فريدة الشوباشي تكتب.. انتصار الحرب وهزيمتها
فريدة الشوباشي
يتحدث العالم كله عن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل للعام الثاني، ضد المدنيين في فلسطين بقطاع غزة والضفة الغربية ثم امتدادها إلى لبنان وسوريا، وهي حرب حظيت باهتمام ملايين البشر الذين عاشوا عشرات السنين، تحت تأثير الأكذوبة الأسطورية التي تأسست عليها مؤامرة بريطانيا، بزرع إسرائيل في الوطن العربي، بوعد بلفور المشؤوم "شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب".
ومنذ أربعينيات القرن الماضي لم تتوقف اعتداءات الدولة الصهيونية علينا، بدعم بريطاني كامل في البداية، ثم الانتقال إلى الدعم الامريكي اللامحدود، بالأموال وأحدث الأسلحة التدميرية.
وقد كشفت حرب الإبادة الإسرائيلية خداع المظلومية الصهيونية، بادعاء أنها تتعرض لعدوان عربي وأن جميع حروبها ما هي إلا دفاع عن النفس ضد الإرهاب العربي.
واستمرأ رئيس الكيان الصهيوني هذه الأكذوبة والتي كانت حجته في حرب الإبادة التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين العزل، خاصة الأطفال والنساء والأطفال في فلسطين وفي الجنوب اللبناني.
وأدت مشاهد الدمار والعدوان إلى استنكار الشباب، خاصة في الولايات المتحدة، إلى التظاهر ضد الممارسات العدوانية ومطالبة الدولة بالكف عن دعم العدوان بأحدث الأسلحة الفتاكة وبالمال، إضافة بالطبع إلى استخدام الفيتو الرهيب لأي قرار أممي يدين إسرائيل حتى بات النتن ياهو، إلى تصعيد وتيرة حرب الإبادة معتمدا في إفلاته من أي عقاب أممي على التباهي الصهيوني بالقدرة على تدمير أكبر كمية من المساكن وتشريد أبنائها بدعوى محاربة الإرهاب أكذوبة لم تعد تنطلي على الأغلبية الساحقة من المتابعين لوسائل الإعلام، لا سيما شاشات التلفزيون التي تزخر بمشاهد لضحايا العدوان يندى لها الجبين.
هذه الحرب الأطول في تاريخ الدولة الصهيونية أثارت استياء ملايين البشر لدرجة أصبح معها الإسرائيليون مرفوضين إنسانيا كما جرى في أمستردام بالدانمرك وكذلك في باريس، حيث اندلعت مظاهرات عنيفة تعرب عن رفضها لوجود إسرائيليين في فرنسا بمناسبة مباراة لكرة القدم في باريس، ومن هنا يتضح انتصار حرب الأسلحة الصهيونية إنما تتضح هزيمتها في القلوب.
فهل يتصور رئيس دولة الاحتلال أنه حقق أدنى انتصار بحرب الإبادة التي يشنها للعام الثاني على التوالي والتي جعلت بعض المحللين الإسرائيليين يتوقعون أن هذه الحرب إيذان بنهاية الدولة الصهيونية والتي نجحت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منع التهجير القصري لأبناء غزة واعتباره خطا أحمر، كما أقنعت العديد من زعماء العالم بخطورة التمادي الصهيوني في رفض قرار الأمم المتحدة الذي ينص على قيام دولتين، فلسطينية، إضافة إلى أخرى إسرائيلية على حدود يونيو عام سبعة وستين.
ونبه الرئيس السيسي على خطورة استمرار العدوان الصهيوني وآثاره المدمرة ليس على الإقليم فحسب، بل على العالم أجمع وهو ما يفسر في رأي الخبراء حرب الشائعات المسعورة ضد مصر لنجاحها في إفشال المخطط الخبيث.
إن خسارة الحرب أهون كثيرا من خسارة القلوب التي يتسع مداها مع كل فجر، بإيمان واثق من زوال المعتدي وانتصار حق الشعوب في الحياة بسلام.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل يستطيع ترامب إنهاء الحرب على غزة ولبنان والصراع الروسي الأوكراني قريبا؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً