اللحم والجبن يشعلان معارك سياسية اقتصادية في باريس
الرئيس الفرنسي ماكرون
وداد العربي
تواجه فرنسا عزلة سياسية متزايدة وسط ضغوط قوية من الاتحاد الأوروبي، للتوصل إلى اتفاقية التجارة مع دول أمريكا الجنوبية «ميركوسور».
وكشفت صحيفة «بوليتيكو» أن باريس تجد نفسها في موقف سياسي ضعيف، حيث يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحديات داخلية، مما يعقد موقف فرنسا تجاه الاتفاقية.
ضغط المفوضية الأوروبية لإبرام الاتفاقية
تعمل المفوضية الأوروبية على إتمام الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري، حيث أشارت مصادر دبلوماسية إلى وجود ضغوط كبيرة لتحقيق هذا الهدف.
ويحظى هذا المسعى بدعم من دول أوروبية رئيسية، أبرزها ألمانيا وإسبانيا، حيث أكد المستشار الألماني أولاف شولتز ضرورة إتمام الاتفاق بسرعة.
أولويات المفوضية الأوروبية ومعارضة ماكرون
تُعد المفاوضات مع دول «ميركوسور» أولوية بالنسبة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ومع ذلك، فإن المعارضة الفرنسية القوية بقيادة ماكرون حالت دون إتمام الصفقة في وقت سابق من هذا العام، مما يضع الاتحاد الأوروبي تحت ضغط لإبرام الاتفاقية قبل نهاية 2024.
المخاوف الفرنسية من تداعيات الاتفاقية على القطاع الزراعي
وتعتبر فرنسا من أبرز المعارضين لهذه الاتفاقية، نتيجة لمخاوفها من التأثيرات السلبية المحتملة على قطاعها الزراعي.
تخشى باريس من تدفق اللحوم البقرية والمنتجات الزراعية وعلى رأسها الأجبان، من دول أمريكا الجنوبية، مما قد يضعف موقف المزارعين الفرنسيين، الذين يُعتبرون قوة سياسية كبيرة في البلاد.
التحديات السياسية الداخلية لماكرون
وأشار فرانسوا شيميتس، خبير اقتصادي بارز، إلى أن فرنسا، في ظل دعمها السياسي الضعيف في البرلمان، قد تواجه صعوبة في تمرير اتفاقية التجارة مع «ميركوسور».
كما أكد أن هذه القضية تشكل خطرًا سياسيًا للحكومة الفرنسية، خاصة مع حساسيات الرأي العام الفرنسي تجاه التجارة الحرة والقطاع الزراعي.
تراجع النفوذ الفرنسي داخل الاتحاد الأوروبي
تظهر صحيفة «بوليتيكو» تحولًا كبيرًا في موازين القوى داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تراجعت قدرة فرنسا على فرض نفوذها كما كان الحال في السابق.
ويرجع هذا التراجع إلى سلسلة من الهزائم السياسية التي تعرض لها ماكرون في الانتخابات الأوروبية والوطنية الأخيرة.
تغيير الاستراتيجية الفرنسية في المفاوضات
في ظل هذه الضغوط، يبدو أن فرنسا تتجه نحو تعديل استراتيجيتها بدلاً من السعي لإيقاف الاتفاقية بالكامل.
ويعمل المسؤولون الفرنسيون الآن على التأثير في المراحل النهائية للمفاوضات، لضمان تضمين بنود تتعلق بالمناخ وإزالة الغابات وشروط المنافسة العادلة.
تداعيات محتملة على الحكومة الفرنسية
يحذر الخبراء من أن إبرام الاتفاقية دون موافقة فرنسا قد يؤدي إلى تداعيات سياسية خطيرة على الحكومة.
وقد يواجه ماكرون، الذي يعاني من ضعف في شعبيته، غضبًا متزايدًا من المزارعين الفرنسيين، الذين يشكلون قوة مؤثرة في المشهد السياسي، ما يضعه في موقف حرج قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً