأنه مهرجان الدلة و«بتاع مصر»، وهذا كان يحملني عبء كبيرًا جدا لأن لابد أن يظهر هذا المهرجان بأفضل صورة، حتى كل المكرمين كانوا من تحت مظلة عادل إمام، والبوستر والشهادات التقدير والدرع وكل شيء له علاقة بالمهرجان كان باسم عادل إمام.

هل كان لديك تخوف من عدم حضور الزعيم المهرجان خاصةً وأن الدورة باسمه؟

نهائيًا، إطلاق اسم الدرة بالزعيم يعتبر أكبر تقديرًا له، وأنا لم أكرمه حتى أطلب حضوره، عادل إمام أكبر من أي تكريم، ولم أسعى لحضوره و«مكنتش عاوز إنه يبقى موجود هو وأي حد من أسرته وده مكنش في دماغي خالص»، على سبيل المثال إذا أطلقت في دورة من الدورات اسم نجيب الريحاني هل سأطالب أي فرد من أسرته بالحضور.

محمد رياض

هل كانت الفنانة سميحة أيوب تعلم بفكرة إطلاق الدورة المقبلة باسمها؟

لم أتشاور مع أحد نهائيًا في هذه الفكرة، وهي كانت مفاجأة للجميع في حفل ختام الدورة الـ16 من المهرجان القومي للمسرح المصري، بما فيهم فنانتنا الكبيرة وسيدة المسرح العربي، سميحة أيوب، وكانت الدكتورة نيفين الكيلاني على علم بهذه المفاجأة، واتفقنا على هذه الفكرة قبل الختام بساعات قليلة، وبالطبع سميحة أيوب قيمة كبيرة في عالمنا الفني، وطوال فترة رئاستي للمهرجان ستكون هذه الفكرة ثابتة، وسنختار في كل دورة اسم شخص من الذين أثروا في تاريخ المسرح، ومن الممكن أن يكون ممثلًا أو مخرجًا أو مؤلفًا مسرحيًا.

ما تعليقك على غضب بعض النقاد من عدم تكريمهم في المهرجان؟

الذي أثار هذا الموضوع هو الفنان ياسر صادق، مدير المهرجان، هو قال وجهة نظره وهي حقيقية بالفعل، لأن الناقد يأتي ما بعد صنع العمل المسرحي، لكن هو دوره مهم جدًا، مثل الجمهور الذي يعتبر الضلع الرئيسي في العملية الفنية «يعني إحنا بنعمل عروض وبنقدمها لكن لو مافيش جمهور هنعرضنا لمين»، والناقد كذلك دوره مهم جدًا وهو الذي يصحح المسار ويقيم العملية الفنية وشريك أساسي بها، فهو بتحليله للعمل الفني يضع يد الممثل على مناطق القوة والضعف، لذلك له كل التقدير والاحترام.

محمد رياض

ما تأثير توليك رئاسة المهرجان على بيتك وحياتك الشخصية؟

المهرجان أخذ كل وقتي.. «وأخدني من البيت والشغل وكل حاجة»، لأنني كنت أركز جدًا في كل تفصيلة في المهرجان حتى يظهر بصورة لائقة، والحمد لله إن نجاح الدورة الـ16 فاق توقعاتي بكثير وربنا أكرمني.

رانيا محمود ياسين أخبرتنا أن المهرجان حرمهم من «أكلك» وأنك طباخ ماهر.. ما تعليقك؟

هذه حقيقة بالفعل، أنا من أول يوم كلفت به برئاسة المهرجان و«أنا تقريبًا نسيت البيت خالص»، وأريد أن أشكر زوجتي الفنانة رانيا محمود ياسين، وولادي عمر وأدم لأنهم استحملوا فترة غيابي لمدة أربع شهور، أنا كنت غائب عن المنزل وكنت أعود متأخرًا إلى المنزل و«الكام ساعة اللي ببقى موجود فيهم في البيت مبكونش معاهم بردو»، أنا بعشق المطبخ كثيرًا وكنت أطهو أشهى الأكلات، ولكن المهرجان عاق دخولي المطبخ.

محمد رياض

ممن اكتسبت موهبة الطبخ؟

في فترة حظر كورونا التي أعلنتها مصر حينما اجتاح فيروس كورونا البلاد، لم يكن لدي شيء أفعله في المنزل، وأنا بطبعي نشيط وأحب الحركة، فقررت أن أدخل المطبخ وأجرب شيء جديد وشاهدت العديد من فيديوهات الطبخ عبر يوتيوب، «بقعد مثلا اتفرج على 15 فيديو عن الأكلة الواحدة وبعدين أخد من كل حد حاجة وأعمل وصفة خاصة بيا وأنفذها».

محمد رياض

ما أكثر أكلة طهوتها بشكل جيد وأعجبت أسرتك؟

«السي فود والمحاشي والكشري والطبيخ بأنواعه السبانخ والبسلة» جميع هذه الأكلات بالنسبة لي سهلة جدًا.. «بس لسه مرجعتش تاني للمطبخ من بعد المهرجان».

ما العمل الذي يعتبر نقطة تحولك الفني؟

مسلسل «العائلة» يعتبر من أهم المسلسلات التي قدمتني للجمهور، ولكن نقطة التحول في حياتي الفنية بأكملها بالنسبة لي في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي«، لأنه أتاح لي فرصة الانتشار على مستوى الوطن العربي بالكامل، وحتى الآن ما زال للمسلسل صدى كبير.

محمد رياض

حدثنا عن كواليس مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» وتجربة العمل مع نور الشريف وعبلة كامل؟

كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، والنجاح ليس بمدى مشاهدة العمل ولا بالنسب العالية، فمن الممكن أن يشاهد العالم كله عمل معين ولم يعش ويستمر إنما «لن أعيش في جلباب أبي» نجح في أن يعيش ويتحدى الزمن لأكثر من 25 عام مع أجيال مختلفة تماما، «من قريب لقيت واحد جايلي ومعاه بنته عندها 9 سنين وبيقولي هي عاوزة تتصور مع عبدالوهاب»، فهذا يثبت أن الأجيال الحالية ارتبطوا بهذا المسلسل أيضًا، وهذا هو النجاح الحقيقي، وهو حالة خاصة وذكرياته رائعة، ونور الشريف نجم كبير جدًا.

واستفدت منه الكثير على المستوى الفني والإنساني، وعبلة كامل ممثلة استثنائية وعفوية، وأحيانًا لم يكن لدي علم بردود أفعالها، واستمتعت كثيرًا بالعمل معهما، وكنت محظوظ إنني تعاونت مع نور الشريف في ثلاثة أعمال فنية، وكذلك تعاونت مع عبلة في أكثر من عمل فني.

كيف استطعت أن تتحول من دور الابن مع عبلة كامل في «لن أعيش في جلباب أبي» إلى دور الحبيب في مسلسل أخر؟

عبلة ممثلة عبقرية واستثنائية وهي بالمناسبة سنها صغير لكن من كثر ما الناس صدقوا دورها في «لن أعيش في جلباب أبي»، لم يستطعوا أن يستوعبوا دور الحبيب، لأنها جسدت دور أمي أيضًا في مسلسل «هارون الرشيد» والعملين أتوا عقب بعضهما.

رانيا محمود ياسين ومحمد رياض

هل عبلة كامل هي الفنانة التي اعتذرت عن التكريم في المهرجان القومي للمسرح؟

إطلاقًا.. أنا لم أكلم عبلة لأنها طُرحت من قبل في الدورات السابقة وأنا الذي كنت مقترح الاسم لكنها لم ترغب في ذلك، فمن معرفتي بها هي لن تحب الظهور، فهي تتحول أمام الكاميرا، وخارج لوكيشن التصوير شخصية خجولة جدًا، وأنا أحترم كثيرًا هذه المساحة، لأنه في النهاية من حقها أن تختار الوقت الذي تفضل الظهور به.

من الفنان الذي كان له أثر واضح وملموس في حياتك؟

نور الشريف ومحمود ياسين، فهو تأثيره كان أقوى بكثير على المستوى الفني والإنساني، بالإضافة إلى محمود مرسي، إلى جانب عدد من المخرجين من بينهم إسماعيل عبدالحافظ، أحمد توفيق، حسام الدين مصطفى.

محمد رياض

ما الخبرات التي اكتسبتها من الفنان محمود ياسين؟

اكتسبت منه حبه للفن وإيمانه الشديد به، فهو بالنسبة له رسالة، واجتهاده والتزامه كبير جدًا، أما على المستوى الإنساني فاكتسبت منه حبه لعائلته وتواضعه وحنيته وإنسانيته، وهو كان شخص حنين جدًا ربنا يرحمه.

لماذا كنت ترفض العمل معه في البداية؟

كان لدي حساسية شديدة جدًا من العمل مع محمود ياسين، حتى عُرض علي مسلسل «التوبة» وكان من بطولته، ورفضته وقتها وبعدها سألني عن سبب رفضي وقالي «أنت ليه يا محمد مش عاوز تشتغل معايا.. أنت اشتغلت مع نور الشريف ويحيى الفخراني ليه مش حابب تشتغل معايا.. أنا نفسي اشتغل معاك فقولتله هو انا أطول ده أنا ليا الشرف»، وبالفعل ذهبت بعدها إلى شركة الإنتاج وتعاقدت على المسلسل.

محمد رياض

هل توجهون لبعضكما أنت وزوجتك رانيا الانتقادات خلال مشاهدة أعمالكما الفنية؟

«إحنا بيت عادي جدا زي أي بيت مصري».. لكن أحيانا نتناقش حول عمل فني معين، وبالطبع ننتقد بعضنا البعض.. «أنا رانيا بتنتقدني جدًا لو عامل عمل وحش»، على سبيل المثال عندما عُرض علي مسلسل «أولاد عزام» لم ترحب رانيا بالفكرة لأنه عمل كوميدي، ولكن بعد ذلك غيرت رأيها عندما حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا.

محمد رياض ونجله

ماذا أخذت منك مهنة التمثيل؟

التمثيل يأخذ من الفنان عمره و«فجأة بلاقي سنين كتيرة عدت بحسبها بالأعمال التي قدمتها»، لأن طوال فترة التصوير والتواجد في البلوتوه «مش بنلحق نعيش مع الناس اللي بنحبهم»، بالإضافة إلى الوقت الكبير الذي يستغرقه التصوير فمن الممكن أن يصل إلى 15 و18 ساعة أحيانا.. وفجأة نشعر بأن الوقت قد سرقنا.. ولكن في النهاية هي مهنة ممتعة وليست روتينية.. ولو رجع بي الزمن مرة أخرى كنت هدخل التمثيل ثانيةً وأكرر نفس الذي فعلته في البداية.

ما أعمالك الفنية في الفترة المقبلة؟

صورنا جزء كبير من مسلسل «الناقور».. وسنستكمل تصويره قريبًا، وهناك عمل درامي أخرى أنافس به في رمضان 2024، ولكن لم نبدأ تصويره بعد.