«العلاقات المصرية السعودية»، قوة تاريخية ممتدة في السياسة والاقتصاد

تستند العلاقات المصرية السعودية إلى جذور تاريخية عميقة ومصالح متبادلة منذ عقود، وتعد هذه العلاقات نموذجًا للتعاون العربي الوثيق، حيث تمتد إلى مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، والثقافية، مؤدية إلى تعزيز مكانة الدولتين على المستويين الإقليمي والدولي، وتتنامى هذه العلاقات بمرور الوقت، مدعومة بالتعاون المستمر بين القيادات السياسية في البلدين ومصالحهما المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

التعاون الاقتصادي.. شراكة محورية

ويشكل الجانب الاقتصادي جزءًا أساسيًا من العلاقات المصرية السعودية، حيث تؤدي الاستثمارات والتجارة المتبادلة بين البلدين دورًا محوريًا في تعزيز هذه الشراكة، فخلال العامين 2022 و2023، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 124 مليار ريال سعودي، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة للعلاقات الاقتصادية بين الدولتين. 

وتشمل أبرز السلع السعودية المُصدَّرة إلى مصر المنتجات المعدنية واللدائن، فيما تعتبر المنتجات المصرية من النحاس ومصنوعاته من أهم الواردات المصرية إلى المملكة.

وإضافة إلى ذلك، شهدت الاستثمارات السعودية في مصر نموًا ملحوظًا، حيث بلغت نحو 26 مليار دولار، موزعة على أكثر من 8000 شركة سعودية تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية. 

وعلى الجانب الآخر، بلغت الاستثمارات المصرية في السعودية نحو 4 مليارات دولار، بعدد تجاوز 3000 شركة، مما يعكس التنوع الكبير في مجالات التعاون بين البلدين.

الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء المصري

وفي إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية، قام رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، بزيارة هامة إلى الرياض في سبتمبر الماضي، حيث عقد لقاءات مع عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين، بمن فيهم وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح. 

وتناولت الزيارة قضايا التعاون الاستثماري وسبل تعزيز القطاع الخاص بين البلدين، بالإضافة إلى المباحثات حول اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.

وأكد وزير الاستثمار السعودي على أن العلاقات بين البلدين تعتبر نموذجًا يحتذى في التعاون العربي، وأن التعاون الاقتصادي بين مصر والسعودية يسهم بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي للمنطقة بأسرها.

التبادل التجاري.. أرقام نمو متسارعة

وشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال التبادل التجاري. 

وفي خلال النصف الأول من عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 8 مليارات دولار، بزيادة قدرها 41٪ مقارنة بالنصف الأول من عام 2023. 

وتعكس هذه الزيادة الملحوظة الدور الذي تلعبه التجارة في تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة مع استمرار الطلب المتزايد على المنتجات المعدنية والسلع الأساسية الأخرى.

استثمارات سعودية مصرية.. أرقام مذهلة

وتلعب الاستثمارات المشتركة دورًا رئيسيًا في توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تحتل السعودية موقعًا متقدمًا كأحد أكبر المستثمرين الأجانب في مصر، باستثمارات تجاوزت قيمتها 26 مليار دولار، وتتنوع هذه الاستثمارات بين مختلف القطاعات الاقتصادية مثل الطاقة، العقارات، والزراعة. 

وفي المقابل، تستثمر الشركات المصرية بشكل كبير في السوق السعودي، بما يتجاوز 4 مليارات دولار، مما يعزز التعاون بين القطاعين الخاصين في كلا البلدين.

تعزيز الشراكة التقنية

وتسعى مصر والسعودية أيضًا إلى تعزيز التعاون في المجال التقني، وذلك من خلال مبادرات مثل ملتقى التقنية السعودي المصري، الذي شهد مشاركة العديد من شركات التقنية من البلدين. 

ويهدف الملتقى إلى تعزيز ريادة الأعمال الرقمية والابتكار، وتوسيع الشراكات الاستراتيجية في مجال التكنولوجيا.

ويأتي هذا التعاون ضمن رؤية مستقبلية تسعى إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي في البلدين ودعم الاستثمارات التقنية المتبادلة.

اتفاقية حماية الاستثمارات.. خطوة نوعية

ويُعد أحد أبرز نتائج الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري إلى الرياض، هو الاتفاق على تفعيل اتفاقية حماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين خلال الأشهر المقبلة. 

وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز بيئة الأعمال وحماية المستثمرين في كلا البلدين، مما يسهم في تعزيز الثقة الاقتصادية بين القطاعين الخاصين، ويُعد توقيع هذه الاتفاقية خطوة هامة في تعزيز العلاقات الاقتصادية المصرية السعودية.

مجلس الأعمال السعودي المصري.. دعم متواصل

ويلعب "مجلس الأعمال السعودي المصري" دورًا هامًا في تعزيز التعاون بين الشركات والمستثمرين من البلدين، وذلك من خلال تنظيم لقاءات تجارية مستمرة وتذليل العقبات التي قد تواجه المستثمرين. 

ويعتبر المجلس ركيزة أساسية لتطوير التعاون الاقتصادي وتعزيز فرص الاستثمار في مجالات جديدة، مثل الطاقة، التقنية، والبنية التحتية.

علاقات متجذرة وطموحات مشتركة

وتعكس العلاقات المصرية السعودية نموذجًا مميزًا للتعاون العربي القائم على المصالح المشتركة والحب الأخوي.

ويستمر البلدان في توطيد شراكتهما في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية منها، مما يسهم في دعم استقرار المنطقة ونمو اقتصادها. 

وتبقى هذه العلاقات على مسار النمو المستمر، مدفوعة بطموحات مشتركة لتحقيق مزيد من التكامل الاقتصادي والاستراتيجي في المستقبل.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.