في ذكرى وفاته.. تعرف على أزمات في حياة سراج منير
سراج منير
رحاب عنتر
تحل اليوم وفاة الفنان سراج منير، ولد يوم 13 يوليو 1904، والده هو عبد الوهاب بك حسن وكان مديرا للتعليم في المعارف، وإخوته المخرجان السينمائيّان حسن وفطين عبد الوهاب، درس سراج منير في المدرسة الخديوية، وكان عضواً في فريق التمثيل في المدرسة.
موهبته الفنية
وقد بدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة حدثت لهُ عام 1922، عندما دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، وحينما وصل إلى المنزل، فوجئ سراج منير بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل والحاضرون يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد.
تركت هذه الحادثة أثراً في نفسهِ، حيث إنها كانت دافعا قويا لينضم لفريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.
في ألمانيا
حدثت تطورات غيرت مسار حياة سراج منير في ألمانيا، حيث إنه اضطر أن يبحث عن مصدر دخل آخر لأن المبلغ الذي كانت ترسله لهُ أسرته قليلاً، عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني ساعده للعمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت.
وبدأ يعرض موهبته في استوديوهات برلين حتى ظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وانصرف في ذلك الحين عن دراسة الطب وانشغل بدراسة السينما، وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، ودرسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ، حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.
ثم تلقى سراج منير برقية من فرقة مصرية للمسرح للعمل معهم وذلك قبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، وترك ألمانيا وعاد إلى مصر.
عمل مترجماً في مصلحة التجارة بعد عودته إلى مصر، ثم انضم لفرقة يوسف وهبي وللفرقة الحكومية، ثم اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمهِ الأول «زينب» وهو فيلم صامت أنتج عام 1930.
عمله في المسرح
رشحه الفنان زكي طليمات أثناء إعداده لإخراج أوبريت «شهرزاد» لدور «مخمخ» فثار سراج منير وغضب واتهمه بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن طليمات، الذي كان عنيداً جداً في عمله، أصر على إسناد الدور لسراج منير، والذي بدوره انصاع لذلك، وعرضت المسرحية وحققت نجاحًا كبيرًا وهي المرة الأولى التي يؤدي دورا كوميديا، كما أسند إليهِ أيضاً دور البطولة في مسرحية «سلك مقطوع» الهزلية، وذلك بسبب مرض بطلها فؤاد شفيق.
انضم لفرقة الريحاني، وأصبح من نجومها، وكان نداً للكوميدي الكبير نجيب الريحاني، وعندما مات الريحاني استطاع سراج منير أن يسد بعض الفراغ الذي تركه في فرقته، وكان سراج منير محباً للجميع يمد يد العون والمساعدة لكل من يلجأ إليه طلباً لمعونته، لدرجة أنه في السنوات الأخيرة من حياته أراد أن يجعل من فرقة الريحاني مدرسةً تُخرّج جيلاً جديداً من فناني المسرح الكوميدي، وبالفعل ضم عدداً كبيراً من الشباب.
السينما
بالإضافة إلى أدواره في المسرح، كانت هناك السينما التي أعطاها الكثير من فنه، فقد خاض سراج منير الحياة السينمائية ممثلاً ومنتجاً، وقدم ما يقارب 100 فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها.
ومن أنجح أفلامه فيلم «عنتر ولبلب» عام 1945 الذي نجح جماهيريًا بشكل كبير وأستطاع أن يندمج مع الفنان شكوكو ليقدموا دويتو كوميدي مميز.
وفي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت فيها مواضيع الأفلام، بدأ سراج منير في إنتاج الأعمال الفنية في السينما، كان فيلم «حكم قراقوش» أول عمل ينتجه عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر منير إلى أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب وتعرض بسبب هذه الصدمة للذبحة الصدرية.
زواجه من الفنانة ميمي شكيب
تزوج الثنائي عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان سراج منير عام 1957.
كان زواجهما مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة بعد رفض أهلها للارتباط به حتى أستطاع إقناعهم ولم تتزوج الفنانة ميمي شكيب بعد وفاته وخاصًة أنها توفت بعده بحوالي خمسة وعشرين عام 1982.
ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين منها فيلم «الحل الاخير» عام 1937 و«بيومى أفندي» عام 1949 و«نشالة هانم» عام 1953 و«ابن ذوات» و«كلمة الحق» عام 1953.
وكان سراج يعاني من مرض القلب، وتوفي في عام 1957 بشكل مفاجئ.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً