الذهب والبترول أول الضحايا، الدولار يعتلي أكتاف ترامب والأخضر يكسو «وول ستريت»

فوز ترامب

عبد الرحمن المصري

A A

تسبب فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، بدفعة مختلف الأسواق والمؤشرات الأمريكية، فيما عزز انتخابه إلى صعود مؤشرات وول ستريت إلى مستويات قياسية، فضلًا عن قفزة نوعية في البيتكوين والدولار.

مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت تسجل مستويات قياسية مرتفعة

ارتفعت أسهم وول ستريت، إلى مستويات قياسية مرتفعة يوم الأربعاء وصعدت أسواق الأسهم الرئيسية في أنحاء العالم، بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، بينما بلغت عملة البيتكوين أعلى مستوى لها على الإطلاق، فيما يتجه الدولار لتسجيل أكبر قفزة يومية له خلال أربع سنوات.

وأدى فوز ترامب الحاسم، إلى هبوط حاد في أسعار سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل وأحيا "تجارة ترامب"، حيث هبطت العائدات في انتظار أن يرفع ترامب الرسوم الجمركية كما وعد، مما أدى إلى زيادة العجز الأمريكي والتضخم وتسبب في خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بأقل مما كان ليفعل لولا ذلك.

وقال معهد بلاك روك للاستثمار "في الأمد القريب، نرى أن الأسهم الأميركية مدعومة بنمو اقتصادي قوي وأرباح الشركات، والوضوح السياسي وخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفي الأمد الأبعد، يعتمد الكثير على مدى تنفيذ أجندة ترامب".

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4% ، وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3.4%، وقفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.7%.

وسجلت المؤشرات الثلاثة مستويات قياسية مرتفعة يوم الأربعاء. وارتفع مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنسبة 1.3%.

أسهم تسلا وشركات ترامب في السماء

قفزت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا بنسبة 13.6% بعد ظهور إيلون ماسك، رئيسها التنفيذي الملياردير، كواحد من الداعمين الرئيسيين لترامب في المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية عام 2024.

ويبدو أن المستثمرين يراهنون على استفادة تيسلا من علاقات ماسك مع ترامب ، الذي قال إنه سيعمل على إنشاء لجنة كفاءة حكومية برئاسة ماسك لخفض الإنفاق الفيدرالي.

وارتفعت أسهم شركة ترامب للتواصل الاجتماعي، مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا ، بنسبة 3.6% إلى 35.10 دولار بعد ارتفاعها بنحو 42% بين عشية وضحاها، وانخفضت قيمة السهم إلى النصف منذ أن بلغ أعلى مستوى قياسي في مارس.

الدولار يرتفع واليورو يتراجع 2% والأسواق الأوروبية مرتبكة

وعزز فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة من مكانة العملة الخضراء، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.6% ويتجه لتسجيل أفضل يوم له منذ مارس 2020.

وخارج الولايات المتحدة، كان المستثمرون أقل سعادة بشكل ملحوظ، بسبب المخاوف من أن الرسوم الجمركية المرتفعة في عهد ترامب من شأنها أن تضر بالتجارة العالمية والنمو الاقتصادي.

تخلت الأسهم الأوروبية عن مكاسبها السابقة وهبطت 0.5%، وهبط البيزو المكسيكي إلى أضعف مستوياته في أكثر من عامين.

"في الأسواق الناشئة، يمكنك أن ترى أن الصين وأوروبا تكافحان مع فكرة احتمال مواجهتهما لرسوم جمركية أعلى، وارتفاع عائدات السندات الأميركية مع توقعات بارتفاع العجز المالي والتضخم".

السندات تغرد خارج السرب

ارتفعت تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة بشكل خاص للسندات طويلة الأجل، مما يشير إلى قلق المستثمرين بشأن مسار العجز في الولايات المتحدة.

وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات (US10YT=RR) بنحو 16.2 نقطة أساس إلى 4.4551%، وهو أكبر مكسب له في يوم واحد في نحو سبعة أشهر.

وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاما (US30YT=RR) بمقدار 18.5 نقطة أساس إلى 4.6339%، وهي أكبر زيادة يومية منذ التقلبات الناجمة عن الجائحة في مارس/آذار 2020.

توقعات أسعار الفائدة في أمريكا

في حين كانت الأسواق لا تزال واثقة من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماعه الذي استمر يومين يوم الخميس ، إلا أنها خفضت قليلا رهاناتها على المزيد من التيسير في ديسمبر.

في المقابل، ارتفعت سندات الحكومات الأوروبية، وانخفضت عائدات السندات الألمانية لأجل عامين بمقدار 11 نقطة أساس إلى 2.19% ، في حين قامت أسواق المال بتسعير أسعار الفائدة المنخفضة للبنك المركزي الأوروبي.

وقال هولجر شميدنج، كبير خبراء الاقتصاد في بيرينبرج: "بالنسبة للشركات الأوروبية، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني سياسة تجارية كبيرة وعدم يقين جيوسياسي، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على النمو في القارة".

الفائزون والخاسرون في العملات

برزت عملة البيتكوين BTC= كواحدة من العملات الفائزة بشكل واضح لهذا اليوم.

ارتفعت العملة المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 75459 دولارًا، وكانت آخر مرة ارتفعت فيها بنسبة 9%، ويُنظر إلى ترامب على أنه أكثر دعمًا للعملات المشفرة من المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وبالعملات التقليدية، تضرر اليورو من الرسوم الجمركية المحتملة واتساع الفارق بين أسعار الفائدة الأميركية والأوروبية، وانخفض اليورو 1.7% إلى 1.0740 دولار ، متجها صوب تسجيل أكبر هبوط يومي له منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، متجاوزا هبوطا بنسبة 1.3% للجنيه الإسترليني .

وقفز الدولار 1.9% إلى 154.43 ين ياباني ، وزاد 1.4% أمام اليوان في الخارج إلى 7.1969 يوان وسط تقارير عن أن البنوك الصينية تبيع الدولار لإبطاء تراجع اليوان.

وتعتبر الصين على الخط الأمامي لمخاطر التعريفات الجمركية، وتتداول عملتها على وجه الخصوص على أعصاب متوترة مع تقلبات ضمنية مقابل الدولار حول مستويات مرتفعة قياسية.

ارتفعت أسواق الأسهم الصينية إلى أعلى مستوياتها في شهر تقريبا مع توقع المستثمرين عقد اجتماع لكبار صناع السياسات في بكين هذا الأسبوع للموافقة على إعادة تمويل ديون الحكومات المحلية والإنفاق، وخسرت الأسهم القيادية الصينية .CSI300 مكاسبها المبكرة لتستقر، وهبطت أسهم هونج كونج .HSI بأكثر من 2%.