بسبب زيادة التعريفة الجمركية، توترات جديدة في العلاقات بين أمريكا والصين

الصين وأمريكا

مارسيل أيمن

A A

دخلت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في مرحلة مضطربة، وذلك عقب عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

ابتعاد عن الدبلوماسية المنهجية

ووفقًا لتقرير شبكة CNBC، يتوقع الخبراء أن يتبنى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، سياسة خارجية تبتعد عن الدبلوماسية المنهجية التي ميزت إدارة الرئيس جو بايدن.

وكانت وزارتي الخزانة والتجارة في إدارة بايدن تدير قنوات حوار دبلوماسي مع الصين، تركز على استقرار الاقتصاد الكلي والتعاون التنظيمي، وساعدت هذه الآليات في فتح قنوات للنقاش حول قضايا هامة مثل التعريفة الجمركية والتكنولوجيا.

دبلوماسية ترامب الشخصية مقابل الهيكلية

ومن المعروف أن الرئيس «ترامب» يفضل الدبلوماسية الشخصية على استخدام الآليات المؤسسية التقليدية، وهذا يعني أن القنوات الدبلوماسية التي أسستها إدارة بايدن قد تشهد تفكيكًا في عهده.

وعلى إثر ذلك، يؤدي هذا التفكك إلى زيادة التوترات بين البلدين وظهور سوء الفهم، وهذا يمكن أن يزيد من المخاطر الاقتصادية، كما يؤدي إلى ردود فعل متسرعة، ويهدد باستقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

التوقعات بشأن التعريفة الجمركية

الجدير بالذكر أن الرئيس المنتخب «ترامب» ألمح خلال حملته الانتخابية، إلى عزمه رفع التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، حيث أشار بعض مستشاريه إلى أن الزيادة قد تصل إلى 60%.

وأوضحت شبكة CNBC أن هذه السياسة تتناقض مع تعريفة «بايدن» التي كانت أكثر استهدافًا وتركز على قطاعات معينة، إذا تم تطبيق هذه الزيادة الكبيرة، فقد تكون لها آثار اقتصادية سلبية على المدى القصير، حيث قد تتسارع عمليات استيراد البضائع قبل تنفيذ التعريفات، مما يؤدي إلى زيادة في تكاليف الشحن والتخزين.

التأثيرات الاقتصادية المحتملة على الأسر والشركات

وأكدت شبكة CNBC، أنه في حال رفع التعريفات، ستواجه الشركات الأمريكية تحديات كبيرة بسبب زيادة تكاليف الشحن، وهو ما قد يؤثر على الأسعار في الأسواق المحلية.

وستكون الأسر الأمريكية، وخاصة ذات الدخل المنخفض، من بين الفئات الأكثر تضررًا من هذه الزيادة في التكاليف، حيث من المتوقع أن ترتفع أسعار العديد من السلع الاستهلاكية، مما يساهم في الضغط على قدرة الأسر على توفير احتياجاتها الأساسية.

الضغط على سلاسل الإمداد العالمية

ومن المتوقع أن تضع زيادة التعريفة الجمركية، ضغطًا إضافيًا على سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يهدد بتعطيل تدفق البضائع في الموانئ الأمريكية، بالإضافة إلى أن أنظمة الموانئ والجمارك التي تعمل بالفعل بموارد محدودة ستواجه صعوبة أكبر في التعامل مع هذه الزيادة، مما قد يؤدي إلى تأخيرات واسعة في نقل البضائع.

وقد يؤثر ذلك بشكل مباشر على الصناعات التي تعتمد على سلاسل الإمداد العالمية، مثل الإلكترونيات وقطاع صناعة السيارات، مما سيؤثر في الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.