مقترح أمريكي بهدنة 60 يومًا، إسرائيل تشترط وحزب الله يرفض
حزب الله وإسرائيل
أحمد محمود- وداد العربي
بدأت تظهر خلال الساعات الأخيرة مقترحات أمريكية لمحاولة تهدئة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، بعدما اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية وقف الحرب الإسرائيلية في لبنان وفرض هدنة لمدة 60 يوما، في محاولة لإنقاذ حليفتها إسرائيل من الخسائر الكبرى التي تتكبدها بشكل يومي على الساحة الشمالية.
صحيفة الأخبار اللبنانية، نقلت عن مصادر سياسية لبنانية مطّلعة تأكيدها حزب الله ليس بعيداً عن الاتصالات الجارية، وأن ثوابت حزب الله في المفاوضات واضحة، وهي أن نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني هو من يمثّله في أي مفاوضات تجري بما خصّ ملف الحرب ووقف إطلاق النار، وأنه في حالة تنسيق مستمرة مع بري، كما لديه قنوات اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجهات أخرى في الدولة معنية بملف التفاوض.
وبحسب المصادر السياسية اللبنانية، فإنه لم ينقطع التواصل بين حزب الله وبعض الجهات الخارجية التي تعمل على خط المفاوضات، مؤكدا على ثوابته التي تستند أولاً وأخيراً إلى أن وقف العدوان بصورة تامة هو شرط إلزامي لأي بحث حول ما يفترض حصوله لاحقاً.
حزب الله لا يرى أن ما قام به الاحتلال يمنحه أي أفضلية
وتشير المصادر، إلى أن حزب الله لا يرى أن ما قام به الاحتلال يمنحه أي أفضلية لفرض أي تعديل على الوضع الذي قام بعد عدوان عام 2006، والحزب لن يقبل تحت أي ظرف بإدخال أي تعديل لا على بنود القرار 1701 ولا على آليات التنفيذ، وهو لم يعارض أصلاً زيادة عديد القوات الدولية أو الجيش اللبناني وفق ما كان مقرراً أصلاً في القرار 1701 لكنّ الحزب يرفض إضافة أي دولة جديدة على القوات الدولية، وهو يطالب بإبعاد ألمانيا بصورة نهائية عن عمل القوات الدولية، بعدما تحوّلت إلى شريك للعدو في الحرب.
وتؤكد المصادر، أنه لا يراهن الحزب على تغييرات دراماتيكية في الموقف الأمريكي، ولذلك يتعامل بشكل هادئ مع كل ما يسرّبه الأمريكيون، ويعتقد بأن الاحتلال يريد مواصلة الحرب لفترة أطول، ما يعني أن على المقاومة التجهّز لمواجهة المزيد من الضربات الإسرائيلية، والإعداد الجيد لضرب قوات الاحتلال وإفشال أهداف العدوان، حيث لا يزال حزب الله يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول بأن ما تقوم به المقاومة هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة «الدفاع عن لبنان»، كما أنه لم يقدّم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة، ولا يرى الحزب بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة، كما أن مثل هذا الموقف يتعارض مع كل بنيته العقائدية وتفكيره السياسي، ومعرفته الوثيقة بالترابط الحقيقي بين كل الجبهات المتعلقة بالمقاومة ضد العدو.
وبحصف وسائل إعلام لبنانية، فإن إصرار الاحتلال على التفاوض تحت النار، يعكس حقيقة أن إسرائيل تراهن على انكسار المقاومة أو إضعاف حزب الله، والحزب يتصرف على أساس أنه قد يكون عرضة لعمليات اغتيال جديدة، لكن آليات العمل داخل الحزب، خصوصاً في الجسم الجهادي، أخذت طريقاً لا يتأثر بأي عملية اغتيال تصيب أي قائد في الحزب.
فيما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، إن حزب الله لم يعلن عن فك الارتباط مع غزة لكن فعليًا اذا توصلت المفاوضات لوقف اطلاق نار بين لبنان وإسرائيل سيكون الحزب مضطرًا لذلك لأن لديه ملفات داخلية مرتبة عليه.
شروط الاحتلال للتهدئة مع حزب الله
فيما يؤكد فراس ياغي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الاحتلال لا يريد فقط سحب حزب الله لأسلحته الثقيلة إلى شمال الليطاني، ومنع إعادة ترميم بنيته التحتية في القرى الأمامية وجنوب الليطاني عامة، وفصل جبهة لبنان عن غزة، لكنها يريد أبضا زيادة عدد قوات اليونيفيل بقوات بريطانية وفرنسية وألمانية وحزب الله لا يوافق على أي دور لألمانيا، بجانب آلية مراقبة دولية خاصة أمريكية في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية السورية، ورسالة من البيت الأبيض بأنه يحق لإسرائيل التعامل عسكريا مع أي محاولة لإعادة البنية التحتية للحزب في الجنوب إذا لم يتم التعامل معها من قبل الجيش اللبناني أو القوات الدولية، ومنع وصول أسلحة إلى حزب الله، من خلال المراقبة البرية والبحرية والجوية.
وأضاف في تصريحات له عبر منصات فلسطينية، أن هذه هي الشروط الإسرائيلية التى تريدها إسرائيل وتحت يافطة قرار مجلس الأمن 1701، هذا يعتبر وكأن إسرائيل انتصرت عسكريا وتريد فرض شروطها، رغم أن الميدان يعكس صورة مختلفة كليا عن الواقع الافتراضي لما تسميه المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بضرورة تحويل المنجزات العسكرية لتسويات سياسية تحقق فيها الأهداف المعلنة وغير المعلنة .
وأشار إلى أن المعركة البرية في جبهة الشمال تشير لقوة وقدرة الحزب على مواجهة جيش من أعتى جيوش العالم في القوة النارية والتدميرية الإجرامية التي تتنافى مع كل القوانين الدولية، وتمنعه من التوغل، على الرغم من قيامه ومنذ بداية المعركة أي منذ تقريبا عام بتدمير شامل للقرى الأمامية على الحدود "25 قرية"، وهذا وحده يؤشر أن إسرائيل في مأزق وليس فقط جبهات المقاومة، هذا عدا عن استهداف العمق الإسرائيلي من ضواحي تل ابيب “شمال تل أبيب” مرورا بحيفا وعكا وصفد وكل منطقة "هاشارون" وكل منطقة الشمال بشكل يومي، مما دفع رئيس بلدية حيفا ليوجه نداء للجمهور لعدم النزوح من حيفا.
وأوضح أن أحد ضباط هيئة الأركان في الجبش الإسرائيلي قال لرؤساء مستوطنات الشمال، بأن أي سلام دائم في الشمال سيعطي حزب الله الفرصة لكي يعيد بناء نفسه وترميم وضعه، لذلك عليكم أن تفهموا المتغيرات بأن طريقة التعامل سوف تتغير، أي لن يكون هناك سلام دائم وإعطاء فرص ليشتد عود الحزب ونعود لجولة أخرى، بل نستمر بشكل يومي في منعه من تراكم القوة، وهنا يشير إلى توجه توجيه الضربات عبر سلاح الجو بالأساس لأي بنية للحزب حتى لو أوقف إطلاق النار.
وأكد أن إسرائيل حدّثت من ترتيباتها الأمنية بما يتعلق بكل الجبهات، والقرار لديهم بمنع ظهور أي تهديد محتمل مستقبلا، أي "تصفير التهديدات"، وهذا لا يمكن أن يحدث دون وجود مفهوم إطلاق حرية اليد للقوة العسكرية الإسرائيلية في لبنان كما في سوريا وكما في غزة، والمعادلات التي تريدها إسرائيل هي في باب تغيير لـ"موازين الردع"، وضمن مفهوم القوة ولا شيء غير القوة، وهذا يعني أن إسرائيل ستحقق بذلك الردع الذي فقدته والأمن للمستوطن والمستوطنة الذي انتهى في السابع من أكتوبر 2023، أي أن الكيان يحقق أهدافه الحقيقية التي يسعى إليها.
وأوضح ياغي، أن حزب الله لن يسمح بأي تغيير لموازين الردع، ولن يوافق على شروط وقف إطلاق النار، وكذبة الـ"60" يوما، والذي يريدون من خلالها ترتيب وضع الجيش الذي تعرض لضربات قاتلة في صفوفه، خاصة القوة البرية، وتهيئة بإعادة التدريب وتنظيم الصفوف لاستئناف القتال.
تابع موقع الجمهور عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية، أسعار البنزين.
أخبار ذات صلة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً